الجزائر

لتلبية الحاجة الاجتماعية والثقافية


لتلبية الحاجة الاجتماعية والثقافية
افتتحت أكاديمية الموسيقى العربية رسميا يوم السبت الماضي أبوابها في بروكسل بحضور مجموعة من الوزراء والسياسيين ورجال الفن البلجيكيين والعرب، وتعد هذه أوّل مدرسة للموسيقى العربية في أوروبا، حيث سيتم تدريس الموسيقى النظرية والآلات وكذا الغناء من قبل مدرسين متخصّصين في الموسيقى العربية، على رأسهم خريج أكاديمية بغداد وسام العزمي، وحظيت الأكاديمية بالدعم والاستشارة الفنية الخاصة من عازف العود العراقي نصير شمة.واعتبرت حواء جبالي مديرة المركز الثقافي العربي الذي أطلق هذه المبادرة - في حديثها مع الجزيرة نت - أنّها ”لحظة تاريخية بالنسبة للجالية العربية في أوروبا”، مشيرة إلى أنّ الأكاديمية ستشتغل في الوقت الراهن بتمويل خاص عبر رسوم تسجيل الطلاب، وقالت بأنّ عشرات طلبات التسجيل وصلت حتى قبل أن تفتح الأكاديمية أبوابها، وينتظر أن يلتحق الكثيرون بهذا المشروع الفريد من نوعه على المستوى الأوروبي، والذي تأمل الجبالي في أن يحصل على دعم السلطات البلجيكية.وبشأن الهدف من إنشاء هذه الأكاديمية، يقول مدير متحف تاريخ الثقافة العربية التابع للمركز الثقافي العربي علي خضر؛ ”إنّ الاهتمام بالثقافة العربية يتزايد من قبل المواطنين الأوروبيين، خاصة مع الوجود المهم لمواطنين من أصول عربية في المدن الأوروبية من جهة، ومن خلال اكتشاف الأهمية التاريخية والدور الذي لعبته الثقافة العربية في ولادة وتطوّر الحضارة الأوروبية نفسها، من جهة أخرى”، ويضيف أنّ ”المواطنين الأوروبيين أصبحوا أكثر إقبالا على كلّ ما يتعلّق بالثقافة العربية، ومنها الجانب الفني، وبغية تلبية هذه الحاجة الاجتماعية والثقافية، أخذ المركز الثقافي العربي هذه المبادرة وقرر إنشاء أكاديمية الموسيقى العربية، أكاديمية مهنية مفتوحة للجميع”.من جانبها، تذكر حواء جبالي أنّه في أواخر العصور الوسطى لم تكن جان لافول زوجة ملك فرنسا فيليب لو بيل تستطيع العيش من دون موسيقى، عندما وصلت إلى الإقامة في ما سيُسمى في وقت لاحق بلجيكا، ولمساعدتها على العيش بشكل منعزل هنا، استقدمت من الأندلس أوركسترا يتكوّن من موسيقيين عرب.وبالموسيقى العربية والعازفين العرب، بدأت المغامرة الموسيقية البلجيكية التقليدية، وتقديرا لهذا الارتباط، فمن الطبيعي أن تجد أكاديمية الموسيقى العربية مكانها في قلب العاصمة الأوروبية في القرن ال21.ويشدّد الساهرون على الأكاديمية على أنّ جميع الأساتذة من خريجي مختلف الأكاديميات الموسيقية في العالم العربي، وسيتمّ اعتماد برنامج تدريس متكامل، ولن يقتصر التعليم والتكوين على تعلّم الآلات الموسيقية العربية كالعود والقانون والسنطور والناي والكمنجة، إضافة إلى النقر والغناء وغيرها.ففي الأكاديمية يمكن للطلاب أيضا اتّباع دورات في تاريخ الموسيقى العربية والموسيقى النظرية والتلحين والتحليل الموسيقي، وستعقد معظم الدورات التكوينية في المبنى الجديد الذي افتتح يوم السبت، وأطلق عليه اسم ”عش الشعراء”.وتقول وزيرة التشغيل في مقاطعة بروكسل سيلين فريمون - التي حضرت حفل الافتتاح-؛ إنّ الموسيقى ”لغة كونية يفهمها ويتقبّلها الجميع، وهي كفيلة بأن تجمع حولها كلّ الثقافات، وهو ما ستساهم به هذه الأكاديمية التي تفتح أبوابها في قلب العاصمة الأوروبية”.وتأسّس المركز الثقافي العربي -الذي سهر على مبادرة إنشاء أكاديمية الموسيقى العربية- عام 1988، وهو مركز مستقل يهدف إلى نشر الثقافة العربية وتاريخها والتعريف بكل المثقفين المنتمين إلى الثقافة العربية، وعرف عنه انفتاحه على مختلف الثقافات والأديان والمذاهب التي يتشكل منها نسيج المجتمعات العربية في المهجر كما في البلدان الأصلية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)