الجزائر

لاقتناء كل متطلبات الشهر الفضيل‮ ‬



مع حلول شهر رمضان المبارك،‮ ‬يتحول سوق القرابة العتيق بمدينة سيدي‮ ‬بلعباس إلى قبلة للمواطنين الذين‮ ‬يحجون إليه من كل حدب وصوب لاقتناء كل متطلبات شهر الصيام وبأسعار تنافسية‮. ‬ويعد سوق القرابة،‮ ‬من الأسواق الشعبية الذي‮ ‬يعرف توافد عدد كبير من سكان المدينة وخارجها لاقتناء كل مستلزمات الشهر الفضيل على اختلافها،‮ ‬حيث تعرض بأسعار تتناسب إلى حد ما مع القدرة الشرائية للمواطنين وتلبي‮ ‬احتياجات ربات البيوت‮. ‬ومن‮ ‬يزور هذا السوق الشعبي،‮ ‬لا‮ ‬يمكنه أن‮ ‬يخرج دون أن‮ ‬يقتني‮ ‬كل ما‮ ‬يحتاج إليه من مواد استهلاكية بالنظر إلى كثرة السلع المعروضة إما في‮ ‬المحلات أو الطاولات‮ ‬التي‮ ‬تصطف على الأرصفة،‮ ‬أو حتى التي‮ ‬يحملها الباعة المتجولون‮. ‬وبهذا السوق،‮ ‬يجد الزائر عروضا مناسبة لمواد استهلاكية على‮ ‬غرار المواد الغذائية أو الخضر والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء والأسماك،‮ ‬فضلا عن مختلف أنواع الخبز والعجائن التقليدية‮. ‬ واستنادا إلى عمي‮ ‬محمد‮ (‬متقاعد من سلك التعليم‮)‬،‮ ‬فإن هذا السوق لطالما كان مقصدا لكل العائلات العباسية لأن فيه‮ ‬يعرض كل شيء بأسعار أقل بكثير من‮ ‬غيرها من الأسواق،‮ ‬لافتا إلى أنه مع اقتراب حلول الشهر الفضيل تزدان محلاته بكل السلع الاستهلاكية على‮ ‬غرار الفواكه المجففة والمكسرات والحلويات الشرقية‮. ‬كما تعرف طاولات بيع التوابل على اختلافها انتعاشا هي‮ ‬الأخرى بهذا السوق،‮ ‬حيث تزدان بمختلف الأنواع والألوان والخلطات المناسبة لنكهات الأطباق التقليدية الرمضانية على‮ ‬غرار شربة الحريرة وطبق الحلو والكفتة‮. ‬وحسب الحاجة فاطمة القاطنة بحي‮ ‬القرابة العتيق،‮ ‬فإن رائحة توابل السوق تفوح عبقا وتملأ المكان تزامنا والشهر الفضيل،‮ ‬وذلك لأن التجار‮ ‬يحرصون على جلب الطازج منها‮ . ‬كما‮ ‬يعدون خلطات بذوق مميز‮ ‬يعطي‮ ‬النكهة للأطباق التقليدية،‮ ‬مشيرة‮ ‬إلى أن تابل رأس الحانوت المعد هنا كفيل بإضفاء النكهة المميزة للحريرة العباسية‮. ‬ويضم السوق كذلك جناحا خاصا بالقصابات التي‮ ‬تعرض كل أنواع اللحوم البيضاء والحمراء التي‮ ‬يحرص أصحابها على تقديمها في‮ ‬أشكال متنوعة على‮ ‬غرار تحضير الدجاج المحشي‮ ‬وكتف الخروف وتحضير تشكيلات متنوعة للأحشاء،‮ ‬إلى جانب جناح الأسماك الذي‮ ‬تعرض فيه أنواع متعددة وتقدم عروض لتشكيلات مختلفة لفواكه البحر‮. ‬النظافة أمر ضروري‮ ‬يجب مراعاته‭ ‬
بالنظر إلى كثرة العروض بهذه القصابات،‮ ‬يظل شرط النظافة أمرا ضروريا‮ ‬يجب مراعاته،‮ ‬وفقا لما صرح به مصطفى،‮ ‬أحد التجار بالسوق،‮ ‬الذي‮ ‬نوه بجهود فرق مراقبة النوعية والجودة التي‮ ‬تعمل على حماية المستهلك وتحرص على مراقبة السلع الحساسة والسريعة التلف ومكافحة الغش‮. ‬وغير بعيد عن المواد الاستهلاكية،‮ ‬يحتل أصحاب محلات وطاولات بيع الأواني‮ ‬مكانا مميزا في‮ ‬قلب السوق،‮ ‬حيث‮ ‬يعرضون أواني‮ ‬مختلفة من تقليدية إلى عصرية،‮ ‬فضلا عن معدات صنع الحلويات وكذا مواد التنظيف وغيرها التي‮ ‬تباع بأسعار الجملة وتعرف رواجا كبيرا خلال شهر رمضان‮. ‬ كما لا‮ ‬يخلو هذا السوق من محلات وطاولات الملابس التقليدية والعصرية والأحذية المصنعة محليا أو المستوردة،‮ ‬إلا أنها تعرض بأسعار أقل ما‮ ‬يقال عنها أنها في‮ ‬المتناول،‮ ‬حسب ما أشارت اليه عائشة ربة بيت،‮ ‬مبرزة أن العائلات الميسورة الحال تقصد هذا السوق لاقتناء ملابس العيد بأسعار مناسبة‮. ‬ولأن سوق القرابة تتوسط مدينة سيدي‮ ‬بلعباس،‮ ‬يمكن للزائر أن‮ ‬يلج إليها من مختلف الجهات ولهذا‮ ‬يكثر الزحام بالطرق المؤدية إليها وتسمع أهازيج وصيحات التجار من بعيد ما‮ ‬يوحي‮ ‬بوجود سوق شعبية‮ ‬يجد فيه الزبون ضالته ولا‮ ‬يخرج منها خالي‮ ‬الوفاض،‮ ‬بل‮ ‬يقتني‮ ‬كل ما‮ ‬يحتاج إليه ما‮ ‬يغنيه عن التجول في‮ ‬أسواق أخرى‮.‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)