كيف ترعرع الفساد

الحياة فيها الشر والخير والحق والباطل والظلم والعدل بنسب متفاوتة وفي صراع دائم و عندما يتم توظيف الدين والأخلاق والضمير والقانون تستقر الأمور ويستتب الأمن والسلام أما إن غابت المعايير الأخلاقية والقانونية وطبقت مقولة ميكيافيلي ((الغاية تبرر الوسيلة )) فتصبح الغلبة للقوة وحدها ويا ويح الضعفاءلقد اختلت الأمور عندنا خلال العشرية السوداء وصار كل ملتزم بعقيدته متهما في وطنيته وركب تيار محاربة الإرهاب المنحلون أخلاقيا الباحثون عن المكاسب والمناصب وغض البصر عن التجاوزات فظهرت طبقة من أصحاب السياسة والمال نالت الحظوة لدى السلطة وتغلغلت في السياسة والاقتصاد والتجارة وكسبت الأموال والعقارات ولأن منبتها من حرام وقد بنت ثروتها بالطرق الملتوية فقد ازدادت قوة ونفوذا في عهد بوتفليقة الطويل مع البحبوحة المالية فراحت تغرف الملايير دون حسيب أو رقيب وورطت معها المسؤولين في الإدارة والحكومة ووصلت إلى الرئاسة وتحكمت في القرارات السياسية والاقتصادية وإصدار القوانين وشارك السياسيون في الزردة عن طريق إنشاء مؤسسات لأفراد عائلاتهم أو الدخول في شراكة مع الخواص وتحويل المال العام لصالحهم عن طريق القروض والامتيازات والدعم والإعفاء من الضرائب وتضخيم الفاتورات وكلفة المشاريع العمومية وازداد النهب وعم الفساد الذي تحول لديهم إلى إدمان أو عادة يومية فأفرغوا خزينة الدولة من الدولار والدينار (...).