الجزائر

كمين القاهرة !



كمين القاهرة !
يعلم الجميع أن مصر لم تعد آمنة على المقاومة ولا أمينة على قضايا الأمة.. فقد اختار النظام الانقلابي في مصر معسكره، وآثر أن يقف إلى جانب إسرائيل محرضا ومشجعا ومؤيدا ومؤازرا للكيان الصهيوني في حربة العدوانية على غزة.. وعليه لم تعد مصر مؤهلة ولا مقبولة لأداء دور الوسيط، ولا للقيام بمساع حميدة، لأنها لم تعد تكتفي بالانحياز إلى إسرائيل فحسب، بل أصبحت تبدي عداء كبيرا وحقدا أكبر على المقاومة وخاصة حماس..والحال هذه هل أخطأت المقاومة في قرارها المشاركة في محادثات القاهرة ضمن الوفد الفلسطيني، وهي تدري أنها ستكون في محيط معاد، ومع شركاء لا يؤتمن جانبهم، مراقبة في كل مكان تحت أعين مخابرات الانقلاب التي تترصد ممثليها في تحركاتهم وسكناتهم، ولا تفوت شاردة ولا واردة إلا سجلتها؟.. لا يبدو أن أمور مثل هذه تغيب عن ذكاء هؤلاء المحنكين الاستراتيجيين من قادة حماس والجهاد والمقاومة الباسلة التي دوخت الجميع، لكن لماذا المغامرة بالتوجه إلى القاهرة؟على ضوء الاعتراف الصهيوني بوجود حلف إقليمي بين إسرائيل ودول المنطقة والمشكل حسب معظم المتابعين من مصر والأردن والسعودية والإمارات، فإن الذهاب إلى القاهرة لا يختلف كثيرا عن الذهاب إلى تل أبيب، لكن كياسة وفطانة المقاومة وبعد نظرها جعلها أحرص ما تكون على تفويت الفرصة على المتربصين، وضرورة تجاوز كمين القاهرة وإفشال مفعوله.. المقاومة تدري جيدا إن هي رفضت التوجه إلى القاهرة أنها ستُتهم برفض وقف إطلاق النار، وتُحمل كل الأوزار وتُسهل على الكيان وحلفِه إدانَتَها، لذا فقد آثرت المشاركة لتُقيم الحجة على الجميع، رغم ما تتضمنه هذه الخطوة من مخاطر تلغيم الوفد بتفجير خلافات بين مكوناته خاصة وأن منهم من يتبنون موقف القاهرة، وهذا أقصى ما يمكن أن تجنيه المقاومة من فخ القاهرة لأن نظام الانقلاب مصر على نصرة إسرائيل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)