معهد العلوم السياسية الجديد لم يمض على انجازه سوى ثلاث سنوات حتى تكشفت العيوب فيه، بعض الجدران فيه تشققت و مياه الأمطار تتسرب فيه بكثرة، والأمر لا يتوقف على هذا الصرح العلمي فقط، بل حصل في عمارات في قسنطينة تم هدمها بعد انجازها بسبب "البريكولاج" في البناء، وسياسة " كور وارمي للأعور" التي تميز حياتنا في البلاد بطولها وعرضها، لدرجة أن أمور كثيرة لا تبنى على أساس متين حتى مطاعم الأطفال في المدارس تمارس هذه السياسة، فالدولة تصرف على تغذية التلاميذ الشيء الفلاني ولكن بعض المطاعم في المدارس لا تقدم سوى بعض الجبن والخبز الجاف، والأمر نفسه يتكرر بنفس السياسة في الأسواق أين يباع للمواطن مواد منتهية الصلاحية، وأعوان الرقابة التي تشغلهم الدولة وتدفع لهم الشيء الفلاني كل شهر، وتوظف منهم عشرات ومئات كل عام كمن "لا شاف ولا درى " كما يقول الأشقاء في مصر، ولو كانت سياسة " كور وارمي للأعور" تتكرر في مناسبات قليلة وتحدث "تحت تحت " لهان الأمر ولقلنا أنها حالات شاذة ، لكنها صارت سياسة قائمة بذاتها، تنتشر بالطول والعرض في الشرق والغرب، ولا تعلق وربما الشاذ بعدما كان لا يقاس عليه صار لا تعليق عليه لتصير كل حياتنا شاذة من جبنا أطفالنا إلى سكناتنا التي يعبث بها المقاولون إلى كل مناحي الحياة التي تخصنا كشعب وكأفراد، والسؤال متى تنتهي سياسة " كور وارمي للأعور".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/10/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : ليلى نوران
المصدر : www.elmassar-ar.com