تعد الكتب المدرسية من الأولويات والمتطلبات الضرورية التي تساعد التلميذ على استيعاب الدروس، كما أنها تلعب دورا كبيرا في تسهيل فهم البرنامج المسطر، حيث يستحيل الاستغناء عنها لضمان سير سنة دراسية ناجحة، خاصة لتلاميذ الطور الإبتدائي. تتنوع الكتب وتختلف من حيث المضمون والشكل، خاصة الكتب المدرسية. ورغم غلاء أسعارها سواء في المدرسة أو في المحلات والمكتبات المتخصصة في بيع لوازم والأدوات المدرسية، إلا أن الأولياء مضطرون لاقتنائها، لما توفره للتلميذ من فهم جيد وتسهيل تلقي الدرس، خاصة تلاميذ المراحل الابتدائية. وهناك أيضا أنواع أخرى قد يستطيع بعض الأولياء شرائها لأبنائهم، وهي عبارة عن سلسلة من الكتب الصغيرة في الرسم والمطالعة، وكتب في العمليات الحسابية والرياضيات.. حيث تساعد هي الأخرى على تنمية القدرات الفكرية للتلميذ وتبسيطها له. كما نجد في المقابل من الأولياء من لا يستطيع توفير هذه الأنواع من الكتب نظرا لثمنها المرتفع.. ويكتفون بالكتب الأساسية التي توفرها المدرسة للتلاميذ وبأسعار مرتفعة، إلا أن الأولياء يتحملون كل الأتعاب من أجل توفيرها لأبنائهم.تنوع الكتب شكلا ومضمونا يجذب ميول الأطفالعلى الرغم من توفر مختلف أنواع الكتب، خاصة تلك التي تستهوي تلاميذ الطور الابتدائي من القصص وكتب الرسم، إلا أنها ليست في متناول الجميع، حيث أن الطفل معروف بحب التقليد، وبالأخص مع زملائه في القسم الذين تتوفر لديهم، مثل هذه الأنواع من الكتب، فيجبرون أولياءهم على اقتنائها لهم رغم غلاء أسعارها. وفي هذا الشأن قال السيد( ق.ي)” إن التنوع الذي تشهده محلات بيع الكتب والمكتبات جعلت الأولياء في حيرة، خاصة أصحاب الدخل البسيط الذين يجدون صعوبة في اقتنائها لأبنائهم”.من جهة أخرى، هناك من الأطفال من لا يبالي بمضمون الكتاب وحقيقة ما يحتويه، خاصة من الناحية الفكرية والعلمية التي تعود بالفائدة عليه وتساعده في تنمية وتطوير معارفه وتمده بالفائدة في مشواره الدراسي، إلا أن الآباء يفضلون اقتناء هذه الأنواع من الكتب لأبنائهم وتحقيق رغباتهم. من جهة أخرى نجد غالبية الآباء من يختار بنفسه نوعية الكتاب الملائم وتوفيرها للأبناء، وذلك حرصا من اختلال القدرات الفكرية للتلميذ والتخوف من عدم تحقيق نتائج إيجابية خلال السنة الدراسية. وكل هذا التخوف من الأولياء و الحرص الشديد على ضمان سير سنة دراسية ناجحة يجعل التلميذ يدخل في دوامة الملل، كما أن طريقة اختيار الكتب من طرف الآباء غالبا ما تكون من الجهة التثقيفية غير مبالين بجانب التسلية، حيث التلميذ يحتاج إلى فترة زمنية معينة للعب ولابد من تخصيص وقت للتسلية، وهذا ما ينصح به الكثير من الأخصائيين النفسانيين على ضرورة تخصيص وقت للتسلية، أين يشعر فيه التلميذ بنوع من الحرية والراحة النفسية. تبادل الكتب.. الحل الوحيد عند غالبية التلاميذتتميز فئة أخرى من التلاميذ، خاصة في الطور المتوسط والثانوي، الذين لا يستطيعون توفير الكتب المدرسية، نظرا لأسعارها المكلفة، فيلجؤون إلى عملية تبادل الكتب فيما بينهم وتدبر أمورهم بنفسهم للتقليل من التكاليف المدرسية التي أتعبت كاهل أوليائهم. وأصبحت الطريقة الوحيدة والأسهل لاقتناء كتاب يضمن به التلميذ سير سنة دراسية ناجحة، ويسهل عليه فهم الدروس وتحقيق نتائج إيجابية. وفي هذا الإطار قال محمد، تلميذ بالطور المتوسط، إنه الطفل الخامس في عائلته وجميعهم يدرسون، مشيرا إلى أن والده موظف بسيط ولا يستطيع أن يقتني جميع الكتب لإخوته، وهو الأمر الذي دفعه لتبادل الكتب بين جاره الذي يسبقه بسنة دراسية. نفس الرأي وجدناه عند سناء، طالبة بالثانوي، والتي تبيع كتبها لكي تقتني كتبا جديد.. لأن والدها متوفي وظروفها جد مزرية. جمال بوصحراء
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/09/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com