الجزائر

”لا فوترة ولا دفترة.. المهم ممارسة التجارة”



يرفع مئات التجار بولاية تلمسان شعار ”لا فوترة ولا دفترة للسلع في ميدان التجارة”، ويتعامل أغلبيتهم بطرق ملتوية تهربا من الضرائب وللتهرب من كشف الحسابات التجارية والاجتماعية السنويةفي جولة لنا بعاصمة الزيانيين تلمسان، التي تحولت إلى إقامة رئاسية لأصحاب ”الشكارة” والنفوذ، حسبما أكده لنا بعض تجار الولاية، وذلك ما لاحظناه أيضا، من حيث تواجد الفيلات بقوة، لدرجة أنها تميز البناء المعماري والحضري لهذه المدينة الثقافية، تحدثنا إلى عدد من التجار، الذين رفضوا في البداية الحديث إلينا، إلا أنهم تراجعوا عن قراراتهم وكشفوا لنا عدة أسرار عن الجانب التجاري بالولاية، لاسيما بعد أن أكدنا لهم أن مجموعة من المتعاملين منهم فندق ”إيبيس” بتلمسان، حاولوا إيجاد ممون لهم يتعامل بالفاتورة، إلا أن معظم من اتصلوا بهم أجابوهم ”بلا”، لأنهم يتعاملون بلا فاتورات، تهربا من الضرائب، وهروبا من كشف الحسابات التجارية والاجتماعية السنوية، وكذا نفس الشيء حدث مع مؤسسة الاتصال، التي نظمت الجولة الإعلامية للصحافيين إلى ”إيبيس” بتلمسان، حيث أكد لنا ممثلوها أنهم لم يجدوا ممون يتعامل بفاتورة رسمية إلا بشق الأنفس، بالرغم من أن الولاية معروفة بالالتزامات في مختلف التعاملات.
ومن الناحية التجارية، أكد لنا التجار أن تهريب الوقود على رأس الأنشطة الممارسة في هذه الولاية، وبالنسبة للهدوء الذي يميز أحياء الولاية، قال لنا هؤلاء ”ذلك مرجعه إلى طبيعة القاطنين ممن ينشطون خارج الولاية وعبر الحدود، ويضطجعون في تلمسان”، وأشاروا إلى وجود آلاف التجار الفوضويين القادمين من ولايات داخلية، يمارسون التهريب بمختلف أشكاله، ويستخدمون تلمسان كمعبر تجاري لهم، لاسيما بمنطقة مغنية، المعروفة بالنشاط التجاري الكثيف مع المغرب، وما يتم تهريبه من إسبانيا، وما يتم تهريبه من الجزائر أيضا نحو هذه الدول. كما زعم هؤلاء التجار، أن تعليمات رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وهو ابن تلمسان، قد ضربت عرض الحائط، رغم تشديده اللهجة على المهربين والنشاط التجاري الموازي، إلا أن ما يحدث حاليا، يضيف هؤلاء، يؤكد مدى الحاجة إلى إعادة تنظيم السوق وتشديد الرقابة على الحدود أكثر، لاسيما مراقبة مهربي الوقود، التجارة التي عادت على أصحابها بالملايير، لذلك فإن تلمسان، حسبهم، هادئة ولا تعرف حركة قوية من حيث التنقلات بين الأحياء، كما فسّر التجار ظاهرة غلق المتاجر في أوقات مبكرة من المساء، إلا بعضهم، ب”الشكارة” المالية التي تدخل محلات التجار يوميا، خصوصا وأن هذه الولاية تعتبر معبر نحو المغرب، ولقد استفادت كثيرا من الطريق السيّار شرق-غرب، بعد انتهاء أشغاله وفتح المجال لأصحاب السيارات.
وفي سؤال ل”الفجر” حول مدى نجاح تلمسان في استقطاب الزبائن بمناسبة تقليدها وسام عاصمة الثقافة الإسلامية هذه السنة، أجابنا التجار بأن التظاهرة لم ترق إلى حدث اقتصادي وطني ”فما بالك أن يكون حدثا دوليا، ولا شيء تغير من الناحية التجارية، لأن الشكارة موجودة سواء كانت تلمسان عاصمة الثقافة أو لم تكن”، ويناشد تجار هذه الولاية السلطات المعنية التدخل لإيقاف نشاط التجار الموازين ووقف عمليات التهريب، بالرغم من أن منهم من يمارس نشاطه خارج القانون، ويكفي أنه لا يتعامل بالفوترة في عمليات البيع والشراء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)