الجزائر

''لا خيار لنا سوى رفع سعر الكهرباء''



برنامج تطوير شبكة ب3000 كلم معطل بسبب اعتراضات ملاك الأراضي الخاصةشدد السيد نور الدين بوطرفة، الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز القابضة، على أن الحل الأمثل على المدى المتوسط لضمان تحسين الخدمة وديمومة المؤسسة يكمن في ارتفاع الأسعار ومساهمة المواطن، مشيرا إلى أن المؤسسة تتقيد بالتزامات وإرادة الدولة، ولكن المؤسسة لا يمكن أن تستمر في النشاط بنفس الظروف القائمة على المدى المتوسط.
أوضح بوطرفة الذي نزل ضيفا على ركن ''فطور الصباح'' بأن ''الإيرادات حاليا تغطي نفقات الاستغلال ولكن مع استمرار الوضع على حاله، فإن العجز سيرتفع ويقدر العجز السنة المنصرمة ب26 مليار دينار، وبالتالي هنالك منطق اقتصادي سائد يتعين مراعاته يدفع إلى رفع الأسعار''. مضيفا ''هناك منطق اقتصادي يدفع إلى رفع الأسعار ومنطق اجتماعي يدفع إلى الحفاظ عليها ومواصلة الدعم ولكن على المدى المتوسط يتعين على المواطن أن يساهم، خاصة، في إرساء برنامج تطوير الطاقات المتجددة التي ستقوم الدولة أيضا بدعمها وبالتالي ستتضاعف الأعباء، ما يحتم مساهمة المواطن، وما نفعله أننا نؤجل الأعباء لتقع على عاتق الأجيال القادمة، إذ أننا سنصل يوما إلى حقيقة الأسعار مع ضمان نوعية الخدمة''.
على صعيد آخر، نبه بوطرفة إلى أن المجمع يواجه تحديات ومصاعب في الميدان، خاصة منها مشكل الاعتراضات التي تعطل تجسيد المشاريع، كاشفا ''لدينا مشروع كبير لتشغيل شبكة على امتداد 3000 كلم من الضغط العالي وبقيت حوالي 500 كلم لتدخل الخدمة ولكن المشروع تعطل بسبب الاعتراضات على المرور فوق أراضي الخواص، وهذه الحالات تتكرر مرارا، رغم أن نوعية المشاريع تدخل ضمن ''المنفعة العامة'' ولكن نواجه مشاكل بسبب الاعتراضات، فخط تيزي وزو باتجاه القصر ظل عالقا لمدة 10 سنوات، بسبب الاعتراض على مرور الخط فوق أرض أحد الخواص وهذا ما يحرم آلاف الأسر من الكهرباء''.
الاستثمار في الإنتاج والتوزيع مكلف ومردوديته طويلة المدى
''اقتحام الخواص لقطاع إنتاج الكهرباء محدود''
نبه ضيف ''فطور الصباح''، السيد نور الدين بوطرفة، إلى أن الشركة التي عرفها الرأي العام الجزائري تحت اسم ''سونلغاز'' لم تعد كذلك، وأصبحت مجمعا يحمل اسم ''شركة سونلغاز القابضة''، وأوضح بأن الفرق بين الهيئتين شاسع.
وعما إذا كان الوضع الجديد سلبيا أم إيجابيا، أجاب بالقول ''لا هذا ولا ذاك، والفرق أننا كنا في السابق نشرف من موقع الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للكهرباء والغاز على كل شيء، أما الآن فدورنا متابعة عمل المؤسسات التي يتشكل منها المجمع، بعد توزيع المهام حسب التخصصات''، وهو الأمر الذي أزاح الكثير من الأعباء دون أن يعني ذلك التخلص من كل المشاكل، لأن توسع الشركة وتحولها إلى مجمع أفرز أعباء أخرى، قد تكون أثقل من أعباء ''سونلغاز'' السابقة.
