كشفت الروائي لحبيب السايح النقاب عن روايته الجديدة بعنوان ”كولونيل الزبربر”، بعد عقد أمضاه قبل أيام مع دار الساقي اللبنانية، حيث يرتقب نزولها إلى مكتبات الجزائر والعالم العربي ولندن خلال المنتصف الأولّ من 2015.رواية ”كولونيل الزبربر” تعدّ الثانية التي تنشر له خارج الجزائر، بعد ”الموت في وهران” الصادرة عن دار العين المصرية في 2013.عن نصه الروائي الجديد ”كولونيل الزبربر”، قال الروائي والكاتب الحبيب السايح في تصريح ل”الفجر”: ”لعلّ رواية ”كولونيل الزبربر” تكون أولّ نص جزائري يتجرأ على المسكوت عنه وعلى المحظور في حرب التحرير وما ترتب عنها بعد الاستقلال”. وأضاف السايح: ”هذا النبذة المقتضبة جدا لا تفي بتفاصيل التاريخ والحب والموت التي يتشكل منها النص”، مؤكدا أنّه لا يمكن أن يقدم تفاصيل كثيرة عنها”. ومما جاء في العمل ”.. في الرابعة والثلاثين من عمرها، تتكشف طاوس الحضري، الطبيبة المتخصصة في طب الأطفال، المقيمة في الصحراء مع زوجها منذ ستة أعوام، حياة جدها مولاي الحضري الضابط السابق في صفوف جيش التحرير الوطني الجزائري خلال حرب التحرير ”1954-1962”، الذي يغادر الجندية والسياسة، عقب الاستقلال، احتجاجا على إعدام حكومة الاستقلال لأصغر ضابط برتبة عقيد في صفوف جيش التحرير والجيش الوطني الشعبي في 1964، بتهمة الخيانة والانفصالية. ويترك لنجله ”والد طاوس” جلال الحضري، المكنى كولونيل الزبربر، كراسة كان سجل فيها خلال الحرب، يومياته المطبوعة بشراسة الحرب وفظاعة الموت ومشاهد التعذيب في كلا المعسكرين والإعدامات بالسلاح الأبيض لعناصر الحرْكى خاصة والتصفيات الفردية التي طالت الجنود والضباط أنفسهم بتهم مختلفة، وتعدت إلى طلبة الجامعة الملتحقين بصفوف جبهة التحرير بدعوى أنهم مندسون وكذا التصفيات الجماعية بتهمة الموالاة للعدو، سلمها إياه قبل وفاته في المستشفى العسكري، مرفقة بشهادة من طبيب جزائري متزوج بفرنسية، يعالج جرحى جنود جيش التحرير سريا، يسرد فيها وقائع من الحرب داخل الجزائر العاصمة والأعمال الإرهابية للمنظمة المسلحة السرية، المعروفة ب OAS، التي اغتالت المدنيين وفجّرت المقرات وأحرقت المكتبة المركزية قبل التحاقه نهائيا بجيش التحرير في جبال الزبزبر. إنها يوميات كولونيل الزبربر ”نسبة إلى جبال الزبربر أحد معاقل جيش التحرير خلال الحرب الذي يتحول في 1992 إلى أهم موقع للجماعات المسلحة) منذ طفولته، مرورا بمدرسة أشبال الثورة فالتحاقه بأكاديمية شرشال لمختلف الأسلحة، وصولا إلى ضخه في الميدان العملياتي ليكون أول ضابط يشكل فصيلة متخصصة في مواجهة الجماعات المسلحة ”1992-2012” وانتهاء بإحالته على القاعد ليشرع في كتابة مذكراته، بوقع الحزن والفجيعة والعزلة؛ لفقده ابنه ياسين، الضابط في صفوف الأمن الذي يُقتل في محاولة لتحرير رهائن من قبضة جماعة مسلحة، وبعده لفقده زوجته باية. إنه الآن جالس وحيدا، في جنينة فيلّته بأعالي العاصمة، في مساء يوم الخامس جويلية المصادف الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وقد اعتذر لمصالح رئاسة الجمهورية عن حضوره الحفل التقليدي، لأنه لم يعد مقتنعا بمثل تلك المراسم؛ إنه يكتب خيبته. وها هي طاوس ابنة كولونيل الزبربر تقرأ ذلك كله تحت وطأة خيبة أعظم. إنها قصة الانكسار الذي بدأ غداة الاستقلال واستمر حتى الآن..”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسان مرابط
المصدر : www.al-fadjr.com