سيكو تراوري، مخرج ومنتج بوركينابي، له العديد من الأفلام، أبرزها فيلم «عين الإعصار» الذي يحكي قصة محامية ثرية تدافع عن شاب فاعل في حرب أهلية وتجابه آفة الرشوة في العدالة، وتحصّل على جائزة الجمهور في الطبعة ما قبل الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم بالجزائر، كما ظفر بعدة جوائز في مهرجان فيسباكو خلال السنة الماضية، «المساء» التقت بالمخرج على هامش مشاركته في لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بالجزائر، الذي اختتمت فعالياته، مؤخرا وأجرت معه هذا الحوار.❊ مرة ثانية، يشارك المخرج البوركينابي سيكو تراوري في المهرجان الدولي للسينما بالجزائر «أيام الفيلم الملتزم» لكن بحلة أخرى، هل هو نفس الشعور؟❊❊ أعتبر أنني محظوظ جدا لمشاركتي في المهرجان الدولي للسينما بالجزائر، رغم أنّني هذه المرة لن أقدّم فيلما، مثلما حدث العام الماضي حينما عرضت فيلمي «عين الإعصار» الذي ظفر بجائزة الجمهور في فئة الأفلام الطويلة، بل تمّ اختياري ضمن لجنة التحكيم، وهو ما يعبّر عن اهتمام اللجنة المنظّمة بفني وشخصي.. في الحقيقة شرف كبير لي أن أعرض فيلمي في العام الماضي، نظرا لقيمة هذا المهرجان، كما أنّني سعيد أيضا بمشاركتي في هذه الطبعة التي تختلف عن سابقتها، خاصة من ناحية الضغط الذي شعرت به.❊ تناولت في «عين الإعصار» العديد من المواضيع، من بينها الصراع بين الخير والشر في الإنسان، حدّثنا عن ذلك؟❊❊ يواجه الإنسان الكثير من الأمور، فالحياة ليست سهلة أبدا، وأهمّ ما يواجهه، الصراع الأبدي بين جانبي الخير والشر فيه، والذي يؤثّر فيه، إضافة إلى المحيط الذي يعيش فيه والعائلة وغيرها من الأمور، إذن فهي قضية تمسّ الجميع وهو ما أبرزته في فيلمي هذا.❊ هناك رسالة أخرى في الفيلم حول العنف الذي تعيشه العديد من الدول الإفريقية، ما مصدره؟ غياب الوعي؟ الإرث الاستعماري أم ماذا؟❊❊ يجب أن نقتنع بالأصل ونطرد كلّ ما هو براق وخطير في آن واحد، أقصد من ذلك وجود إفريقيين يلهثون وراء المال الآتي من ضفاف أخرى، كأن تمنح لهم سيارة رباعية الدفع مقابل خيانتهم لبلدهم، في حين أن دولا مثل الصين، تعتزل نوعا ما الدول الأخرى ولا تتأثر كثيرا بمحيطها الخارجي، وهو ما يجب أن تقوم به الدول الإفريقية.❊ هل يهتم المواطن البوركينابي بالمهرجان الدولي «فيسباكو»؟❊❊ أكيد، وأبعد من ذلك، تتكيّف أيام عمل المواطنين حسب ساعات عرض الأفلام، حيث يتوقّف العمل عند الثانية بعد الظهر حتى يتمكّن البوركينابي من متابعة الأفلام، لكن المشكل أنّنا لا نتوفّر إلا على عشرات قاعات السينما، ولا يتجاوز عدد مقاعد الكبرى منها الألف مقعد، في حين أن آلاف المواطنين يفضلون مشاهدة الأفلام باختلاف مواضيعها مع شرط الجودة.❊ بما أنّ البوركينابيين يعشقون الفن السابع، فلم لا يتم تشييد المزيد من قاعات السينما؟❊❊ لأن الدولة لم تدرك بعد أن السينما عبارة عن صناعة حقيقية، تدر الكثير من المال، كما أنّها رغم تمويلها للأفلام إلا أنها لا تهتم بتوزيعها، وهو ما يضر الفن السابع المحلي، وفي هذا السياق، يجبر المخرج على الانتظار لمدة لا تنقص عن سبعة أشهر لكي يعرض فيلمه الجديد.❊ هل تمول الدولة الأفلام بشكل مُرض؟❊❊ تمويل الدولة للسينما كان ضئيلا جدا، لكن منذ أشهر قليلة قرّرت أن تمنح ما لا يقل عن ثلاثة ملايين يورو في العام لتمويل جميع الأفلام.❊ ما محل مقص الرقابة في السينما البوركينابية؟❊❊ يمكن في بوركينافاسو، تناول جميع المواضيع لأنّ المسؤولين الأفارقة لا يخافون من الصورة، بل من السلاح، وبما أنّ الصورة عندنا لم تصل إلى أنّ تصبح سلاحا فلا خوف منها، تصوّري أنّنا تناولنا موضوع الرشوة على مستوى العدالة في فيلم «عين الإعصار»، ومع ذلك فالدولة هي التي مولت الفيلم، أبعد من ذلك، فقد صورنا بالمجان العديد من المشاهد في السجن مشدّد الحراسة بالعاصمة.❊ ما هي وصفة نيجيريا في تحقيق ما يسمى «الصناعة السينمائية»؟❊❊ أعتقد أنّ نيجيريا تتصف بريادة في الأعمال، كما أنّ عدد سكانها كبير ومهتم بالفن السابع، إضافة إلى إدراك مسؤولي البلد بأنّ السينما صناعة، وهو ما أردنا إيصاله لمسؤولينا في بوركينافاسو، حيث أبلغناهم أن نيجيريا حقّقت إيرادات من الفن السابع سنة 2014، تزيد عن 10 ملايير دولار، لهذا قرّرت دولتنا أن تزيد من تمويلها لأفلامنا.❊ هل ما زال الإنتاج المشترك وسيلة لتمرير رسائل من بلد إلى بلد آخر؟❊❊ أعتقد أن كل ما يهم المنتج اليوم، هو تحقيق الربح، بعيدا عن الاهتمام بموضوع الفيلم، أي أنه يهتم باختيار موضوع جميل وجذاب لا غير، فالمؤسسات هي التي تهتم بموضوع الفيلم وليس المنتج.❊ ماذا تعرف عن السينما الجزائرية؟❊❊ هناك مخرجين جزائريين كبار ونحن في بوركينافاسو وحتى في النيجر، نستعين بخبرات الجزائريين في المجال التقني، خاصة المقيمين منهم في فرنسا، لكنني أعتقد أنّ الجزائر تعاني من مشكل توزيع الأفلام، علاوة على نقص في قاعات السينما، كما لاحظت أنّ الجزائريين لا يأبهون كثيرا بالفن السابع، فليس من عادتهم مثلا مشاهدة الأفلام في قاعات السينما بشكل يومي، وهو ما أعتبره مشكلة حقا، فالمخرج يقدم أفلاما ليشاهدها الجمهور.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/12/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com