هناك عدد لا يحصى من العبارات التي تحمل معان متعددة على لافتات المحلات التجارية في العاصمة. وفي الغالب فإن هذه العبارات مكتوبة باللغة الفرنسية وقد تحمل أسماء مفكرين أوشخصيات تاريخية أخرى معروفة. كما أن أصحاب بعض المحلات يفضلون الاكتفاء، أحيانا أخرى، بعبارة تدل على المكان الذي يوجد فيه المحل، والذي عادة ما يكون - أي هذا المكان - معروفا.بشارع خليفة بوخالفة وسط العاصمة، افتتحت مؤخرا قاعة كبيرة ومجهزة بأفضل الأثاث لتقديم خدمات ذاتية للإطعام أو ما يعرف ب«سالف سيرفيس». وفي الواقع فإن اسم المكان والذي هو»11» يبدو مختصرا إلى حد كبير ولا يمثل أي إيحاء مفهوم بالنسبة لشخص قد يكون عابرا بالصدفة لهذا المكان. غير أن مسيرة القاعة السيدة حنين، تشير إلى كون هذا الاسم الموجود على اللافتة ليس إلا رقم البناية التي توجد تحتها القاعة، والتي تحمل رقم «11» بالشارع.
ويبدو هذا الاسم موغلا في البساطة والاختصار، وهو ما تعترف به ذات المسيرة التي تشير إلى أن القائمين على القاعة كانوا يريدون في البداية تسمية المكان باسم «حديقة عدن»، غير أن مختص صناعة اللافتات الذي توجهوا إليه من أجل ذلك «اعتمد طريقة احتساب الكلفة التي تعتمد على مبلغ معين لكل حرف»، وهو ما جعل القائمين على القاعة يميلون في النهاية إلى اسم هو عدد من رقمين فقط ولا يكلف كثيرا ضمن لافتة.
وبشارع خليفة بوخالفة يوجد محل لبيع العطور يحمل اسم «سبينوزا»، وهذا الاسم هو في الواقع لفيلسوف إسباني عاش منذ قرون عديدة، وقد يبدو من المفارقة أن اسما كهذا يتم اختياره للدلالة على محل لبيع العطور، غير أن محمد، مسير المحل، يكشف، من خلال القصة التي حكاها لنا، أن ابن مالك المحل هو الذي اختار اسم اللافتة منذ حوالي 20 سنة، على اسم وردة تنبت في أمريكا اللاتينية تدعى «إيسبينوزا» بوجود الألف المكسورة، على اعتبار أنه كان مولعا بالأزهار، لكن الذي حدث فيما بعد أن «الذي صنع اللافتة أخطأ في كتابتها بدقة عندما نسي حرف الألف المكسورة، فتحولت إيسبينوزا إلى سبينوزا». ولما سألنا ذات المتحدث عن السبب الذي جعل القائمين على المحل لا يبادرون إلى تصحيح الخطأ، أكد لنا أن «ابن مالك المحل كان مقيما في الولايات المتحدة الأمريكية ولم يعد للإقامة في الجزائر إلا منذ سنوات قليلة فقط».
وبشارع فيكتور هيغو بالعاصمة، يوجد محل للأكل السريع يحمل اسم «ماكاباتشي». وللوهلة الأولى يبدو هذا الاسم ذا طابع إيطالي، غير أن مالك المحل، مرسي كريم، فاجأنا بقوله إن اسم هذا المحل هو توليفة بين عبارتين أمريكيتين، الأولى هي «ماك « على غرار ما هو موجود في علامة «ماكدونالد» والجزء الثاني من العبارة هو»أباتشي» نسبة للمروحية الحربية الأمريكية الشهيرة، وفق ما يقول ذات المصدر.
وفي اختيار الجزء الثاني من العبارة، يوجد بعض الإيحاء وفق ما استفيد من ذات المصدر الذي يشير إلى أن اختيار اسم «أباتشي» يعود إلى كونه يرمز إلى مروحية سريعة جدا، وهو ما يتلاءم، وفقه، مع خاصية الأكل السريع، مع إشارته إلى كونه وجد نفسه «مندهشا» لهذه المروحية خلال معرض للطيران «حضرته بنفسي في الولايات المتحدة الأمريكية عندما زرتها منذ سنوات»..
