لا شكّ في أن الصداقة هي أثمن العلاقات الانسانية على الاطلاق. لكن النظرة الى مفهومها تختلف بين شخصٍ وآخر. فمنهم من يعتقد أن مفهومها يختزل في شخصٍ واحد. آخرون لا يحصرونها بعددٍ معيّن، فتجدهم يشرّعون أبوابهم لكلّ من يحبّذ التقرّب منهم، وتراهم مستعدين لخوض تجارب تعارف لا تحصى. فيقال إنهم محبوبون وجماهريون. لكن هل ذلك عاملٌ ايجابي؟ ليس في كلّ الأحيان. لأن كثرة الأصدقاء تشبه ندرتهم. لا بل انها قد تؤدي الى كسر المعنى الحقيقي للصداقة. ليس لأن العدد له أهميّة مرجوّة، ولكن لأن لمفهوم الصداقة شروطًا ومبادئ ومعايير في حال فقدت، تتحوّل الى مجرّد علاقات عابرة لا زبد لها ولا طعم. من هنا يفضّل أن لا يتجاوز عدد الأصدقاء المقرّبين عدد أصابع الايدي، فيما يحتفظ كلّ شخص بصديق واحد أوحد يعتبره الأقرب اليه على الاطلاق. من هنا ضرورة التنبه الى النقاط التالية:
• الأصدقاء الحقيقيون ينتقيهم الزمن
العِشرة هي أساس في تحديد اذا كان هذا الشخص مؤهلاً ليكون صديقاً مقرّباً أم مجرّد شخصٍ تجمعنا به معرفة سطحيّة. هذا يعني أن أصدقاء الطفولة الذين سبق أن عزّزتم علاقتكم بهم منذ عشرات السنوات هم الأكثر أهلية لنيل ثقتكم ومعرفة تفاصيل مشكلاتكم الحياتية. أما معارفكم الجدد، فيبقون محطّ شبهة حتّى اشعارٍ آخر. على الأقل حتّى تتمكنون من معرفة خبايا حياتهم الخاصة والدخول في منعطفات علاقتهم بأهلهم ومحيطهم الاجتماعي. وعادةً ما تعكس علاقة الفرد بأهله وكيفية التعامل بين أفراد الأسرة الواحدة، حقائق حوله ما يهوّن عمليّة اتخاذ القرار حول اعطائه فرصة ليكون جزءً من حياتنا ام لا.
• الأخطاء الساذجة ليست مقياساً لاتخاذ المواقف
قد يُخطئ أحد أصدقائك بحقك وقد تضرّر شخصياً بفعل خطئهم هذا، لكن ذلك لا يعني ان عليك محوهم من حياتك والابتعاد عنهم نهائياً، في حال كان خطأهم ساذجاً أم غبياً. خصوصاً في حال كنت تدري شخصياً مدى طيبتهم وتفانيهم تجاهك. لكن لا بد من اتخاذ الموقف واعطائهم الفرص وارشادهم لتصحيح مسارهم. لأن قراراً سلبياً واحداً قد يؤدي الى محو أثر علاقةٍ ايجابية، قد لا تتكرّر أبداً. فيما عليك الابتعاد عن اولئك الذين لا يستعدون للتفاني والتضحية في سبيلك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2016
مضاف من طرف : nemours13
المصدر : يومية النهار اللبنانية