الجزائر

لامية تكافح ظروف الحياة القاسية لتربية أبنائها الثلاثة بعزة نفس كبيرة وغريزة أمومة قوية



لامية تكافح ظروف الحياة القاسية لتربية أبنائها الثلاثة                                    بعزة نفس كبيرة وغريزة أمومة قوية
تعود من عملها مسرعة ومنهكة لأخذ صغيرتها من الحضانة ودفع كل ما تتقاضاه من راتب لسداد تلك التكاليف الباهظة الملقاة على كاهلها، تمر على المدرسة الابتدائية لانتظار ابنيها والتأكد من السير الحسن لتعليمهما، تقتني مستلزماتها اليومية وتدخل البيت بعد يوم طويل وشاق لتحضر لصغارها طعام العشاء وتراجع رفقتهم دروس يومهم.
هي لامية رمالي، التي لم تتجاوز 30 سنة، أرملة وأم 3 أطفال، تتحمل أعباء تفوق طاقتها بعد وفاة زوجها لتجد نفسها وحيدة مسئولة أبنائها وبيت بلا عائل أو مساعدة، وبدءا من الصفر حملت على عاتقها الأمر رافضة مد يدها ولو لأقرب الناس إليها، بعد أن قررت العودة للعمل من أجل ضمان حياة كريمة لأبنائها.
رفضت الزواج مجددا حفاظا على مشاعر صغارها
”لا أستطيع القبول برجل آخر مكان زوجي المتوفى يكون وليا لأبنائي الثلاثة، فلا أنا يمكنني أن أكون لغيره، كما لا أتجرأ على تعريض صغاري لسلطة من أجهل كيف سيعاملهم”.. هكذا أجابتنا لامية حين سألناها لما لا تتزوج لتخفف عن نفسها جزءا من كبير من الأعباء الملقاة على كاهلها.
وتضيف:”توفى زوجي ولا أزال نافس بابنتي الثالثة إلا أنني كافحت من أجل تربيتهم تربية حسنة لا تعوزهم إلى شفقة الناس”، منوهة أن فترة زواجها حينها لم تكن تجاوزت الأربع سنوات.
اعتمادها على نفسها يحمل الكثير من عزة النفس
لعبت دور الأب والأم معاً لأبنائها وكانت لهم السند والحماية، ومصدر الدخل والحنان والرعاية، فقد كانت بمثابة الشمعة التي تحترق كي تضيء لهم الطريق. ورغم إصرار أعمامهم على التكفل بهم بعد وفاة أبيهم إلا أنها رفضت كل تلك المحاولات كما لم تقبل بالإقامة مع أهلها حتى لا تسبب لهم الإزعاج.
وفي ذات السياق تقول لامية: ”أردت تغيير نظرة المجتمع السلبية التي تنظر إلى تربية المرأة على أنها تربية ناقصة وغير ناجحة ولا يوثق بها إذا قامت بتربية الأطفال لوحدها دون وجود رجل. فبعودتي إلى عملي كمعلمة والذي تركته منذ تزوجت بطلب من زوجي، أستطيع توفير أغلب ما يحتاجونه من متطلبات ودروسه الخصوصية ومأكل ومشرب، كما أعمل جاهدة حتى لا يحس أطفالي بالفراغ الذي تركه زوجي المرحوم”.
لامية ما هي إلا نموذج صغير من العديد من الجزائريات المثابرات، والتي تقدمن راحة وسعادة أطفالهن على حياتهن الشخصية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)