يحاول الكاتب الروائي الفرنسي، لانسلو هاملان، أن يحاكي الثورة التحريرية من خلال نصه الروائي الأول الموسوم ب”حظر التجول في أكتوبر”، التي صدرت مؤخراً عن منشورات غاليمار بباريس.
فعلى خلفية قصّة حب مستحيلة ومؤثّرة، ينجح هذا الكاتب في تسليط الضوء على بعض الأحداث المأساوية من حرب التحرير الجزائرية والتي وقعت بعض فصولها في باريس، وخاصة أحداث أكتوبر 1961 التي لم تعترف السلطات الفرنسية، بطل الرواية شاب فرنسي يدعى أوكتافيو، وُلد وترعرع في مدينة وهران الجزائرية قبل أن يغادر في صيف 1955 إلى باريس لمتابعة دراسته الجامعية، تاركا خلفه بأسف كبير أحاسيس طفولته ووالديه وأخيه البكر وجارته جوديت التي تربطه بها قصة حب جميلة، وبعد عام من سفره، يصله خبر زواج جوديت من أخيه، علما أنها لا تتقاسم أي شيء مع هذا الأخير.
وتشدّنا هذه الرواية بجانبها الموثّق، وأيضا بطريقة تشييدها على شكل رسالة طويلة موجّهة من أوكتافيو إلى جوديت، مما يفسّر تشابُك الذكريات الحميمة فيها مع الأحداث التاريخية والسياسية المقارَبة، وبالتالي عدم احترامها التسلسل التاريخي لهذه الأحداث التي تغطّي الفترة الممتدّة من عام 1955، تاريخ رحيل أوكتافيو إلى باريس، وحتى عام 1962، تاريخ وفاته.
ومن خلال الرسائل التي يبعثها دونيه إلى أوكتافيو من الجزائر، حيث كان يؤدّي خدمته العسكرية وفقاً لتعليمات الحزب الشيوعي، يفضح هاملان تناقُض مواقف الأحزاب اليسارية الفرنسية من الثورة الجزائرية آنذاك ويذكّر أن الحزب الشيوعي الفرنسي قارن في بداية هذه الثورة رجالها ب”القتلة النازيين”.
تاريخ الإضافة : 17/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com