مقابل المبنى الذي كانت به وزارة المالية سابقا بساحة موريتانيا، وسط العاصمة، يوجد محل واسع لبيع الألبسة التقليدية الخاصة بالأعراس يحمل لافتة «أميرة الشرق». وفي الواقع فإن التعبير عن اسم المحل يتم وفق لغتين، إحداها بالعربية والأخرى بالفرنسية، حيث يقول كريم صابري، مسير المحل، الذي يبلغ من العمر 27 عاما، أن كلمة «الأميرة» لها علاقة بكون العروس عندنا يتم «تدليعها» باسم الأميرة عندما تكون في أبهة حلتها يوم الزواج. أما عبارة «الشرق» فهي ترمز للشرق والعالم العربي عموما على اعتبار أن المنتوجات التي يتم بيعها في المحل، وهي ألبسة تقليدية خاصة بالأعراس، هي ذات تصاميم عربية من دبي والمغرب أيضا.
وبشارع أودان وسط العاصمة، يوجد محل لبيع الألبسة والأحذية الرجالية يدعى «بوس ستوب» أي «موقف الحافلات». ورغم أن المحل موجود فعلا أمام مواقف الحافلات التي تؤدي إلى مختلف الإتجاهات في العاصمة، إلا أن ذلك لا يفسر كل شيء رغم ما يحمله من إيحاء بكون اسم المحل قد اختير بالاعتماد على هذا الموقف للحافلات، إذ تبقى مسألة اختيار الاسم وكيف تم ذلك في واقع الأمور..
يقول مالك ومسير هذا المحل، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن والده الراحل هو الذي اختار هذا الاسم بداية السبعينيات من القرن الماضي. أما عن خلفية اختيار هذا الاسم فهو يقول إن الفكرة جاءته عندما كان في فرنسا في تلك الفترة، حيث بينما كان على مقربة من موقف للحافلات لمح عبارة «بوس ستوب» مكتوبة على الأرض، وذلك على اعتبار أن تلك الطريقة في الإشارة إلى بعض الأماكن كانت موجودة في تلك الفترة ويتم التعامل بها.. ومن هنا جاءته فكرة تسمية المحل على اعتبار أن هذا الأخير قريب من موقف الحافلات بساحة أودان في العاصمة.
أما في شارع حسيبة بن بوعلي، لاحظنا وجود اسم اللاعب الشهير «كريستيانو» على لافتة أحد المحلات المختصة في بيع الألبسة، حيث أكد لنا عباس، أحد القائمين على المحل، أن مالك المحل سماه منذ سنوات بهذا الاسم قياسا إلى اسم اللاعب البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو، عندما كان هذا الأخير لاعبا في مانشيستر يونايتد الإنجليزي من نهاية سنة 2005 إلى غاية 2008، وهي السنة التي تحول فيها إلى اللعب للنادي الملكي ريال مدريد، مضيفا أن «رونالدو» كان في تلك الفترة شهيرا جدا، وأن ذلك قد حدث رغم أن صاحب المحل «هو أحد مشجعي البارصا» وفق تعبيره دائما..
ودائما بالعاصمة، وبالضبط في أحد الأزقة المحاذية لشارع ديدوش مراد، يوجد محل للتبغ ومواد التجميل يدعى «ميتروبوليتان». لما سألنا القائم على المحل عن خلفية الاسم، أكد لنا أنه الاسم الذي يحمله أعوان حراسة المترو في المملكة المتحدة، وأن أحد «أولاد الحومة» الذي كان يعيش هناك هو الذي اقترح هذا الاسم على المحل باعتبار هذا الشخص من معارف صاحب المحل.
هناك عدد لا يحصى من العبارات الأجنبية وتلك التي تدل على مدن وأماكن شهيرة في العالم أجمع، يتم تضمينها في لافتات العديد من محلات العاصمة. ومن بين هذه العبارات مثلا «فالنسيا» نسبة إلى اسم المدينة الاسبانية المعروفة، فضلا عن «مانهاتن»، وهو اسم أشهر من نار على علم في الولايات المتحدة لأمريكية، على اعتبار أنه اسم المكان الذي يضم أرقى موقع في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وحيث تصل أسعار العقارات والأراضي إلى مستويات خيالية. ولاحظت «الجزائر نيوز» أن غالبية الأسماء الموجودة في هذه اللافتات هي أسماء أجنبية، معنى وكتابة، على غرار «كاميليون» و«لاروزا» وغيرها. لكن ذلك لم يمنع وجود بعض الأسماء بالعربية على غرار مطعم «سمرقند» بشارع حسيبة بن بوعلي، وهي مدينة تاريخية شهيرة في آسيا الصغرى، أسسها المسلمون منذ عدة قرون.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/09/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عزيز ل
المصدر : www.djazairnews.info