وعن سرّ بقاء أمور الكهرباء في الجزائر بيد متعامل واحد وعدم فتح السوق أمام الخواص ليساهموا في تخفيف الحمل عن ''سونلغاز''، قال بوطرفة إن السوق مفتوح نظريا لأن القانون يمسح للخواص بإنتاج الطاقة الكهربائية وتسويقها، غير أن الواقع العملي شيء آخر، ونبه إلى أن الاستثمار في القطاع مكلف جدا ومردوديته غير آنية أي طويلة المدى، ونتيجة لهذا لا يتشجع الخواص على دخول السوق، أما الأجانب فشروطهم لا تتلاءم مع الوضع العام في الجزائر في الوقت الحالي، خاصة في الجانب المتعلق بتجديد أسعار الطاقة الكهربائية.
وعن شروط الاستثمار في قطاع الطاقة الكهربائية، أوضح بوطرفة، بأنه بإمكان أي جزائري أن يطلب رخصة السماح له بإنتاج وتسويق الكهرباء إلى لجنة الضبط، وبإمكان هذا المواطن أو ذاك بيع منتوجه لشركة ما أو صناعي ما.. هذا من الناحية النظرية أو القانونية، لكن من الناحية العملية الأمر ليس بالبساطة التي قد يتصورها البعض، والصعوبة تجد مبرراتها هنا، كما يقول ضيف ''فطور الصباح'' في الجوانب التقنية لهذه الصناعة، وفي الثقافة العامة في البلد لأن إنتاج الكهرباء ونقلها نحو الزبائن ليس كإنتاج أي مادة أخرى وتسويق هذه المادة.
تجديد عدادات 4 ملايين زبون يتطلب 20 مليار دينار
''نظام جديد لتسديد الفواتير بداية من جوان''
كشف بوطرفة عن استحداث نظام جديد لدفع فواتير الكهرباء، بواسطة بطاقات بنكية مغناطيسية، تماشيا مع إطلاق نظام معلومات جديد عبر موقع المؤسسة على شبكة الأنترنت، يمكّن الزبون من الاطلاع على حيثيات استهلاكه قبل صدور الفاتورة النهائية.
واعتبر بوطرفة أن الطريقة الحديثة تتماشى والتطور التكنولوجي، خاصة أن الجزائريين أصبحوا يستعملون البطاقات البنكية، مضيفا أن العملية جارية وسيتم إطلاقها في جوان المقبل، تماشيا مع إطلاق سونلغاز لنظام معلوماتي يمكّن الزبون من التواصل مع مؤسسة توزيع الكهرباء التابعة لمقاطعته، والاطلاع على حصيلة استهلاكه للكهرباء حتى خلال أسبوع، ليصبح بعد ذلك على دراية تامة بسعر كل فاتورة قبل صدورها، كما ستتخلل العملية حملة تحسيسية واسعة حتى يطلع زبائن الشركة على أهم الفترات التي يرتفع فيها استهلاك الكهرباء ويمكنهم بذلك التحكم فيها بالتقليل من تشغيل الأجهزة الموصلة بالكهرباء.
وأشار بوطرفة إلى أن مشروع تجديد العدادات ليس من الأولويات حاليا، فالمؤسسة منشغلة بالحفاظ على توصيل الكهرباء وتصليح الأعطاب، بالإضافة إلى أن العملية مكلفة، فمن بين 7 ملايين زبون لا يزال 4 ملايين منهم يملكون عدادات ذات نظام قديم، وتجديد هذه الأخيرة، حسبه، يكلف غلافا ماليا يصل إلى 20 مليار دينار، مع العلم أن هذه العدادات القديمة تسجل أكبر نسب من السرقات.
موازاة مع استرجاع حصة سوناطراك
''تجميع شركات توزيع الكهرباء وإقامة مجمّعين كبيرين تابعين لسونلغاز ''
كشف السيد نور الدين بوطرفة أنه سيتم إقامة مجمعين كبيرين لإنتاج الكهرباء بدل الشركات المتعددة الحالية، حيث سيتم إدماجهما واسترجاع الحصص التي تعود لسوناطراك لتتشكل مجموعتان تابعتان لسونلغاز.
