الجزائر

لأنه كان نجم حفل جوائز السيزار الطاهر رحيم “الوهراني”.. لم يذكر أصله



لأنه كان نجم حفل جوائز السيزار               الطاهر رحيم “الوهراني”.. لم يذكر أصله
في العرف الإعلامي الفرنسي العام، لا يمكن التحدث عن الشبان العرب القاطنين في الضواحي المهمشة - التي توصف بالصعبة - إلا بذكر أصولهم التي تعطي مصداقية لخطاب لوبان، الذي يحارب ظاهريا من اليسار واليمين ويوظف سياسيويا لحسم الصراع لصالح أحدهما، كما فعل ميتران من قبل، وكما يفعل ساركوزي الآن باسم الهوية الوطنية   طاهر رحيم، وهراني الأصل الذي صنع الحدث الأسبوع الماضي على خشبة مسرح شاتليه، ليلة توزيع جوائز السيزار السيمنائية؛ لم يكشف عن هويته الجزائرية رغم أنه لا يشبه السويديين والفرنسيين والسويسريين، وكان واضحا من محياه الأسمر وشعره “المكشرد”، أنه من أحفاد وأبناء كحول الرأس، الذين يحسنون الإبداع ويشرّفون فرنسا ويصنعون مجدها الثقافي والفني كما فعلت جماعة فيلم الأهالي، للمخرج جزائري الأصل رشيد بوشارب، التي شكلت وحدة مغاربية دافع مهندسها عن أهالي الجمهورية الجدد، الذين مازالوا يعدون أجانب رغم بطاقاتهم الفرنسية وابتعادهم عن أصحاب اللحية والقميص ومرتديات البرقع والنقاب والجلباب والحجاب.   صنع الطاهر رحيم المولود في بلفور- الفرنسية الفرنسية وليست الفرنسية الجزائرية الشهيرة القريبة من الحراش - عام 1981 . الحدث حينما حقق أول إنجاز غير مسبوق في تاريخ جوائز السيزار بحصوله على جائزتي أحسن ممثل رجالي وأحسن أمل رجالي في آن واحد لعام 2009. رحيم أدهش النقاد في مهرجان كان عام 2008 بدور الشاب السجين في فيلم نبي الرائع للمخرج جاك أوديار الذي عوض عن هزيمته أمام إريك كانتيه، صاحب السعفة الذهبية واكتفائه بجائزة أحسن سيناريو على الشاطئ اللازوردي الحالم، وحقق هذه المرة انتصارا أول من نوعه مثل بطله رحيم بعد أن حصد في ليلة سيزارية واحدة عن 13 جائزة شملت الديكور والتركيب والسيناريو والصورة والتمثيل الرجالي والنسائي.  مغاربية السهرة لم تقتصر على رحيم الخارج من أصقاع حي لريزنديس الشعبي، مثل جمال دبوز المغربي وابن حي تراب البائس، ونشط الحفل إلى جانب فاليري لومارسييه النجم اليهودي المغربي الأصل جاد المالحو واقتبس سيناريو فيلم نبي من كتاب المغربي عبد الرؤوف دفريو وظفرت بجائزة أحسن ممثلة إزابيل عجاني جزائرية وشاوية الأصل، مثل حورية عايشي صاحبة الأغنية الأوراسية ومخلدة عيسى الجرموني في باريس. ماذا بقي من خطاب الهوية الفرنسية الساركوزية التي اصطاد أصحابها في حقول لوبانية للإنتصار الأسبوع القادم في الانتخابات الجهوية. الإنتصار الساركوزي المستهدف ثقافي أيضا، لأن الثقافة إيديولوجية في كل الحالات.. والإيديولوجية أشمل من السياسة وليس العكس .   يكتبها أسبوعيا بوعلام رمضاني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)