دور هام للرقابة الأبوية في عصر التواصل التكنولوجي
كيف نحمي أبناءنا من مخاطر الأنترنت؟
* سمية بلقاسم
أصبحت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي من الأدوات التكنولوجية الأساسية التي يعتمد عليها كثيرون للتواصل والحصول على المعلومات وتنفيذ الأنشطة الاجتماعية والأمر يتعدى الكبار إلى الأطفال والمراهقين وهو ما يُعدُّ سلاحا ذا حدّين: سلبي وإيجابي.
تقود السوشل ميديا حتما الأطفال إلى الكثير من المخاطر والعواقب السلبية كالقلق المفرط وعدم الرضا عن النفس واضطرابات الأكل ناهيك عن تدمير خلايا الدماغ وتدني المستوى اللغوي والفكري وكذلك عدم القدرة على التركيز بشكل عام مع الاستخدام المتواصل لمواقع التواصل الاجتماعي والاعتماد عليها بشكل كلي في التعامل مع الآخرين يجعلهم يفضلون الوحدة والإفراط في استخدامها يؤدي للوصول إلى حالة من الاكتئاب كما أنها تفتح باب تعرضهم للتنمر والتحرش الالكتروني الذي قد يجعلهم يفكرون في الانتحار هذا التفكير الذي قد يدمّرهم في هذه المرحلة المهمة في حياتهم.
بالمقابل لا يمكن إنكار فوائد مواقع التواصل الاجتماعي للطفل الذي يمكنه أن يتعلم كيفية القيام بالبحث والتواصل الجيد والصحي في عصر الرقمنة كما باستطاعته استخدام مواقع التواصل في التعلم واكتساب المواهب وزيادة المهارات.
ويرى العديد من الخبراء أن استعمال الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يكون بحذر وتحت مراقبة الأهل وألا يقل عمر المستخدم عن 13 عاما لبعض الشبكات في حين يرى البعض أن الشبكات والمواقع يجب أن لا يصل إليها من يقل عمره عن 17 عاما وذلك بسبب العديد من الإعلانات والمحتويات غير المناسبة لهم مما يؤدي إلى تعرض الأطفال لصدمات مفاجِئة من هذا المحتوى أو الانجراف وراء أنواع سيئة من المضامين.
وهناك قوانين مقترحة حاليا تتضمن حظرا شاملا على الأطفال الذين يقل عمرهم عن 13 عاما على منصات التواصل لكن لا توجد طريقة سهلة للتحقق من عمر الشخص عند الاشتراك في التطبيقات والخدمات كما باستطاعة الطفل أو المراهق أن يفتح حسابا بتاريخ ميلاد مزور وهذا أغلب ما يحدث اليوم.
وهنا يأتي دور الرقابة الأبوية للسماح للأطفال في استخدام هذه المنصات واتخاذ قرار تحميل التطبيقات في أجهزة الأبناء والدور الأهم يكمن في الرقابة على المحتوى الذي يصلون إليه.. وإذا كانت هناك ضرورة لوصول الأطفال إلى الشبكات الاجتماعية والتطبيقات فمن الضروري تقييد المحتوى من خلال الآباء أو الاستعانة بالمنصات المخصصة لصغار السن والأطفال كما هو الحال مع منصة يوتيوب التي وفّرت تطبيقا مخصصا للأطفال بشكل منفصل وهو تطبيق يوتيوب كيدز.
بالإضافة إلى ضرورة تفعيل اختبار الرقابة الأبوية وضوابط البحث الآمن والمتاح بأغلب التطبيقات والمتصفحات على الشبكة بحيث يمكن فلترة المواد والمحتويات غير الملائمة ووضع ميثاق مع الأبناء يتضمن قواعد الاستخدام الآمن للإنترنت (الحقوق والواجبات) كمدة الاتصال بتفعيل ميزة الوقت الموجودة بالأجهزة حاليا وكذلك المواقع المسموح بزيارتها.
ويرى بعض المختصين أن على الآباء تأهيل أبنائهم قبل السماح لهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي حيث يجب توعيتهم بما يدور بها بشكل تدريجي بحيث يكون لدى الطفل أو المراهق معرفة مبدئية عن كيفية استخدامها هذا إلى جانب استخدام أسلوب النقاش وطرح أسئلة عليهم حول ما يفعلونه على هواتفهم ومعرفة ما يرغبون في مشاركته والتوعية حول كيفية إخفاء المحتويات والإعلانات السيئة.
فهذه الأمور التأهيلية لها دور كبير في تعريف الأطفال بطريقة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل صحي وسليم دون التعرض لأضرارها ومخاطرها وأيضا في تعزيز ثقتهم في أنفسهم واكتساب القوة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/08/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php