الجزائر

لجنة أمير الشعراء لا تتوقف عند الصورة الشعرية والإعجاز لفظا ومعنى



مراصدثقافية
إعداد:جمال بوزيان
كثيرون لا يرون اللغة أصلاً من أصول الإبداع
لجنة أمير الشعراء لا تتوقف عند الصورة الشعرية والإعجاز لفظا ومعنى
ترصد أخبار اليوم مقالات الكُتاب في مجالات الفكر والفلسفة والدِّين والتاريخ والاستشراف والقانون والنشر والإعلام والصحافة والتربية والتعليم والصحة والأدب والترجمة والنقد والثقافة والفن وغيرها وتنشرها تكريما لهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها ثانية بأدواتهم ولاطلاع القراء الكرام على ما تجود به العقول من فكر متوازن ذي متعة ومنفعة.
*****
أميرالشعراء .. بين لغة تميم والبهرجة المفرطة
أ‌. نور الدين العدوالي
الذين أنكروا على لجنة تحكيم مسابقة أمير الشّعراء الخطأ النّحويّ الفظيع في ادّعاء المرفوع على الفاعليّة منصوبا على المفعوليّة وأقاموا الدّنيا ولم يقعدوها تهكّما وازدراءً بلَجْنة التّحكيم ألَمْ ينتبه هؤلاء إلى أخطاء لغويّة يرتكبونها هم وكثير من المحسوبين على الأدب العربيّ شعرا ونثرا؟!.
ونحن نتصفّح منصّات التّواصل الاجتماعيّ ونقرأ لأسماء تبدو لامعة وازنة في المشهد الأدبيّ محلّيّا وعربيّا تستوقفنا زلّاتٌ لغويّة يقع فيها هؤلاء الكبار والمُصيبة أنّ المبدعين الموهوبين الأقلّ منهم شأنا وشهرة يعدّون ذلك من المُسَلَّمات ولا يقبلون جدالا في رأي مخالف للتّصويب والتّصحيح ما دام كبار القوم قدوتَهم.
* ومن أمثلة ذلك الخطإ الشائع في عدم إثبات الفتحة للفعل المضارع المنصوب المعتل الناقص بنوعيه الواويّ واليائيّ مثل قول أحدهم: كي يرجو / والصّواب: كي يرجوَ أو قول آخر: لن أبكي / والصّواب: لن أبكيَ.
* ومن الأخطاء الشّائعة أيضا -عند كبار القوم- عدم جزم الفعل المضارع الواقع جوابا لطلب.
كقول أحدهم: تَعَالَ أقول لك / والصّواب: تَعالَ أقُلْ لك.
* أمّا ألف التّفريق بين واو الجماعة ضميرا متّصلا بفعل مسند إلى الجمع المخاطَب أو الجمع الغائب
وواو العلّة في الفعل المعتل الناقص الواويّ فخطأ يشترك فيه الكبار مع الصّغاركقول أحدهم: أنا أرجوا أو هم ذهبو / والصّواب: أنا أرجو بلا ألف تفريق لأن الواو حرف علّة أصليّ في الفعل / وهم ذهبوا: بألف التفريق لأن الواو ضمير متّصل بالفعل (واو الجماعة).
ولا يقولَنّ لك قائل: إنّ ذلك من الجوازات الشّعريّة ولا يُقْنِعَنَّك فيلسوف بأنّه (يجوز للشّاعر ما لا يجوز للنّاثر) إلّا إذَا كانت ثَمَّةَ لغتان عربيّتان إحداهما للشّعر وأخرى للنّثر بقواعد مختلفة هنا وهناك.
* أمّا الرسم الإملائيّ وخصّيصى الهمزة بنوعيها: القطع والوصل فحدّث ولا حرج وشأنهم في ذلك شأن الفرق بين الظّاء والضّاد.
* ★انتفض في وجهي مرّة واحد من هؤلاء الذين ينصّبون أنفسهم أربابا للعمود دون سواهم وأنا ألقي إحدى قصائدي حيث إنني نصبت اسما معرفة بعد ضمير متكلّم وكما لو أنّه اناخ جَمَلا حَرونا قام يصيح في الناس: يا شيخ لقد نصبتَ ما حقّه الرّفع فهذا الاسم مرفوع على أنه خبر لمبتدإ قبله وهذه قاعدة يعرفها أطفال المدارس وحين علّمتُه أنّ هذا الاسم منصوب على الاختصاص قال حرفيا: لو لم أسمعها منك لما عرفتها طول عمري!.
