الجزائر

كيري يدافع عن حل الدولتين لإفشال المساعي الفلسطينية



كيري يدافع عن حل الدولتين لإفشال المساعي الفلسطينية
عاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ليدافع مجددا عن مبدأ حل الدولتين كخيار وحيد لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستة عقود. وقال في كلمة ألقاها بمركز سياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينغز "إن خيار الدولة الواحدة غير قابل للتطبيق، ولن يتم تسوية هذا الصراع من خلال اتخاذ خطوات أحادية الجانب، ولكن يجب أن يكون من خلال المفاوضات" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.وكانت الإشارة واضحة إلى رفض الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا طالما استأثرت بدور الوسيط في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية للمساعي الفلسطينية الرامية إلى وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإعلان قيام الدولة الفلسطينية.وهو المسعى الذي حظي بتأييد عدة برلمانات أوروبية في مقدمتها البرلمان السويدي والبريطاني والفرنسي والاسباني والبلجيكي في قائمة لا تزال مفتوحة، أعلنت جميعها اعترافها بدولة فلسطين المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وطالبت حكومات بلدانها باتخاذ قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية كما فعلت الحكومة السويدية مؤخرا.وهو ما أخلط حسابات حكومة الاحتلال ومعها الولايات المتحدة التي وجدت نفسها هذه المرة في مواجهة موقف أوروبي موحد، ومقتنع بأن الوقت قد حان لإعلان قيام الدولة الفلسطينية. وأكثر من ذلك مقتنع بأن مفاوضات السلام التي دامت لأكثر من 20 سنة دون تحقيق الهدف المراد منها لم تعد تجدي نفعا بالنظر الى تغير المعطيات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.وهي حقيقة يدركها جيدا وزير الخارجية الأمريكي، الذي أعرب عن اعتقاده بأنه لا تزال هناك إمكانية لتحقيق السلام لكن من خلال طرح فكرة جديدة بالتعاون مع مصر والأردن وغيرهما من دول المنطقة، التي يراهن عليها لمساعدة إدارة بلاده لتحقيق ذلك.وهو ما يؤكد أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على الاستفراد في الإشراف على مفاوضات السلام بعدما فشلت مساعيها طيلة السنوات الماضية، وهاهي الآن تبحث عن شركاء لإقناع الطرف الفلسطيني بالعدول عن مبادرته في افتكاك اعتراف أممي بدولته، والعودة مجددا إلى طاولة حوار لم يعد هناك مجال للشك انه عقيم، ولن يؤتي ثماره أبدا في ظل استمرار الانحياز الأمريكي المفضوح الى جانب المواقف الإسرائيلية المتعنّتة.نقطة سوداء سعى رئيس الدبلوماسية الأمريكي، للتغطية عليها بعدما أكد انه بالرغم من العلاقات القوية التي تربط الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن واشنطن ستظل على خلاف مع إسرائيل بشأن قضية المستوطنات التي أقرت بأنها "تقوّض فرص السلام وتعمل على عزل إسرائيل عن المجتمع الدولي".لكن ما لم يشأ أو بالأحرى لم يجرأ كيري، على قوله أن بلاده لا يمكنها اتخاذ أي إجراء ملموس لحمل إسرائيل على الانصياع إلى الشرعية الدولية، على اقل بخصوص وقف الاستيطان الذي تجمع كل المجموعة الدولية على عدم شرعيته.فكم من مرة تلقى كيري، ضربات موجعة على يد الحليف المدلل للولايات المتحدة بإعلان إسرائيل لمشاريع استيطانية ضخمة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، في أكثر الأوقات حساسية من مسار التسوية السلمية التي كانت تشرف عليه الولايات المتحدة.وكم من مرة عاد كيري، من منطقة الشرط الأوسط خاوي الوفاض وهو يجر أذيال الخيبة بعدما اصطدمت مقترحاته وجهوده بحجر الصد الإسرائيلي التي لا تؤمن إلا بمصالحها.لكن ورغم ذلك فوزير الخارجية الأمريكي، أقر بأن استمرار التوتر بنفس الشدة التي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس المحتلة، في الفترة الأخيرة من شأنه أن "يشعل نار مستعرة". وهو ما جعله يؤكد على "ضرورة أن يبذل الجميع قصارى جهودهم لمنع سقوط مزيد من أرواح الأبرياء، والعمل على تهدئة التوتر حتى لا يتحول الى فلتان أمني شامل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)