الجزائر

كينيدي يفضح باريس في هيئة الأمم و " إيني" الايطالية تدفع ثمن الدعم



كينيدي يفضح باريس في هيئة الأمم و
يكاد يكون غير معروف بالشكل الكافي التحرك المكثف للدبلوماسية الجزائرية خلال الثورة التحريرية ، فالدور الذي لعبته هذه الأخيرة في التعريف بعدالة القضية الجزائرية و برمجتها في مؤتمرات حركات التحرر ثم جدولتها في الأمم المتحدة لا يقل أهمية عن الجانب السياسي و العسكري الذي خاضته جبهة التحرير الوطني و من ورائها الشعب الجزائري المكافح .و مكّنت حنكة الدبلوماسيين الجزائريين من دخول القضية إلى أروقة مجلس الشيوخ الأمريكي حيث حملها السيناتور جون كينيدي إلى جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة .و أكد أنها ليست شأنا فرنسيا داخليا كما كان يتذرع الفرنسيون دائما . و لأنّ القضية كتلة متكاملة و لم تفرط الدبلوماسية الجزائرية في أبسط جزء من أجزائها فقد وضعت هذه الأخيرة على عاتقها المشكل الجديد الذي استحدثته الحكومة الفرنسية و هو بتر الصحراء عن الشمال و المساومة و المراوغة من أجل تمديد عمر المأساة الجزائرية التي تحمّلتها الثورة بعد اكتشاف شركة " إيني " الإيطالية للنفط في الجنوب الكبير و أعلمت الحكومةَ المؤقتة أن فرنسا لا تنوي التخلي عن هذه الثروات الهائلة و لا عن الصحراء عموما .ايطاليا و الهند يغردان خارج سرب فرنسا و هنا تحركت الدبلوماسية الجزائرية نحو روما ، و انتظم لقاء مع الرئيس الإيطالي الذي دعا الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول من أجل طرح القضية و أكد له أنه في حالة تصنيف "إيني" شركة متعددة الجنسيات فتعاملها سيكون مع الجزائر المتحررة و ليس مع الحكومة الفرنسية ، و كانت النتيجة التي آل إليها الموقف الإيطالي المتعاطف مع القضية الجزائرية ، اغتيال مدير " إيني " من طرف المخابرات الفرنسية.و عاقبت باريس الهند بعد تدخل ممثل هذه الأخيرة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا : على فرنسا أن تجد حلا لهذه القضية و أ لّا تطرح في كل دورة و أثّر نجاح الدبلوماسية على الحركات التحررية الأخرى في الدول الإفريقية ما جعل الحكومات الفرنسية تراجع أوراقها و تهتدي إلى مزيد من الخطط بحكم أن القضية أسقطت سبع حكومات فرنسية ، بما فيها قيمولي ، قيدقارفور، فيليكس قايار، وأخرى. و أسقطت جمهورية و أتت بجمهورية ديغول الخامسة .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)