* ★من الأخطاء أيضا -لدى كبار القوم- جزم الفعل المضارع الواقع في جواب الشرط بعد إذَا الشرطيّة
كقول أحدهم: إذَا قُلنا....نَفْعِلِ / والصّواب: إذَا قلنا....نَفْعَلُ لأنّ إذَا شرطيّة ظرفيّة غير جازمة (ظرف لما يُستَقبَل من الزمان خافض لشرطه متعلّق بجوابه).
★* خطأ آخر -ليس بالآخِر- قولهم: كُرِّمْتُ من طرف المدير.../ والصّواب: كرّمني المدير...أو: كُرِّمتُ.
فالفعل مبني للمجهول وفاعله غير معلوم فإن قلنا: من طرف فإنّنا نقع في التّناقض.
الخطأ والنّسيان طبيعة بشريّة وجلّ من لا يخطئ ولا ينسى لكنّنا -كأمّة عربيّة- لا نزيّن أنفسنا بلباس الاعتراف بالخطإ ظنّا منّا أن ذلك يزلزل أبراجنا العاجية التي نسكنها وحدنا في سدرة الذّاتية المقيتة .
كم من شاعر ارتكب أخطاء لغوية جسيمة وأجازته لجان التحكيم في المسابقات هنا وهناك وهنالك؟. وكم من أستاذ يرتكب أخطاء علميّة في مادّته ويُصِرّ على صحّتها ويأمر المتعلّمين بتدوينها على دفاترهم ولا يقبل أن يناقشه في ذلك أي تلميذ -وإن كان عبقريّ قسمه-؟.
وكم من دكتور في الجامعة يُدهش طلبته المساكين بلغته التي تبدو لهم من عهد أبي الأسود الدّؤلي أو عبد القاهر الجرجانيّ وفيها من الأخطاء اللّغويّة -كتابة ونطقا- ما يزعزع عظام العظماء وهي رميم؟.
كم كنت أتمنى في كل حلقة من حلقات مسابقة أمير الشّعراء أن تتوقّف لجنة التّحكيم عند الصّورة الشّعريّة وجمال البديع والإعجاز في اللّفظ والمعنى والابتكار الذي صنعه الشّاعر ليحظى بالإجازة والقبول؟.
ويبدو جليّا أن تواتر أجزاء هذه المسابقات مثله كمثل المسلسلات التّركية والهنديّة والعربيّة تفقد قيمتها الفنّيّة كلّما كَثُرت أجزاؤُها.
ومع احترامي أشقائي الشّعراء والنّاقدين فإنّني أرى أنّ سقوط الجذعيْن: أ. د. عبد الملك مرتاض وأ. د. صلاح فضل من دوحة أمير الشّعراء سيفسح المجال لكثير من (محدودي الفصاحة والبلاغة) أن يمرّوا وما إصرار لجان التّحكيم في مسابقاتنا الشعريّة على فئة الشّباب إلّا لإبقاء بهرجة الأضواء مُسَلَّطة دائما على شيوخ القبائل .
مصيبة أخرى تُضاف إلى مصائب أمّة اللّغة العربيّة هي أن هناك فريقًا لا يرى اللّغة أصلا من أصول الإبداع شِعرا ونثرا بل يقدّم عنها الصّورة الشّعريّة والمعنى المقصود والدّهشة في المجاز ويمنح نفسه حقّ الزّلل في اللّغة نحوا وصرفا وإملاءً وأكثر ما نجد هذا المنحى عند شعراء التّصوّف كونهم يلعبون على وتر الإدهاش في توظيف الرّموز الدّينيّة المقدّسة تحديدا.
وإنّني في هذا المقام لا أقف مذبذبا بين هؤلاء وهؤلاء إذْ إنّ الدٌكتور عليّا بن تميم أخطأ -ليس عن جهل- ويخطئ أدباؤنا وشعراؤنا ومبدعونا صغارا وكبارا متغافلين عن زلّاتهم التي لم ينبّههم إليها أحد فاستمرّوا في تمثيل مشهد (شاهد ما شافش حاجة) ولو أنّ الدّكتور عليّا اختبر الشّاعر المتسابق في مسألة خلافيّة أو في علاقة من علاقات المجاز المرسل أو إعراب تقديريّ أو وظيفيّ أو في فكّ طلاسم صورة شعريّة مركّبة تقبل التّأويل...لكان الاختبار مقبولا -ولو بنيّة التّعجيز أمام المتابعين-.
وبالمختصر المفيد أقول: إنّ ما حدث -وإن كان يحدث دائما وفي مناسبات شتّى- يكشف عوار هذه المسابقات التي لم تعد أبدا معيارا حقيقيّا للحكم على شاعر ما أنّه وحيد زمانه وأمير أقرانه فكثيرا ما يقف أمامنا بعض المتوّجين عاجزين عن معرفة المجرور لفظا المرفوع محلّا أو اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة للحرف أو المرفوع الذي يَسُدُّ مَسَدّ الخبر أو المُلحَق بما يُشبِهُه تثنية وجمعا...أو غير ذلك.
