الجزائر

لا مجال للحياد



عندما يتعلق الأمر بالوطن لا مجال للحياد والانتظار والاختباء فقد دقت ساعة الحقيقة وعلينا أن نختار أن نكون مع الشعب وخياراته ومطالبه أو نكون مع النظام والإطعام بالكاشير.فالجزائر تنادي أبناءها المخلصين لينهضوا خفافا وثقالا لإخراجها من محنتها وإعادة الاعتبار لها فالنظام المسؤول عن إهدار الأموال وتضييع الفرص ونشر الفساد وتكريس التخلف يأبى الرحيل ولا يأبه بمطالب الشعب والمسيرات المليونية والحل الوسط غائب تماما فنحن أمام صراع صفري بمصطلح العلوم السياسية فالمعركة السياسية محتدمة فإما أن يقر النظام بالهزيمة وينتهي ويحل مكانه نظام جديد أو جمهورية ثانية وإما أن يتمكن من إفشال الحراك الشعبي وإخماد صوت الشعب وفرض القبضة الحديدية ومواصلة تعنته وتسلطه لعقود قادمة والقضاء على آمال الشباب الثائر والدفع به إلى اليأس والهجرة والانتحار إنها قضية حياة أو موت بالنسبة للطرفين (النظام والشعب).
إن الهروب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا يعتبر خيانة والساكت عن الحق شيطان أخرس وهناك شخصيات وطنية رفع الحراك أسماءها ودعاها لقيادة المرحلة الانتقالية ولم تستجب وسيحسب ذلك عليها فلا عذر بعد اليوم فقد تخلى مناضلون عن المسؤولية في الماضي ودفعنا ثمن ذلك بينما تقدم الانتهازيون ومناضلو الساعات الأخيرة فاستولوا على المناصب الهامة والامتيازات والمكاسب وصنعوا مجدا لأنفسهم وصاروا هم الدولة وقمعوا وهمشوا إطارات وكفاءات وطنية وكلنا يتذكر فترة التسعينات من القرن الماضي المرتبطة بالعشرية السوداء أو الحمراء لا تهم التسمية فقد تم إجهاض المسار الديمقراطي سنة 1992 وإشعال نار الفتنة ودفعنا ثمنا كبيرا من دمائنا وأموالنا فقتل حوالي 250 ألف مواطن من مختلف شرائح المجتمع وارتكبت مجازر ضد الأبرياء وتهجير سكان الريف وغلق المؤسسات وتسريح نصف مليون عامل.
بينما استفاد البعض من تلك الوضعية المأساوية فاستفادوا من المناصب والمال والعقارات وكونوا ثروات من العدم.
فالفساد بدأ مع الإرهاب الذي اتخذ غطاء للتسلط والنهب وعندما تحسنت الظروف الأمنية جيء ببوتفليقة وجماعته من الخارج ليقطفوا ثمار النصر وفتحوا الباب أمام أصحاب المقاولات والحاويات والباترونات وسموهم رجال المال والأعمال ومكنوهم من الاستيلاء على مؤسسات القطاع العام وتحويل العملة لاستيراد كل ماهب ودب وأخذ القروض بلا فوائد والإعفاء من الضرائب (جماعة 4 أو 5 أفراد اقترضت 31 ألف مليار سنتيم ومسؤول حزبي اخذ 3000 مليار من الدعم الفلاحي ولا ننسى الخليفة وسوناطراك 1و2 وبنك الصناعة والتجارة وو...
وحتى ثورة نوفمبر 1954 التي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني استولت عليها مجموعة معينة ونسبتها لنفسها وحتى جبهة التحرير استولوا عليها وحرفوها وبهدلوها.
فمن غير المستبعد أن يخرج المتخاذلون المتربصون في النهاية ليتقدموا الصفوف فعندما تنتهي الحرب يكثر الأبطال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)