الجزائر

كمال راشدي أستاذ العلاقات الدولية بكلية الإعلام والعلوم السياسية بالعاصمة: الإخوان لا يقدرون السلطة جيدا عندما يكونون خارج الحكم



يرى أستاذ العلاقات الدولية بكلية الإعلام والعلوم السياسية بجامعة الجزائر أن الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم في معظم دول الربيع العربي، لا يقدرون السلطة حق تقديرها عندما يكونون خارج الحكم، مشيرا إلى أنه كان ينبغي عليهم توضيح مشروع المجتمع الذي يريدون إقامته قبل الانتخابات. وقال راشدي في هذا الحوار، إن ممارستهم للسلطة في هذه الدول، على غرار مصر وتونس، وما أعقب ذلك من مواجهات مع عدد من التيارات الأخرى، الحاضرة في المجتمع، يدفع للإعتقاد بأن تجربة حكم الإخوان فاشلة وأنه لابد من إجراء انتخابات مبكرة.
“الجزائر نيوز": هل يمكن تفسير الأحداث الحالية في دول الربيع العربي التي فاز في معظمها الإخوان المسلمون بالانتخابات على أنها تضعضع لحكمهم في ظل الأحداث التي شهدتها خاصة مصر وتونس؟
هذه الأحزاب الإسلامية عامة، والإخوان المسلمون خاصة، لا يقدرون السلطة حق تقديرها عندما يكونون خارج الحكم، وهم ليس لهم برنامج واضح ومحدد المعالم، لذا عندما يصلون إلى السلطة يقومون بسن قوانين تبحث عن إقامة “الدولة الإسلامية" وهو ما حدث في مصر تحديدا، لكن لا ننسى أن في هذا البلد الملايين من الأقباط المسيحيين، كما أنه يمكن اعتبار ما حدث نوعا من التفرقة والتمييز تجاه الأقليات، أما في تونس فإن راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة قد عاش لسنوات طويلة في بريطانيا وهو يحاول تقريبا مسك العصا من الوسط وعدم التصادم مع جزء من المجتمع التونسي، ورغم أن النهضة التي حازت على الأغلبية في الحكم بهذا البلد، لم تقم فعليا بسن قوانين تتعارض مع ميولات شريحة معينة أخرى من المجتمع، إلا أن اغتيال شكري بلعيد المعارض اليساري التونسي البارز، ألب الرأي العام ضدها، وهنا يمكن القول أن ما حدث للنهضة في تونس هو آلية أخرى لتأليب المجتمع ضد الحركة.
في رأيكم ماذا كان ينبغي على الإخوان المسلمين في هذه البلدان عمله، وماذا كان ينبغي عليهم تفاديه؟
أول شيئ كان ينبغي عليهم عمله هو توضيح مشروع المجتمع الذي يريدون إقامته، وهذا المشروع يكون قبل الانتخابات حتى يكون الناس على بينة منه، لاحظ أنه أعطيت في مصر صلاحيات لرئيس الجمهورية “إخواني" وكأنه حاكم في هذا البلد وقد حدث ذلك في إطار بناء “الدولة الإسلامية". ثاني شيئ يتعين الإشارة إليه هو عدم دراسة التركيبة الاجتماعية بشكل معمق، وفي ليبيا مثلا لم يفز الإخوان المسلمون في الانتخابات بعدما رأى الليبيون ما حدث في مصر أين اصطدم الإخوان المسلمون بشرائح واسعة من أنصار النظام القديم، والمسيحيين الذين أعطيت لهم بعض الحقوق، فضلا عن فئة ثالثة هي شريحة شباب الأنترنيت. وبالنسبة لسؤالكم دائما عما كان ينبغي تفاديه.. فالجواب هو الإرتجالية والعمل على تقدير ممارسة السلطة في الدولة، وذلك مع الإدراك التام أن المجتمعات التي يحكمونها ويعيشون فيها هي مجتمعات متعددة وتسمح بسلوكات معينة، وذلك يكون من خلال دراسة شاملة تعمل على إبراز جميع العناصر والمعطيات على غرار المتطلبات والحقوق في الداخل والخارج.
على ضوء هذه الأحداث في دول الربيع العربي التي وصل فيها الإخوان المسلمون إلى السلطة، كيف ترون مستقبلهم عموما؟
هناك بعض الدراسات تشير، مع التحفظ طبعا، إلى أن هذه الأحزاب في حالة حصولها على السلطة فإنها تصطدم بتيارات كثيرة في المجتمع، وهناك من يدفع إلى تجربة فاشلة لهذه الأحزاب.. هناك النظام القديم وأصحاب المصالح، وربما الأقليات أيضا، فضلا عن الأحزاب الدينية الراديكالية التي تزيد الطين بلة، وفي مصر فإن محاولة الإخوان التموقع بقوة في السلطة يدفع للإعتقاد بأنه لن يكون هناك تداول سلمي عليها، كما أن ممارسة هذه السلطة وما أعقب ذلك من مواجهات يدفع للإعتقاد بأن التجربة فاشلة وأنه لا بد من إجراء انتخابات مبكرة.
حاوره: عزيز. ل
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 2
إقرأ أيضا:
* إدارة وزارة الخارجية تشن هجوما مضادا على المضربين وتؤكد: الاضراب غير شرعي ولم تتجاوز نسبته 10 بالمائة ولم يشمل السلك الدبلوماسي
* بعد التوترات الأخيرة في دول الربيع العربي .. زمن سقوط الإخوان..؟
* الإخوان يعيدون إنتاج “النظم المستبدة" بطريقة جديدة
* الإسلاميون في إدارة شؤون دول الربيع العربي؟.. الشارع السياسي يخلط حسابات الإخوان...
* زوبير عروس، الباحث في علم الاجتماع السياسي ل “الجزائر نيوز": الإسلاميون الذين تولوا الحكم لم يكونوا مستعدين لمعالجة الملفات الكبرى
* الناشطة الحقوقية حياة الرايس ل “الجزائر نيوز": الإسلاميون قد يكونوا مناضلين لكنهم ليسوا سياسيين ناجحين
* الأرصاد الجوية تتوقع أن تشمل 11 ولاية.. عودة موجة البرد والثلوج تتسبب في قطع 14 طريقا في 5 ولايات
* بعدما كان مقتصرا على الأساتذة الجدد فقط.. وزارة التربية تعمّم التكوين المتخصص على جميع المربين
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)