*****
العربية.. عروس اللغات ومربط وحدة الأمة
أ‌. حشاني زغيدي
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أخذني الوفاء لزيارة بيت اللغة العربية وقد تجشمت السفر إليها رغم بعد المسافات لكن حق الوفاء شدني إليها.. وإني أعلم حالها فقد أضحت غريبة بين أهلها غريبة في دارها وقد تنكر لها الأصحاب الأهل والخلان وقد استبدلوها بضرة استوردوها من وراء البحار فباتت الأصيلة تطلب الخلاص وتستجدي النصرة من أبنائها وقد ألمت بها الملمات وقد كانت سيدة الدار قرونا عدة فمتى تكون بنت الدار هي سيدة مصانة الحقوق كما كانت في عصر الأزهار والازدهار؟!.
وأنا في طريقي إليها تذكرت جمالها الأخاذ الذي أسر الشعراء والأدباء تذكرت لغة العواطف والمشاعر.
كيف ننسى لغة خصها الله لتحضن الوحي لتحمل البشائر والهداية للحيارى كانت العروس المختارة من بين جميع لغات الدنيا لتزين المصحف بآياته الكريمة فكانت بلا فخر لغة القرآن الكريم لغة عزة الأمة وفخرها.((إنا أنزلناه حكما عربيا)) و{قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَج لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
كانت بلا فخر مربط وحدة الأمة فتجانس الأمم والشعوب فإنما تصنعه وحدة اللسان وإن كل تفرق مبعثه اختلاف اللسان فكانت اللغة العربية عبر العصور من أهم عوامل الوحدة.
أما إذا اخترنا الجمال والذوق والحس المرهف فالعربية احتلت المكان بلا منازع لأنها لغة رصعت بالجمال الخلاق فكانت من الثراء والثروة أوفر اللغات بالمفردات وأكثرها إحاطة بالمعاني فكانت بذلك مصدر إلهام للمثقفين والأدباء والعلماء فمكنتهم من الإبحار في دروب الفكر والفقه والحساب والعلوم والجغرافيا والطب وكل صنوف العلم.
المؤسف أننا أصبحنا في زمن نجد كثيرا من أبناء جلدتنا عز عليهم أن يتواصلوا بها في المحافل والملتقيات بل المؤسف أن وزراءنا ونوابنا ومثقفينا يعقون لغة الضاد ويجعلون لها ضرة وغريمة فتجدهم يحسنون ويتقنون لغة المستدمر قراءة وكتابة وتدوينا وألسنتهم ملفوفة لا تفك أبسط كلماتها ويزيد الأسف والحسرة أن تجد غير متحدثين بالعربية يبذلون الوسع وقصارى جهدهم في تعلمها وتعليمها.
وفي الطريق تذكرت ما كتب الأديب الشاعر حافظ إبراهيم في حقها فاقتطفت من روضها بعض أبيات تسبي النظر لجمال لغة حق لها أن تكرم بين أبنائها وفي أوطانها حيث قال فيها:
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقم في الشَّبابِ وليتَني
عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي
رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغايةً
وما ضِقْتُ عن آي به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة
وتَنْسِيقِ أسماء لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني
أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً
وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ؟
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ
بما تحتَه مِنْ عَثْرَة وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرةِ
أَعْظُماً يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
وصلت بابها مأسورا بجمالها أحمل أملا أن تستعيد لغتي مكانتها فتحتل الريادة فتكون لغة الفكر والعلم والمناظرة والقلم والإدارة وصلت بابها أملي ان تنال المكانة المرموقة في قلوبنا فنخدمها فننافح عنها فندفع عنها لؤم الأعداء وكيد المتآمرين كيف لا وهي لغة أهل الجنة ولغة القرآن؟.
===
المعلّقات تنافس الشعر الفرنسي في موطنه
أنطوان جوكي
بينما تتراجع قراءة الشعر الفرنسي بشكل مقلق في موطن رامبو ومعها مبيعات الدواوين الشعرية تعيد دار فاتا مورغانا طبع الترجمة الفرنسية التي وضعها المستعرب الفرنسي بيار لارشيه ل المعلّقات السبع بعد نفاد طبعتها الأولى.
ولا شك أن هذه النصوص العربية التي تعود إلى عصر الجاهلية ما زالت تمارس سحرا كبيرا على قارئها الأجنبي رغم قدمها وصعوبة الإمساك بها. لكن هذا لا يفسّر لوحده السرعة التي نفدت بها ترجمة لارشيه التي صدرت للمرة الأولى عام 2000 وتتحلى بمميزات لا بد من التوقف عندها لفهم نجاحها.
