الجزائر

لا ''فايسبوك'' ولا بروتوكولات في مقر الحزب بشارع طنجة حمى انتخابات تمهيدية في ''الأفانا'' تسبق رياح تشريعيات الجزائر



 في مقر بارد ومتواضع، في شارع طنجة وسط العاصمة، يستقبل رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، مناضلي الحزب وإطاراته ونوابه، وكذا الراغبين في الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة بشكل يومي. ويفضل تواتي أن يستقبل بنفسه القادمين إلى مقر الحزب، الذي تزاحمه المقاهي والمطاعم التي تنبعث منها رائحة الأكلات الشعبية، في هذا الشارع الشعبي الذي تخرج منه أيضا رائحة السياسة والانتخابات .
مقر الأفانا ليس سوى عبارة عن ستة مكاتب وقاعة للاجتماعات، لكن حركة دؤوبة يشهدها المقر في الفترة الأخيرة، بين رواح وغدو لمناضلين وإطارات الحزب ونوابه في البرلمان، أغلبهم يسعون للترشح للانتخابات المقبلة. هذه حال مقر الأفانا منذ إعلان قيادته عن فتح باب الترشح للتشريعيات في الندوة الوطنية التي نظمت في القاعة البيضوية محمد بوضياف ، في شهر ديسمبر الماضي. عند زيارتنا المقر، يوم الأربعاء الماضي، كان إطارات في مكتب الحزب بولاية ميلة قد أنهوا للتو اجتماعهم مع رئيس الحزب وحملوا معهم كمية كبيرة من الملصقات الدعائية للحزب تحسبا لموعد ماي المقبل. وحضر رئيس لجنة التحقيق في ملف الفساد في بلدية أولاد موسى ببومرداس، ومناضلون من ولاية عين الدفلى، جاؤوا لطرح مشاكل تنظيمية في الحزب. وكانت عبلة تبان، وهي مناضلة من ولاية قسنطينة، تزور المقر، التقت رئيس الحزب موسى تواتي، وأبلغته بمشاكل تنظيمية بين مجموعتها التي تضم مناضلين في الحزب، وبين رئيس المكتب الولائي للحزب في قسنطينة. وأكدت أنها لم تتمكن من الحصول، من المكتب الولائي، على استمارة الترشح، لذلك اضطرت التنقل إلى المكتب المركزي بالعاصمة. ويعترف موسى تواتي بأن هذا المشكل قائم في الحزب، لكنه أكد أنه قرر، لتلافي هذا المشكل، فتح قناة اتصال دائم مع المناضلين عبر السماح لهم بالاتصال بالمقر المركزي وبقيادة الحزب مباشرة، في حال اعترضتهم مشاكل أو وجدت نوايا للإقصاء. ويشير أن الحزب قرر إذ ذاك عقد أربع ندوات جهوية حتى 18 فيفري في غرداية وسطيف والمدية ووهران، لشرح تعليمات الحزب المتعلقة بالترشح، يليها جمع استمارات الترشح من المكاتب الولائية، وطرحها على المناضلين في كل ولاية، عبر إجراء انتخابات تمهيدية تصفوية يشارك فيها مناضلو الحزب الذين يختارون القائمة النهائية للمرشحين، على طريقة الأحزاب العريقة. وهي التجربة الأولى في الجزائر، مثلما قال، مشيرا إلى أن قيادة الحزب لن تطعن في القوائم التي تختارها القواعد إلا إذا اشتبهت في دخول المال الشكارة في اللعبة.
سألنا موسى تواتي عن آثار التواضع في المقر، رغم أن الحزب حقق نتائج محترمة في الانتخابات السابقة، فقال إنه يفضل أن يبتعد عن البروتوكولات المعمول بها في مقرات الأحزاب السياسية الكلاسيكية، من حيث التجهيز أو أدوات العمل. ويعتقد تواتي أن مرد ذلك هو تواضع الإمكانيات المادية لحزبه، ويؤكد عدم قدرته على توظيف شباب للعمل في المقر: كما ترى ليس سوى أنا في مكتبي، والسكرتيرة ، إضافة إلى الحاجب الذي هو خالد ابن أخيه. أما باقي القيادات والمناضلين فهم في الشارع للتواصل اليومي والمستمر مع الشعب ، وتبرز هذه الرؤية إستراتيجية الأفانا في إبعاد الحزب عن العمل الإداري والمكتبي الذي، بحسبه، عادة ما يقتل العمل السياسي.
ولا يملك حزب تواتي موقعا إلكترونيا، ويجري في الوقت الحالي تركيب موقع جديد، لكن موسى تواتي لا يبدي أي تحمس للتواصل الإلكتروني، ويرى أن وسائل التواصل الاجتماعي كـ الفايسبوك و تويتر وغيرها ليست أدوات فعالة في العمل السياسي، على خلفية أن استعمال الأنترنت في الجزائر ما يزال محدودا. ويرى أن الحزب يفضل الاتصال المباشر مع الناس والاحتكاك مع الزوالية على حد تعبيره. في مكتب المكلف بالإدارة والمالية، وهو نائب سابق عن ولاية معسكر، وضعت مجموعات كبيرة من الملصقات الدعائية التي استعملها الحزب في الاستحقاقات الانتخابية السابقة، ويعتقد أنها ماتزال صالحة للاستعمال في الانتخابات التشريعية المقبلة. وفي المقر يشتغل خالد تواتي على تعبئة الطلبة، ويستغل علاقاته القوية مع الطلبة لحشدهم لصالح الحزب، ويقول إنه نجح في تسجيل 400 بطاقة انخراط في الحزب للطلبة .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)