الجزائر

كيف ننصر النّبيّ الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم؟



كيف ننصر النّبيّ الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم؟
إنّ عدم احترامنا لديننا الإسلامي الحنيف الّذي فيه سعادتنا في الدّنيا ونجاتنا في الآخرة، وخاصة من خلال الخلط بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإسلام، وابتعادنا عن التخلّق بأخلاق النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، خاصة مع الغرب، كانت كلّها من الأسباب الّتي ساعدت أعداء الإسلام بذلك السّلوك الخبيث الّذي يؤكّد مدى حقدهم على الإسلام والمسلمين.إنّ عدم اعتزازنا بديننا وفينا مَن يُصوِّره أنّه هو سبب الإرهاب وهو سبب تخلّف المسلمين عن الغرب، وهذا جهل بالإسلام الّذي هو رسالة سماوية خاتمة للرّسالات السّابقة ومنظّمة لحياة النّاس، لأنّ الإسلام نظام حياة ودين تقدّم ورقي، إلاّ أنّا للأسف لم نستثمر هذه الرّسالة من خلال عدم احترام ما جاء به القرآن ولا السّنّة في حياتنا اليومية.وإنّ إساءة الغرب لنبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم كانت استفزازًا واضحًا لمعنويات المسلمين واختبار مدى تعلّقهم بالإسلام وبنبيّهم، فإنّ هذه الإساءة تعتبر أيضًا فشلًا ذريعًا للدّعاة وولّاة الأمور. وواجبنا تجاه نصرة نبيّنا الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم تخصيص كلّ أيّامنا لخدمة إسلامنا وإبعاد تهمة إلصاق الإرهاب بالإسلام والتّعريف بديننا ونشره من جديد في الغرب بأخلاقنا ومعاملاتنا وصدقنا وإخلاصنا في ذلك، كما جاء في الأثر: “ما كان للّه دام واتّصل وما كان لغير اللّه انقطع وانفصل”.عجز المسلمين على إقناع الغرب بالإسلامإنّ الغرب الّذين لم يدخلوا الإسلام لم يتذوّقوا حلاوة القرآن والإسلام أو الإيمان لجهلهم بذلك، ولذلك فإن باب الدّعوة لتوحيد اللّه مفتوح إلى قيام السّاعة كتنشيط مناظرات بين علماء الإسلام وعلماء الغرب، والسؤال الّذي نطرحه: ماذا قدّم المسلمون في هذا الجانب؟ والغريب في الأمر أنّ خمسة ملايين من الجزائريين أو الجاليات المسلمة في فرنسا مثلاً لا يعنيهم شتم الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لا من قريب ولا من بعيد، وهذا يدلّ على أنّهم تحت ضغوط المعيشة والحضارة الغربية الزّائفة وقلّة ثقافتهم في دينهم.وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين.. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “بُعثت رحمة ولم أبعث لعّانًا”، فهل صدّرنا للغرب هذه الرحمة من خلال اقتدائنا بنبيّنا عليه الصّلاة والسّلام.غياب برنامج وتصوّر واضح وموحّد للتّعريف بالإسلام المعتدللابدّ من برامج وتصوّرات واضحة لإظهار الإسلام المعتدل الّذي يحثّ على التّسامح ونشر المحبّة ومحاربة ثقافة الكراهية، ويكون هذا على مستوى كل القطاعات ويبدأ بالفرد ثمّ المجتمع ثمّ الدولة.فدور الدولة فيتمثل في الوفود الغربية الكثيرة الّتي تتوافد على العواصم العربية من أجل الاستثمار، فيمكن أن يكون في بروتوكول الاستقبال ما نمرّر به رسالة للغرب على رحمة اللّه تعالى وسماحة الإسلام وخُلُق النّبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم.أمّا التّفكير على مستوى الفرد والمجتمع فينحصر في ضيافة الغرب وإدخالهم في أحضان المجتمع المسلم، خاصة البدو الرحل في الصّحاري وليس الفنادق الّتي تشبه فنادقهم، وأن تلعب العائلات الجزائرية دورًا في غرس الإسلام في نفوس هؤلاء من خلال معاملاتنا كالكرم والجود، وبذلك نكون خير سفراء للإسلام ونؤجر على ذلك.التّنسيق بين وزارة الشّؤون الدّينية والسّياحة والثّقافةخلق جو موحّد من خلال برامج أو نقاط يتحتّم على السّائح المرور عليها، يعتمد على وضع ما يشدّ الانتباه والإعجاب لديننا وحضارتنا باعتزاز دون خجل، ولا ننظر إلى السّياح الغربيين على أنّهم جواسيس، حتّى وإن كانوا كذلك فلابدّ من استراتيجية أمنية وثقافية للتّأثير عليهم وكسبهم ورقابتهم كذلك.تكوين الدّعاة والأئمة خصيصًا للاحتكاك بالسّياحويشترط في الأئمة الإلمام باللّغات الأجنبية حتّى يتكفّلوا بالاحتكاك بالسّياح كدعاة ومترجمين ومرشدين في الوقت نفسه للتّعريف بالإسلام، كدين معتدل يهدف لنشر المحبّة بين الشّعوب ومحاربة الفرقة والتشدّد.دون أن ننسى التّركيز على تحصين أبنائنا في المهجر عند عودتهم، بغرس محبّتهم للإسلام والوطن من خلال برامج ثقافية مدروسة وواضحة المعالم والأهداف، سواء في المخيّمات الصّيفية أو في الأحياء الشّعبية الّتي يكثر فيها أبناء الجالية الجزائرية عبر ولايات الوطن، لأنهم جزء من الأمن القومي الجزائري، ولا يجب أن نتركهم لفرنسا تتحكّم فيهم بشكل أو بآخر.إمام مدرس مسجد الشيخ الدراجي الطلبةأولاد عدي لقبالة- المسيلة




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)