الجزائر

لارتباطهم بأشقائهم من تلاميذ المدارس صغار يحلمون بالمحفظة والمئزر



لارتباطهم بأشقائهم من تلاميذ المدارس               صغار يحلمون بالمحفظة والمئزر
تجد الأمهات والآباء صعوبة كبيرة في مفارقة فلذات أكبادهم وهم يتجهون لأول مرة نحو مقاعد الدراسة، وبقدر ما يكون الأمر صعبا عليهم فهو يتضاعف صعوبة للصغار الذين يتجهون بخطوات واثقة تارة ومترددة تارة أخرى نحو عالم مجهول.. سيكتشفونه بأنفسهم بعد أن تحدث لهم الكل عنه.وإذا كان الابن أو الابن البكر في أسرتهما، فان الأمر سيكون بمشقة أكبر، مشقة ستزول مع الأيام فيصبح الأمر من العادات الراسخة في ذهن من يليه من إخوة يرون من يكبرونهم سنا يفارقونهم يوميا نحو تلك الوجهة التي تسمى مدرسة، ليزداد الإدراك بماهية هذا الشيء كلما كبروا في السن.. فيكون يومهم الأول سهلا على من سبقهم بحكم أنهم تعودوا على رؤية أقرانهم وهم يمارسون طقوس مغادرة المنزل و العودة إليه في وقت لاحق، وهو ما قد يفسر رغبة الكثير منهم، لاسيما إن كانت أعمارهم تتراوح بين 3 و5 سنوات بمرافقة إخوانهم إلى المدرسة، فيبذلون كل الجهد لتحقيق هذا الغرض، مستعملين ما أتيح لهم من وسائل بدءا من الصراخ والبكاء وصولا إلى التوسل وإطلاق نظرات قد تعيق مسير من يود التوجه إلى المدرسة، الذي يجد نفسه وقد أصبح طريدة أخيه أو أخته الصغرى الذي يلجا إلى آخر الحيل وهي التشبث بكل قوة به لعله يحن ويرأف ويأخذه معه ليرى المدرسة ويجلس في القسم ويكون له مقعده وطاولته.. والحق المكتسب في الخربشة بمسك القلم و الألوان. وعندما تصل الأمور إلى هذا الحد لا يبقى بد للأولياء من استعمال حق الفيتو في إيقاف السيناريو المحبوك لصغير لا يرغب إلا بتحقيق أمنيته وهي مرافقة كل متوجه إلى المدرسة، فيكون الرفض حازما وإلا تعطل التلميذ عن موعد التحاقه بمدرسته. ويكون الرفض مقترنا أحيانا بوعود وهمية بتلبية الرغبة وهو الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الأولياء كون الصغير متذكرا جيد لما يطلق له من وعود، ما يجعل آخرين مدركين لهذه الحقيقة يتوجهون نحو حل آخر وهو جلب شيء من نكهة المدرسة إلى المنزل باقتناء محفظة صغيرة  للباكي الشاكي الذي يحس بكل أحاسيس القهروالحرمان.أحاسيس تؤول للزوال وهو يرى أو ترى مئزرا بحسب حجمه أو حجمها، لتكون الحيلة بذلك قد انطوت ولو إلى حين على تفكيره البريء الذي سيتقبل تدريجيا أنه سيأتي عليه يوم ليتوجه فيه إلى مدرسته مع أشقائه ومن ثم لوحده بخطى من سبقه إلى ذلك الدرب. محفوظ.أ


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)