الجزائر

لأنه يتسبب في أمراض قاتلة التدخين الثانوي يهدد صحة غير المدخنين



لأنه يتسبب في أمراض قاتلة التدخين الثانوي يهدد صحة غير المدخنين
أكد الدكتور عمر تجاديت طبيب مختص في الأمراض الصدرية في حديثه ل»المساء»، أن التدخين الثانوي له آثار سلبية على الأشخاص المعرضين له بنفس درجة المدخنين، وقد تكون بدرجات أخطر، إذا كان الشخص يجالس العديد من المدخنين في اليوم الواحد.أشار الدكتور تجاديت أن الدخان الثانوي هو مزيج من الدخان الصادر عن النهاية المشتعلة للسيجارة أو الغليون أو السيجار، إضافة إلى الدخان الخارج من فم الشخص المدخن، إذ يحتوي هذا الدخان الثانوي على أكثر من خمسين مادة مؤذية، يمكن أن تتسبب في الإصابة بمختلف أنواع السرطان، على غرار سرطان الرئة وسرطان الجيوب الأنفية التي تسببها مواد مكونة لسجارة من «المورفول»، وهي مادة تستعمل في حفظ الجثث، و»التولوين» التي تدخل في صناعة البنزين، إلى جانب الإصابة بأمراض أخرى ذات خطورة بالغة، كعدوى السبل التنفسية، فضلا عن أمراض القلب، وكذا بعض الغازات التي تبقى عالقة في الجو بعد التدخين، لاسيما ثاني أكسيد الكربون، الرصاص والنيكل. كما يمكن أن تبقى هذه الجزيئات عالقة في الهواء لساعات طويلة، وبالتالي استنشاقها، إذ تعلق هذه البقايا في الشعر، الثياب، الوسائد، أثاث المنزل أو السجاد وتشكل خطرا على الصحة.
وقال المختص أن تدخين الشخص بجوار آخر ولو لفترة قصيرة، يمكن أن يهيج رئتيه ويقلل من كمية الأوكسجين الموجود في الدم.
كما يشدد الدكتور على عدم وجود كمية آمنة من التدخين الثانوي، خاصة على الأطفال، الحوامل، المتقدمين في السن والمصابين بمشاكل قلبية أو تنفسية، فعلى هذه الفئات توخي الحذر على نحو خاص. وفي هذا الشأن، يقول محدثتنا: «إن الأطفال مهددين بأمراض عديدة في حالة تعريضهم بشكل دائما إلى هواء ملوث بالدخان الصادر من أي نوع من التبغ، فتعريض هذه الشريحة الحساسة التي لاتزال أعضاؤها في طور النمو إلى الدخان يهدد سلامتها، خاصة أن معدل تنفس الأطفال أسرع منه عند البالغين، فهم يستنشقون دخان السجائر بكميات أكبر، وهذا ما يسمى بالتدخين السلبي، خاصة بالنسبة الأطفال تحت عمر الست سنوات، فضلا على أنه يؤثر على آذانهم وسمعهم مستقبلا، ومن التأثيرات السلبية الأخرى للتدخين السلبي على الأطفال؛ السعال المزمن، مع إصدار صوت «أزيز» من الصدر، إضافة إلى تهييج العيون والأنف.
«ولا يقل الخطر على الحوامل»، يضيف نفس الدكتور، إذ أن هذا النوع من التدخين «الثانوي» قد يؤثر على الجنين بصفة مباشرة ويحدث له تشوهات في جسمه أو في نمو عقله، إلى جانب انخفاض وزن الطفل عند الولادة، فتعرض المرأة الحامل لدخان سجائر الآخرين يؤثر سلبا على الجنين، فيؤدي به ذلك إلى وزن أقل من الطبيعي عند ولادته، أو التهديد في بعض الحالات بالموت المفاجئ له.
وللوقاية منه، يرى المختص تجاديت أنه لابد من حث المدخن على الإقلاع عن التدخين في حالة الإقامة معه في نفس المنزل، وفي حال صعوبة الأمر، يبقى من الضروري الابتعاد منه قدر المستطاع أو الخروج من الغرفة عند التدخين في وجود الأطفال والحوامل، كما أنه يفضل عدم التدخين في السيارة، حتى في غياب الطفل أو الحامل أو حتى الأشخاص المسنين الذين اعتادوا ركوبها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)