وأشار بوطرفة ''لقد تقرر إدماج شركة البروافية وسكيكدة وترقة وكوديت دراوش وتجميعها في شركة واحدة، ثم شراء نسبة 49 بالمائة التابعة لسوناطراك لتصبح الشركة تابعة لسونلغاز بنسبة 100 بالمائة، وبالتالي تخرج سوناطراك من مجال إنتاج الكهرباء''.
وأكد بوطرفة أن إعادة الهيكلة الجديدة ستضمن تجميع الشركات المتعددة وتسهيل عملية التسيير وضمان الفعالية في مجال إنتاج الكهرباء، حيث سيتم تشكيل شركتين كبيرتين تابعتين لسونلغاز بدل الشركات المتعددة الموجودة حاليا، وبالتالي يمكن التحكم في الطلب وضبط الإنتاج.
ولاحظ بوطرفة أن المشكل لا يكمن بالضرورة في إنتاج الكهرباء ولا في الوفرة في الطلب ولكن هناك مشكل في نقل وتوزيع الكهرباء، ومثل هذه العمليات يمكن أن تساهم في تحسين نوعية الخدمة.
تجنيد 900 عون لمواجهة الانقطاعات خلال التقلبات الجوية
أكد بوطرفة أنه تم، لأول مرة، بلوغ الذروة في استهلاك الكهرباء في فصل الشتاء بأكثر من 8300 ميغاوات وسجل هذا المستوى بعد استعادة التيار الكهربائي لأكثر من 90 بالمائة من الأسر والمشتركين، مؤكدا أنه لم يبق سوى حوالي 530 زبون لم يتم بعد إعادة الكهرباء لهم، لأنهم يقطنون في مناطق جد صعبة.
ولاحظ بوطرفة أن سونلغاز جندت حوالي 900 عون واتخذت إجراءات مسبقة لإصلاح الانقطاعات في التيار الكهربائي، التي مست 950 ألف زبون وأنها تنسق مع الجماعات المحلية وعدد من المصالح لإعادة الوضع إلى حاله.
وأشار بوطرفة إلى أن استخدام الغاز للتسخين، ساهم في ارتفاع الاستهلاك مع اشتداد موجة البرد، مؤكدا أن دخول محطة ترقة مرحلة الإنتاج بقدرة 800 ميغاوات دعم قدرات الإنتاج.
وشدد بوطرفة على أنه في مواجهة فترات الأزمة، يتم اعتماد مخططات استعجالية على مستوى مديريات التوزيع لضمان إعادة التيار بسرعة ومتابعة الوضع ميدانيا، مشيرا إلى أن الانقطاع مسّ قرابة مليون من مجموع 7 ملايين زبون أو مشترك ولضمان فعالية التدخلات، تم تعزيز إمكانات كل الولايات ودعم عدد من الولايات للمناطق الأكثر تضررا.
قال بوطرفة
سونلغاز ستسترجع كافة المهن الصغيرة
كشف بوطرفة أن سونلغاز ستسترجع، قبل نهاية السنة، كافة المهن الصغيرة التي كانت شركات المناولة الخاصة تقوم بها لضمان الصيانة وتقييد العدادات والمراقبة، مشيرا إلى أن الضرورة تقتضي تقليصا شبه كلي لكافة الشكاوى الخاصة بالمواطنين، سواء في تقدير الاستهلاك في العدادات أو الخدمات الملحقة، مشيرا ''يجب ألا تتجاوز عملية إرجاع التيار الكهربائي ثلاث ساعات، بعد دفع المشترك لمؤخراته، كما يتعين تدعيم الصيانة وإعادة إحياء كافة المهن الصغيرة''.
