الجزائر

لا الرئاسة ولا أي جهة أمنية وراء وصولي إلى قيادة الأفالان أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ل"الخبر"



لا الرئاسة ولا أي جهة أمنية وراء وصولي إلى قيادة الأفالان أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ل
خلخلة الأفالان مساس بمؤسسات الدولة / الهادي خالدي غير ناضج سياسيا، ولا أعتقد أن بلخادم يعارضنيأنا محتل مقر الأفالان إذا كان جنود الاحتلال أعضاء في اللجنة المركزية
يجيب عمار سعداني، الأمين العام الجديد لجبهة التحرير الوطني، في مقابلة مع "الخبر"، بوضوح على أسئلة تتعلق باتهامه بالفساد وقصة انتمائه لفرقة موسيقية، وينفي قطعيا أي أثر للسعيد بوتفليقة ولا أي جهة أمنية في انتخابه قائدا للحزب. تتناول المقابلة قضايا كثيرة، من بينها جبهة المعارضة التي يواجهها في الحزب، وعودته المفاجئة بعد اختفائه عن الواجهة مدة طويلة.
ما هي أولويات عمار سعداني في الأفالان؟
هي أولويات القاعدة التي أهملت. فالصراع الذي كان داخل القيادة أثّر في المحافظات والقسمات وعلى الخلايا، وجعل القاعدة تطرح أسئلة عديدة. ومن مهامنا الأساسية هي التوجه إلى القاعدة، فكان لقائي الأول بالمحافظين وهم المسؤولون المباشرون على القاعدة، وأعطيناهم صورة عن المرحلة التي مر بها الحزب وأغلبهم عاشها، وعن الطريقة التي انتخبت بها قيادة الحزب الجديدة.
لدينا انشغال كبير يتعلق بالإصغاء لهموم القاعدة، فالقاطرة التي تجر القاعدة إلى مشاريع الحزب لا تكون واضحة وصائبة إن لم يؤخذ برأي القاعدة، ولذلك لدينا أربع ندوات جهوية، تبدأ بوهران يوم 19 مارس. وبعد انتهاء الندوات سنلتئم كقيادة لننتخب المكتب السياسي، وبعدها ننطلق في تطبيق خارطة الطريق التي سترسمها اللجنة المركزية تحسبا لانتخابات 2014.
متى سيتم تعيين أعضاء المكتب السياسي؟
بعد شهر على أكثر تقدير.
هل يتوقع وجوه قديمة في المكتب؟
يحتمل أن ندعمه بوجوه قديمة، وبرأيي فإن المكتب السياسي هو مساعد الأمين العام لذلك هو من يختاره وتصادق عليه اللجنة المركزية. ومن الضروري أن تتوفر في المكتب السياسي الجديد القدرة والاستعداد على المساعدة لتطبيق برنامجنا، وأهم شيء قدرته على المصالحة ورص الصفوف. ثم إن الاستحقاقات القادمة تتطلب أن يكون أعضاؤه أصحاب تصور ورؤية بخصوص كيفية التحضير لمرحلة الرئاسيات في الجانب التعبوي والتحضير المادي، بمعنى أن يكون مكتبا انتقاليا أولويته هي مرحلة 2014. وبعد أن يتضح الطريق بعد الرئاسيات، لا بد من وضع قيادة تبرمج الحزب على حسب النتائج التي أفرزتها الانتخابات، فالحزب لا بد أن يكون قريبا من مصدر القرار بل ومشاركا فيه.
جدل كبير أثارته طريقة اختياركم أمينا عاما. ما ردك على من يطعن في شرعيتك؟
الدعاوى القضائية التي رفعت غريبة عن الحزب، وفي رأيي القانون الأساسي هو الفاصل. فهو يقول إن اللجنة المركزية هي المسؤولة عن كل شيء في فترة ما بين مؤتمرين. هي من تنتخب أمينها العام ومكتبها السياسي وتسطر برنامج الحزب وتراقب قيادته. فهل ما حدث في الأوراسي كان اجتماعا للجنة المركزية أم هيئة أخرى؟ إذا كان الذي جرى هو اجتماع اللجنة المركزية، فما تمخض عنه من نتائج هو الصحيح. ومع ذلك لا نكبت الرأي الآخر ولا نحرص على أن يكون رأينا هو السائد وبقية الآراء غير مقبولة، ولكن على المعارضين أن يعبروا عن مواقفهم في الإطار التنظيمي وهو اللجنة المركزية. ولذلك فمن رفعوا شكوى في القضاء، هم يشتكون بأعضاء اللجنة المركزية والقضاة يعرفون قانون الأحزاب جيدا ويعرفون أن اللجنة المركزية هي السيدة.
ألا تخشى أن تواجه متاعب كالتي عانى منها بلخادم منذ المؤتمر الأخير للحزب؟
نحن في حزب يملك باعا طويلا في التسيير. هذا الحزب يضبطه قانون، وكل ما خرج عنه فهو ملغى. العمل خارج الهياكل غير مسموح به في حزبنا، وحتى بقية الأحزاب لا توافق عليه، لذلك لست قلقا وأنوي تطبيق برنامجي. وقد دعوت من يسمون بالمعارضين إلى العمل داخل هياكل الحزب، والقانون الأساسي هو الفيصل بيننا في كل الأحوال.
