لعجز شديد في الميزانية، ترتب عليه عجز أشد في السولار اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، بدأت الحكومة في قطع الكهرباء عن كل أحياء المدن والقرى المصرية لعدة مرات في اليوم الواحد، نهارا وليلا. المشكلة هي أن الناس لا تعرف بالضبط متى ستنقطع، وهذا يفتح الباب للمخاوف العادية للتحول إلى رهاب مرضي وهو ما يحدث لي هذه الأيام، يطاردني هاجس مؤلم، سأدخل الأسانسير، ويبدأ في الحركة ثم تنقطع الكهرباء. مصعد بيتنا قديم، ليس فيه تلك الإمكانات التي تتيح إنزاله يدويا، غير أنه والحق يقال، له بعض الملامح الإنسانية، إذ هو يغضب ويتعطل عندما تحدث مشكلة بيني وبين البواب. ولكن بعد متاعب كثيرة بدأ ينتظم في العمل، فلا يتعطل أكثر من عشرين مرة في الشهر. في الغالب هذا الأسانسير كان وابور حرث تم تعديله في إحدى ورش وكالة البلح. غير أنها لم تعد مشكلتي وحدي هذه الأيام، هي مشكلة مصر كلها ومع ذلك أعترف بأنني أناني إلى الدرجة التي تجعلني أفكر في نفسي، ماذا أفعل عندما أجد نفسي محبوسا داخل الأسانسير وقد استولت علي رغبة جامحة في دخول الحمام وهو الأمر الطبيعي عند شخص يقترب من الثمانين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/06/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : علي سالم
المصدر : www.al-fadjr.com