ساعي بريد متقاعد على رأس فريق للتكفل بمرضى عقليينيشكل ساعي البريد المتقاعد بلقاسم لعمامري، بمعية بعض الشباب فريقا متطوعا لخدمة المرضى عقليا بولاية عين الدفلى، من خلال السهر على نظافتهم و توفير المستلزمات الضرورية لهم كالأغطية و الألبسة الشتوية .نسج عمي بلقاسم لعمامري وهو في العقد السادس من عمره علاقة خاصة بفئة المرضى عقليا المهمشين التي قلما تجد من يتعاطف معهم و يساعدهم في المجتمع، و من بينهم ملياني، المعروف بتنظيف شوارع المدينة، حيث يمثل وحده فريقا من العمال بأبسط الوسائل المتوفرة، بمساعدة حمزة، المعروف بهدوئه، يحيى و كمال وغيرهم، و يقول عمي بلقاسم بأنهم لطفاء جدا، دفعت بهم الظروف إلى مخالب المرض. كل واحد منهم يخفي مأساة اجتماعية يمكن تشفيرها من خلال أحاديثهم الهامشية و كذا لدى محاولة استدراجهم للبوح بأسرارهم، و إن كان كلامهم متقطعا و غير مفهوم أحيانا، و يرى عمي بلقاسم بأن الفئة التي يطلق عليها تسمية «المهابيل «، لا وجود لها في القاموس الإنساني، بدليل أن هؤلاء يملكون مشاعر و أحاسيس كبقية البشر، يحتاجون فقط إلى أياد ومشاعر تعطف عليهم وتساعدهم، لأنهم في حقيقة الأمر، كما أكد محدثنا، «كانوا مثلنا لكنهم تعرضوا لصدمات عنيفة هزتهم» ، مضيفا بأنهم عندما يحين وقت الاستحمام وتنظيف الأجساد يشعر هؤلاء براحة كبيرة و يسترسلون في الحديث، مما يعني أن قابلية الاسترجاع و التأهيل ممكنة جدا، في حال توفير الرعاية النفسية والصحية و الأجواء العائلية لهم. و أشار ذات المتحدث الذي نذر نفسه لخدمة فئة المرضى عقليا منذ سنوات، أن الجهد المتاح حاليا، بإمكانه ان يتضاعف، و ذلك بتوفير مقر لائق لتقديم الرعاية اللازمة لهم ، مشيرا إلى أن المقر الحالي عبارة عن بناء جاهز تابع لأحد الخواص، يستغل لاستقبال و إيواء المرضى عقليا في فصل الشتاء.و شكل بلقاسم لعمامري ساعي البريد المتقاعد مع بعض شباب المدينة، فريقا متطوعا لخدمة هؤلاء المرضى، و وضعوا برنامجا يمتد على مدار السنة لمساعدتهم، و يتضمن حملات التنظيف و الحلاقة بإحدى الغرف المجهزة لاستقبالهم في فيلا لأحد المحامين ، بدلا من الشوارع و الحدائق و المرشات العمومية. و لا يتوانى المتطوعون الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة، في توفير الألبسة المستعملة بعد تنظيفها لهؤلاء المرضى باستمرار، مع رمي ألبستهم الرثة البالية و المتسخة، تخوفا من انتشار أو انتقال عدوى الأمراض من جهة، و حمايتهم من قسوة الشتاء بملابس ثقيلة من جهة أخرى، لكن الإشكال الذي يظل قائما، حسبه، يتعلق بفئة النساء ، حيث قال عمي بلقاسم بأنه و بقية أعضاء فريقه لم يجدوا من يتكفل بهن ، خاصة في عملية التنظيف و الاستحمام ، مضيفا بأن عددهن كبير و هن بحاجة ماسة للاهتمام و الرعاية خاصة في فصل البرد و المطر و الثلوج.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/02/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هشام ج
المصدر : www.annasronline.com