حسناء شعير
رفض لبنان ترشيح فيلم “الصدمة” للمخرج اللبناني زياد دويري والمأخوذ عن رواية “الصدمة” لياسمينة خضرة لجائزة “الأوسكار”، وذلك بناء على قرار من وزارة الثقافة التي رأت أن الفيلم ليس لبنانيا، بالإضافة إلى ضمه ممثلين إسرائيليين، وتصوير مشاهده في تل أبيب. وأوضح مخرج العمل أن الفيلم كان بإمكانه تحقيق إنجاز كبير لو كان لبنانيا قبل ترشيحه ل”الأوسكار”، موضحا في حوار لصحيفة “الحياة اللندنية”، أن الأحكام التي صدرت بحق عمله هذا تمت بناء على شقه السياسي بعيدا عن قيمه الفنية. واعتبر المتحدث أن هذا التصرف يعد “طعنة في الظهر” كون الفيلم انتزع تصفيق الجمهور في مختلف المهرجانات، وبيع إلى أكثر من 43 دولة، إلى جانب فوزه بالجائزة الكبرى في مهرجان “مراكش” السينمائي. وتدور أحداث هذا الفيلم المثير للجدل، والذي كتب قصته ياسمينة خضرة، حول حكاية طبيب فلسطيني مرموق في المجتمع الإسرائيلي يكرم هناك على مسيرته المهنية، ولكن فرحته لا تستمر وسرعان ما ينهار حينما يكتشف أن زوجته “المتحررة”، أقدمت على “عملية انتحارية” في تل أبيب ذهب ضحيتها أطفال. وهنا يجد بطل الفيلم نفسه في مأزق، ليدخل في معرجة نفسية بين الإحساس بالحب والخيانة.
في السياق ذاته، تعرض المخرج اللبناني الأمريكي زياد دويري لموجة نقد كبيرة، حيث اتهم بخيانة رواية الأديب ياسمينة خضرة الذي انزعج ولم يكن راضيا عن الفيلم، فيما أوضح المخرج أنه لم يخن الرواية ولكنه أقدم على تبديل بعض المشاهد، وهو ما يفرضه أمر تحويل أي رواية إلى “سيناريو”، مما دفعه إلى تغيير نهاية القصة، وهو الأمر الذي لم يعجب صاحب الرواية. ومن جملة الانتقادات التي تعرض لها فيلم “الصدمة” هو تصوير مشاهده في تل أبيب التي دخلها المخرج بجواز سفره الأمريكي. ويوضح زياد دويري هنا أن ما أقدم عليه ليس جريمة، مؤكدا أنه حاول في بداية الأمر تفادي الوقوع في حساسيات، وذلك ببحثه عن مواقع تشبه تل أبيب في كل من تونس والمغرب وقبرص، ولكنه لم يجد.
من ناحية أخرى، راح المخرج إلى أبعد من هذا، مبررا اختياره لممثلة إسرائيلية تقوم بدور البطولة، فقال “لماذا هناك فلسطينيون يؤدون أدوار إسرائيليين ويتكلمون العبرية؟ لماذا لا يزعجون أحدا؟ ألم يلعب محمد بكري دور حاخام؟ هل اعترض أحد؟ لماذا إذن يعارضون حين تنقلب الآية؟” ولم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، بل يؤخذ على المخرج اختيار أطفال عزل كضحايا للعملية الانتحارية بما يبدو وكأنه يخدم في مكان ما الحجة الإسرائيلية، وذلك رغم أن الفيلم يطرح مجزرة “جنين” كأبرز أسباب هذه العملية. وأوجد هذا انقساما عند المشاهد العربي بين مؤيد ومنتقد كون التعلق بالقضية الفلسطينية أمر مقدس غير قابل للجدل. ويظن كثيرون أن مجرد تجسيد وجهة النظر الإسرائيلية “شر مطلق”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : البلاد أون لاين
المصدر : www.elbilad.net