يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذا الأسبوع بأعضاء قياديين في ائتلاف المعارضة السورية بالعاصمة البريطانية، في مسعى لبحث سبل تسوية صراع دموي راح ضحيته أكثر من 70 ألف قتيل خلال عامين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي الذي أعلن عن هذا اللقاء في ختام جولته أمس إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وفلسطين 48، أن أحمد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف المعارضة السورية لن يكون حاضرا في هذه المحادثات التي سيشارك فيها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. وأضاف،”إننا نعمل حاليا على قائمة المشاركين”، في إشارة واضحة إلى دعوة شخصيات أو مسؤولين آخرين للمشاركة في الاجتماع.
وعاد رئيس الدبلوماسية الأمريكية ليذكر بموقف الرئيس الأمريكي من النزاع القائم في سوريا، وقال إن “الرئيس أوباما وأنا على السواء نفضل الحل الدبلوماسي للنزاع، يتم من خلاله نقل سلمي للسلطة في دمشق إلى هيئة مستقلة”. وأضاف أن “المشكل القائم هو عدم معرفتنا إن كان الرئيس بشار الأسد مستعد لنقل السلطة”.
وتخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن فكرة الخيار العسكري في سوريا الذي نادت به دول خليجية وأخرى غربية في بداية الأزمة كحل لإنهاء النزاع في سوريا، بعدما أيقنت مدى عواقب مثل هذه المغامرة الخطيرة. وهو ما جعلها تدافع بقوة عن الحل السياسي، حتى أنها لا تزال تصر على موقفها الرافض لتسليح المعارضة السورية، واكتفت فقط بتقديم الدعم الإنساني لها.
وتتزامن مساعي كيري في احتواء الأزمة السورية مع دعوة الأمين العام الأممي بان كي مون الحكومة السورية بالتعاون مع مهمة بعثة المحققين الأمميين المكلفين بتحديد ما إذا تم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا.
جاءت دعوة بان كي مون بعد رفض دمشق نشر البعثة، وفق الكيفية التي اقترحها الأمين العام الأممي الذي طالب بنشرها في كامل التراب السوري.
وقالت وزارة الخارجية السورية إن مون “ينصاع لضغوطات الدول المعروفة الداعمة لإراقة الدماء في سوريا”، دون أن يسمي دولة بعينها، لكن الإشارة كانت واضحة إلى الدول التي تدعم المعارضة السورية مثل قطر وتركيا وبعض الدول الغربية.
وذهبت الوزارة إلى التذكير، بأن دمشق هي من طالبت بإرسال بعثة تقنية نزيهة إلى قرية خان عسال بمحافظة حلب شمال البلاد من أجل التحقيق فيما حدث هناك، بعدما قالت إنه تم استهدافه بواسطة صاروخ يحمل مادة كيماوية سامة أطلقته “الجماعات الإرهابية”.
وتتبادل المعارضة المسلحة والسلطات السورية الاتهامات بشأن استخدام أسلحة كيماوية محظورة دوليا، في نزاع دام طال أمده والخاسر الأكبر فيه هو الشعب السوري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/04/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المساء
المصدر : www.el-massa.com