ما حقيقة وجود جهة قوية في الرئاسة تقف وراء القذف بك في قيادة الأفالان؟
هذا كلام صحافة وشماعة تستعملها الأقلية لعرقلة عمل الأغلبية. أنا من المجموعة التي طالبت بعقد اللجنة المركزية لانتخاب أمين العام، في وقت كان فيه الرئيس وشقيقه غائبين عن البلاد ما يدل على عدم وجود أي دور مفترض لهما في انتخابي أمينا عاما. أما ما يسمون المعارضين، فهم من صرحوا بأن انتخاب الأمين العام لا يمكن أن يجري بدون تواجد الرئيس في البلاد. وقد كانت الصحافة الجزائرية والأجنبية حاضرة في الأوراسي، ولم يشتم أي صحفي رائحة الرئاسة في الأشغال التي جرت.
ألا توجد جهة أمنية وراء وصولك إلى قيادة الحزب؟
لا أثر لأي جهة أمنية في ذلك، بل اللجنة المركزية كانت سيدة في قراراتها. الغريب في الأمر أن بعض الناس يصدرون أحكامهم عليّ وكأني وافد في الحزب. فقد كنت عضوا بالمكتب السياسي مكلفا بالمنتخبين وقدمت استقالتي لبلخادم لأن وضع الحزب لم يعجبني، ولم يفعل ذلك أحد غيري. أنا قيادي اشتغلت مع محمد الشريف مساعدية ومحمد الصالح يحياوي وعبد الحميد مهري، وبوعلام بن حمودة وعلي بن فليس وبلخادم. الفرق بيني وبين الذين يتحاملون عليّ، أنني أتحاشى الظهور والاستعراض وأرفض التطفل، ولدي مواقف قد تغضب البعض وترضي البعض الآخر، لذلك ترونني أختفي تارة وأظهر تارة أخرى، ويكون ذلك على حسب قوة المواقف.
لماذا غبت عن واجهة الأحداث في الحزب منذ ست سنوات؟
لم أغب، كل ما في الأمر أنني كنت عضوا بالمكتب السياسي وعندما تنحيت منه اكتفيت بالعضوية في اللجنة المركزية، التي لم أتخلف عن لقاءاتها.
ما حقيقة أنك منعت من الترشح في انتخابات 2007 بعدما كنت رئيسا للغرفة البرلمانية الأولى؟
هذا غير صحيح، إذ لم أقدم ملف ترشيحي وفضلت شخصا آخر في مكاني هو الهادي خالدي.
لماذا يعارضك خالدي إذن؟
لأنه غير ناضج سياسيا.
قال بلعياط إن دخولك إلى مكتب الأمين العام احتلال.. ما ردك؟
إذا كان جنود هذا الاحتلال أعضاء في اللجنة المركزية، فأنا محتل. أما إذا كانوا جنود الخفاء فلست بهذا الوصف. سي بلعياط يعرف جيدا أن لا أحد بإمكانه أن يصبح أمينا عاما لو لم توافق عليه اللجنة المركزية.
يستغرب البعض دخولك إلى مقر الحزب بدون ”مقاومة”
سعداني يملك ارتباطا وثيقا بالقاعدة والناس يعرفونني ويعرفون مواقفي، ويقدرون قيمتي في النضال. ويعرفون أني حامل مشروع مصالحة ولا يحركني شعور بتصفية الحساب، ويعرفون دوري في ضم جماعات بن فليس ومهري وبن حمودة في المؤتمر الجامع (2005).
هل زكى بلخادم انتخابك للقيادة أم عارضها، أم لم يكن له أي موقف؟
هو طلب الاحتكام إلى الصندوق، ولا أعتقد أنه يعارضني.
هل هنّأك بوصولك إلى القيادة؟
لا ليس بعد، وقد كلمني قبل الانتخاب ولم أشعر بوجود معارضة منه.
كيف كانت الأصداء من الجهات الأمنية ومن الرئاسة بعد اختيارك خليفة لبلخادم؟
مؤسسات الدولة كلها رئاسة ومؤسسة عسكرية وهيئات تنفيذية، راضية على خروج الأفالان من أزمته، لأن خلخلته تمس بهذه المؤسسات، ووجوده بدون قيادة مدة 8 أشهر أحدث مخاوف لدى المسؤولين في البلاد.
ألا تزعجك اتهامات الفساد التي توجه إليك؟
عندما ينبت الترفاس في الصحراء، لا يزعج الأشجار الأخرى. وما يقال عني صادر عن فطريات والفطريات تنبت وتزول في وقت قصير. الفساد حكاية اختلقت في 2007 جاءت بعد لقائي مع صحيفتكم (مقابلة مثيرة تحدث فيها سعداني، وهو رئيسا للمجلس الشعبي الوطني، عن ضرورة اختفاء السلطة الخفية حتى يكون الرئيس قويا). وعلى كل، لو وجد اختلاس هناك محاكم في البلاد، والذي يقول إني أملك شركة أدعوه إلى إحضار موثق لأكتبها باسمه. ومهما كان الحال، فمثل هذه الضربات تقويني لا تضعفني، وأنا واثق من نفسي والتهم لا تسقط الرجال، وإنما الحقائق الثابتة هي ما يضعفهم.
ألا يزعجك أيضا أن يقال عنك إنك كنت عضوا في فرقة موسيقية؟
طبعا لا يزعجني، هؤلاء صغار وسيبقون صغارا، ربما لديهم ”حسيفة” معي كما يقال بالعامية. أنا مناضل ونقابي كبير وقديم، عشت في حاسي مسعود وليس في وادي سوف كما يشاع، وأهل ورڤلة والواحات يعرفونني جيدا، ولكم أن تسألوهم عن تاريخي ومساري، ولكن من يجهلك يعمل على تشويه سمعتك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)