إعادة تنظيم شركة توزيع العاصمة
تقرر إعادة تنظيم وهيكلة شركة التوزيع للعاصمة لتختص بالعاصمة فحسب وتحويل مجالات التوزيع في بومرداس وتيبازة إلى البليدة، نظرا لأهمية الشبكة الخاصة بالعاصمة وضرورة تخصيص شركة واحدة للعاصمة فقط.
مخطط استعجالي لدعم التموين بالكهرباء في مدن الجنوب
أعلن بوطرفة عن مخطط استعجالي خاص لدعم العرض في مناطق الجنوب وتفادي أي نقص خلال الصيف المقبل، وستتركز هذه العملية في الجنوب الشرقي بالخصوص، من بينها الوادي وبسكرة وبريكة التي تعرف نسبة نمو تقدر ب20 بالمائة، مع رفع قدرة الإنتاج إلى 400 ميغاوات، فضلا عن مناطق معزولة في تندوف وتمنراست وبني عباس مع استخدام توربينات الغاز دون الديازل.
سرقة الكهرباء تكلف ما بين 7 إلى 10 ملايير دينار
أشار بوطرفة إلى أن سرقة الكهرباء وضياعها لأسباب غير تقنية، تمثل عبئا كبيرا على المؤسسة يقدر بحوالي 10 بالمائة، أي ما يعادل ما بين 7 إلى 10 ملايير دينار خسارة.
وأوضح بوطرفة بأنه من مجموع رقم أعمال بحوالي 110 مليار دينار، فإن نسبة ضياع الكهرباء تقارب 19 بالمائة، منها حوالي 10 بالمائة لأسباب غير تقنية، تستدعي النظر فيها، مشيرا إلى أن مشاريع سونلغاز مثل العدادات الرقمية، ستسمح على المدى المتوسط والبعيد بالحد كثيرا من هذه الظاهرة.
وكشف بوطرفة عن مشروع يرمي إلى مكافحة الغش في العدادات وتجديدها تدريجيا في غضون 2014 و2015 ، مؤكدا على كلفته لبلوغ عدد المشتركين حدود 7 ملايين، وتباشر سونلغاز عملية أولى تستهدف الزبون الصناعي، حيث سيتم اعتماد التقييد عن بعد للعدادات وهو برنامج سيشرع فيه في جوان المقبل، حيث يتم الإشراف على تقدير الاستهلاك عن بعد من خلال مركز التحكم والتوزيع، وبالتالي معرفة حجم الاستهلاك ومقداره، ما يساهم في مساعدة المؤسسات على ترشيد استهلاكها للكهرباء.
تقسيم مؤسسة ''سباس''
قررت سونلغاز تقسيم شركة الوقاية والعمل الأمني ''سباس'' التابعة لها، وبرر المتحدث الإجراء الذي سيصبح ساري المفعول في المستقبل القريب، بأن هذه الأخيرة أصبحت مؤسسة كبيرة يعمل بها حاليا 15 ألف عون أمن، ما يستدعي تقسيمها على الأقل إلى أربع مؤسسات حسب مناطق الوطن، في الوقت الذي أكد التزام الوصاية بحل مشاكل العمال بتثبيت من له 5 سنوات وما فوق ورفع أجورهم وكذا استفادتهم من مخلفات التعويضات، معتبرا أن حالات الاحتجاجات المسجلة محدودة ولا تمثل الأغلبية.
قرار قطع الكهرباء عن الأحياء الفوضوية
اصطدم بالسلطات المحلية
تراجعت مؤسسة سونلغاز عن قرار قطع الكهرباء عن الأحياء الفوضوية التي تسجل بها حوادث تكون في بعض الأحيان مميتة، كون المؤسسة، حسب مديرها العام، لم تكن تنوي قطعه نهائيا وإنما تنظيم عملية تزويد الأحياء المعنية بوضع أعمدة للتوصيل، وهو القرار الذي اصطدم بالسلطات المحلية التي اعتبرت المبادرة تشجيعا على استمرار السكنات الفوضوية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)