شرعت الجزائر في تشديد إجراءات المراقبة الصحية على حدودها الجنوبية المتاخمة لمالي والنيجر والتشاد كتدبير وقائي من وباء إيبولا المتفشي في أربعة بلدان أخرى في غرب إفريقيا حسب ما علمته "البلاد" من مصدر رسمي في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وطلبت تعليمة أبرقتها الوزارة المذكورة أمس لمصالحها بالولايات الحدودية باتخاذ إجراءات صارمة على مستوى كل المنافذ الحدودية والمطارات بتشديد الرقابة الصحية على القادمين من بؤر الإصابة في البلدان الإفريقية لمنع انتقال فيروس إيبولا، حيث تم وضع مخطط استثنائي لمراقبة تنقل الوافدين واللاجئين من مالي والنيجر بشكل خاص. ويشكل اكتشاف حالات إصابة مؤكدة في مالي والاشتباه في حالات مماثلة في النيجر والتشاد "مؤشر عالي الخطورة لاحتمال انتقال الفيروس القاتل إلى الجزائر عن طريق المهاجرين السريين واللاجئين الأفارقة غير الخاضعين للمراقبة الطبية". وتشير تقديرات لوزارة الداخلية إلى أن أكثر من 5 آلاف شخص قد توغلوا لعمق الصحراء من البوابات الحدودية القانونية والمسالك السرية منذ بداية السنة الجارية فرارا من تدهور الأوضاع الأمنية التي يعيشونها في بلدانهم، كما أن أغلبهم لم يخضع لفحوصات ومعاينة طبية". وقال مسؤول في وزارة الصحة "إن المراقبة الصحية على الحدود مع مالي والنيجر والتشاد قد شُددت وحركات العبور ليلا محدودة جدا لضمان كشف منهجي لمرض إيبولا لدى الوافدين الذين يتفقون بالمئات". وحرص المصدر أن مصالح وزارة الصحة تتابع بدقة حركة تنقل المسافرين واللاجئين والمهاجرين السريين القادمين من المنافذ الحدودية الجنوبية بشكل خاص، لمنع انتقال فيروس إيبولا إلى الجزائر، في ظل ارتفاع عدد الحالات المسجلة في مالي تحديدا". وأكد المصدر أنه تم تفعيل الجهاز الوقائي خاصة بالمناطق الحدودية مباشرة بعد ظهور هذا الفيروس الخطير بعدد من الدول الإفريقية وذلك من خلال إيفاد طواقم طبية مزودة بكل الوسائل الطبية الضرورية من أجل اتخاذ مختلف التدابير الوقائية اللازمة للتعامل مع أية حالة مشتبه في إصابتها بهذا الداء. كما ترتكز هذه العملية الوقائية على أنشطة جوارية للتحسيس حول أخطار هذا المرض من خلال توزيع منشورات تتضمن نصائح وقائية لفائدة سكان المناطق الحدودية لإطلاعهم على شروط تجنب الإصابة بهذا الفيروس، لاسيما الذين هم بصدد مغادرة التراب الوطني نحو دول إفريقية. وأوضح المصدر أنه "لم يتم رصد أي حالة مشبوهة في الوقت الحاضر في الجزائر التي تتخذ كغيرها من البلدان الأخرى تدابير حيطة لتفادي دخول المرض إلى البلاد".وأعلنت منظمة الصحة العالمية نهاية الأسبوع عن أن وباء إيبولا المتفشي في غرب إفريقيا يشكل "حالة صحية طارئة" على المستوى الدولي تتطلب رداً استثنائياً للحيلولة دون انتشاره. وقالت المنظمة إن تفشي مرض إيبولا -وهو الأوسع مدى والأطول زمناً في التاريخ- "مقلق للدرجة التي يستحق إعلانه طارئا صحيا عالميا".وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف، إن العواقب المحتملة لاستمرار تفشي الوباء -الذي قتل قرابة ألف شخص في أربع دول بغرب إفريقيا- خطيرة للغاية، لا سيما في ظل شراسة الفيروس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بهاء الدين م
المصدر : www.elbilad.net