كيف نواجه الانحراف السلوكي عند الأطفال؟

من المعروف أن الطفل لا يولد حاملا صفات حسنة أو سيئة وإنما تكون مكتسبة بتأثير الوسط أو المحيط الأسري.وقد بين لنا المربي الأول رسولنا صلى الله عليه وسلم ذلك حينما قال: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فشخصية الطفل إذا جزء منها موروث والجزء الآخر مكتسب والمشاكل المتعلقة بسلوك الطفل وتصرفاته تعتبر نتاجا طبيعيا لتشابك عدة عناصر في مقدمتها تطور شخصية الطفل من ناحية والشخصيات المحيطة به إذا فالتربية تلعب دورا أساسيا في بناء شخصية وسلوك الطفل ولكن من المعروف أن لكل طفل سلوك وتصرفات وعادات خاصة به ومرتبطة بفترة الطفولة ويجب على كل مرب إدراك طبيعة الاختلافات الكبيرة في شخصيات الأطفال حتى يتسنى له تفهم المشاكل السلوكية.فبعض الأطفال يتميزون بالوداعة والهدوء والمسالمة والبعض الآخر يتميزون بالنشاط الزائد. كما أن هناك اختلافات كبيرة في الاستجابات الاجتماعية المختلفة للأطفال فبعضهم يقبل على المرح ويميل إلى الصحبة وبعضهم لا يأبه لذلك وكثير من الأطفال يستمتعون باللعب والشعور بالاحتضان عن غيرهم. فهناك بالقطع اختلافات في الاحتياج للعطاء والحب كما يختلف الأطفال بشكل ملحوظ في قدر الحذر الذي يبدونه فالبعض يظهر الخوف أكثر من البعض الآخر هذا فضلا عن وجود اختلاف كبير في مدى القدرة على التخيل ومدى الحساسية تجاه النقد ومدى التركيز أو الشرود وكذلك في مدى الاحتياج للحب والأمان.وعلى هذا فلا بد أن يتحلى أسلوب تربية الطفل بالمرونة والتكيف وفقا لاحتياجات كل طفل على حدا.