تجدر الإشارة أولا إلى أن اقتراح المستعرب الفرنسي ترجمة جديدة ل المعلقات ينمّ عن جرأة كبيرة لأن هذه النصوص خضعت قبله لترجمات فرنسية عديدة وناجحة من جهة ولأنها تطرح مشكلات كثيرة على مترجمها من جهة أخرى ومن ذلك تحديد عدد هذه القصائد وقائليها وأصالتها ودلالاتها.
لكن حين نعرف أن لارشيه نشر قبل إقدامه على هذه الترجمة دراسات مرجعية لا تحصى عن هذه المشكلات يصبح من الصعب التشكيك في مؤهلاته للقيام بهذه المهمة.
ترجمة إبداعية
لكن ما هو الجديد الذي تقدّمه هذه الترجمة التي تُعتبر من الترجمات الفرنسية القليلة الكاملة ل المعلقات السبع ؟
نلمح في هذه الطبعة اختلافا ملموسا على أكثر من صعيد عن سائر الترجمات التي سبقتها ويمكن تلخيص ذلك بنقاط أربع: دمج لارشيه التنويعات المتوفّرة من كل معلّقة في جسدها واختياره الفقرة الشعرية التي تتألف من بيتين كمقابل للبيت الشعري العربي الذي يتألف من شطرين واعتماده البحر الإسكندري للإمساك على أفضل وجه بإيقاع القصيدة وتركيزه على العناصر التي تمنح القصيدة بنيتها وبالتالي تماسكها.
ولتثمين قيمة هذه الخيارات لا بد من قراءة أولى ل المعلّقات بصوت عال ومن دون التوقف عند الحواشي الغزيرة التي ترافق كل نص ومن قراءة ثانية مع الحواشي. قراءتان تبيّنان أن الترجمة التي وضعها لارشيه هي ترجمة عالِم في الشعر وشاعر معا.
فإذ تكشف سيرورة الترجمة عن معرفة كبيرة بأصول النظم الشعري وقواعده وأدواته فإن ملامح نتاج هذه الترجمة لا يمكن ردّها حصرا إلى منهج عمل لارشيه بل تعكس أيضا مهارات نظمية فريدة لديه.
ومنذ القراءة الأولى يتجلى لنا تماسك مدهش على جميع المستويات في كل معلّقة وبين معلّقة وأخرى تماسك ناتج عن تفكيك لارشيه كل نص إلى مشاهد ومقاطع وأبيات مترابطة أو مستقلة دلاليا وبنيات نحوية ووحدات مفرداتية وصوتية إلى جانب تحليله هذه العناصر في الحواشي التي لا بد من قراءتها نظرا إلى تشكيلها جزءا مهما من عملية تفسير المعلّقات وإلى كشفها هاجس الوفاء للنص الأصلي.
أسلوب فريد
وحول مسألة الوفاء هذه تجدر الإشارة إلى أن ثمة بحثا بجميع الوسائل لبلوغها من قبل لارشيه الذي يستكشف النص الأصلي لكل معلّقة بتحكّم يعكس معرفة دقيقة باللغة العربية وقواعدها ونحوها.
ويتبع هذا البحث التأويلي حركتين: تفكيك تحليلي للنص الأصلي وإعادة تشييد توليفية له -باللغة الفرنسية- لا تخلو من الإبداع.
وهذا ما يقودنا إلى أسلوب لارشيه الفريد الذي تثريه جميع أبحاث المستعرب حول النص الأصلي من دون أن تمسّ بشعريته. ويسهّل هذا الأسلوب على قارئ المعلّقات ولوجها وفهمها وفي الوقت نفسه يجعله يتذوّقها ويستمتع بها كروائع شعرية لم تفقد شيئا من ألقها رغم مرور قرون طويلة على كتابتها.
ولعل أفضل شهادة على قيمة هذه الترجمة هي المقدمة التي رصدها لها المستعرب الفرنسي الكبير أندريه ميكيل ويقرّ في نهايتها بتفوّق لارشيه على جميع الذين حاولوا نقل هذه النصوص إلى الفرنسية لأنه يضيف على معرفته التامة بالمعنى هاجسا ثابتا للعثور بالفرنسية على تقطيع شعري بل على تنفّس يتناغم مع تنفّس الشاعر وفقا لحالاته (...) .
وتجدر إلى أن المعلّقات التي نقرأها في كتاب لارشيه تعود بالترتيب إلى عنترة بن شداد وامرؤ القيس وطرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلّزة ولبيد بن ربيعة.
* المصدر: موقع قناة الجزيرة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)