''كمال لموي كان سببا في مغادرتي للمنتخب الوطني'' اللاعب الدولي السابق عبد الرزاق بلغربي

لم أكن أتناول الحبوب التي كان يقدمها لنا الطبيب الروسي
ارتبط اسمه بفريق أولمبي الشلف، وعشقته جماهيره، لأنه كان أحد أحسن المدافعين في الجزائر سابقا، غير أنه لم يحالفه الحظ في التألق مع المنتخب الوطني، الذي غادره بسبب المدرب كمال لموي، على حد قوله.
بدأ ممارسة كرة لقدم كباقي الأطفال في الشارع منذ الخامسة من عمره وأمضى أول إجازة مع أصاغر آمال صاعد أولمبي الشلف وتدرّج في فئات الشباب إلى أن لعب مع الأكابر في منصب وسط ميدان دفاعي، وهو لايزال في صنف الأواسط، حيث كان المدرب سحايلية وراء ترقيته العام 1982، الذي تزامن مع صعود الأولمبي إلى القسم الوطني الأول. وكانت أحسن مقابلة للمدافع عبد الرزاق بلغربي ضد مولودية وهران بملعب امعمر ساحلي بالشلف ''فزنا بثلاثة أهداف مقابل اثنين، وسجلت حينها هدفين في مرمى الحارس سبع البشير''، على حد قول محدثنا الذي سجل 40 هدفا خلال مسيرته الكروية، التي كانت خالية من البطاقات الحمراء، رغم كونه مدافعا أوسط.
اللقاء ضد كوت ديفوار أحسن ذكرى.. وتضييعه لضربة جزاء الأسوأ
لعب عبد الرزاق بلغربي في المنتخب الجامعي، وشارك في عدة دورات، تحصل على جائزة أحسن لاعب في دورة ''جاكرتا'' بماليزيا العام 1985، ما جعله يتلقى دعوة من الناخب الوطني رابح سعدان للمشاركة في مونديال المكسيك العام ,86 وبعدها كان له شرف المشاركة في دورة المغرب لكأس أمم إفريقيا 1988، حيث تبقى مقابلة كوت ديفوار أحسن ذكرى بالنسبة إليه مثلما يقول عنها ''حتى الصحافة الفرنسية تحدّثت عنّي
في حيّز كبير في أسبوعية (فرانس فوتبال)، بقلم الشهير جون مارك فيو. كما لن أنسى المباراة التي أديتها ضد نادي ليل الفرنسي، الذي كان يلعب له الأرجنتيني بوروشافا، الذي قام بتحيتي في نهاية اللقاء''.
أما أسوأ ذكرى بالنسبة إليه، فهي تضييعه لضربة جزاء في ذات الدورة برسم الدور نصف النهائي، ليحترف بعدها صخرة دفاع الأولمبي خلال موسم 91/92 في النادي الصفاقسي التونسي، حيث أطلق عليه اسم ''مقام الشهيد'' في البطولة التونسية، مشيرا إلى أنه عاش أياما حلوة، رغم أنه لم يعمّر هناك طويلا.
لعب في تونس مع مغارية وهما صائمان
يتذكر بلغربي أن رئيس النادي الصفاقسي إسماعيل بقلوطي طلب منه الإفطار في لقاء النادي الإفريقي الذي كان يلعب له زميله مغارية، لكنه رفض جملة وتفصيلا، ووصل به الحد إلى تهديد الإدارة بالعودة إلى الجزائر، ''ما جعل أعضاء المكتب يتراجعون عن مطلبهم. وما زاد في تعجب مسؤولي الفريقين، أننا اللاعبان الوحيدان اللذان خاضا اللقاء صائمين، وكنا الأفضل في الميدان، ما جعل مسيري فريقي يتقدمون باعتذار رسمي إلي''.
ولن ينسى المدافع عبد الرزاق بلغربي خروجه المبكر من المنتخب الوطني وكيفية مغادرته، مثلما يقول ''بسبب كمال لموي طلّقت المنتخب الوطني، لأنه كان يريد أن يحطّمني دون سبب، حيث طلب مني في إحدى المقابلات اللعب كظهير أيمن، فرفضت لأنني لا أستطيع اللعب في غير منصبي، وكان يعاملني معاملة ليست كالبقية، ما جعلني أكره الكرة بسببه، ورغم ذلك فأنا لست حاقدا عليه، لأنه من سمة المسلم العفو''.
الطبيب الروسي قدم لنا حبوبا على أساس فيتامينات فتناولها البعض وعزف عنها آخرون
أما عن القضية التي أسالت الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة، والمتعلقة بالحبوب التي كان يتناولها لاعبو المنتخب الوطني في الثمانينيات، فقد أوضح بلغربي قائلا ''أثناء تواجدنا مع المنتخب الوطني، كان الطبيب الروسي يقدّم لنا حبوبا على أساس أنّها فيتامينات، فتناولها البعض وعزف البعض الآخر عن أخذها، مثلما كنت أفعل أنا. لكن التّحاليل التي أجراها الطبيب الفرنسي الذي أجرى الكشف على اللاعبين أثبتت ارتباط المنشّطات بإنجاب خمسة من زملائي لأبناء معاقين. وعليه، فإن زملائي لا يبحثون عن التعويض بقدر ما يريدون فتح تحقيق في الموضوع لتقصّي الحقيقة ومعاقبة المتسبّبين في حال ثبوت هذه الشّكوك. من الصعب أن يكون لديك معاق في البيت، وما أرجوه هو أن يتجاوز زملائي هذه المحنة''.
أولمبي الشلف دائما في القلب والقدامى ليسوا من المعارضة
يختم بلغربي لقاءه مع ''الخبر'' بالحديث عن فريق القلب، أولمبي الشلف ''لعبت في الأولمبي بقلبي، وعندما أتلقى التحية من الأنصار أفرح كثيرا، لأن لديهم مكانة خاصة في قلبي، فمحبّة الناس لا تباع ولا تشترى، والحمد لله أبقى أفتخر بمحبّتهم لي، ما يدل على أنني أعطيت كل ما عندي لفريقي أولمبي الشلف''. أما عن اتهام بعض الأطراف للاعبين القدامى بالمعارضة، فيقول عبد الرزاق ''مروّجو هذا الكلام ليست لهم علاقة بكرة القدم، ولا بفريق أولمبي الشلف، لأنه لا يعقل أن يكره القدامى الفريق الذي تربوا فيه، بل إنهم على استعداد لتلبية الدعوة لإفادة الشباب بخبرتهم''، على حد قول بلغربي الذي يبقى يتابع أخبار الفريق عبر الصحف والمواقع الرياضية.