الجزائر

كلمة ذكرت مرة واحدة في القرآن الكريم



هذه قصة نزول سورتها
كلمة ذكرت مرة واحدة في القرآن الكريم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ في آيات سورة الإخلاص أوصاف الله سبحانه وتعالى وهي من أشهر وأبرز سور القرآن الكريم بل تعدل ثلث القرآن كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَة ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ وفي السورة كلمات تعد من غريب القرآن الكريم وهي كلمة الصمد .
يقول الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري أستاذ الدراسات القرآنية السعودي إن كلمة الصمد لم تتكرر في القرآن الكريم كله سوى في سورة الإخلاص و الصمد هي وصف من أوصاف الله سبحانه وتعالى ويُقال أن من أسباب نزول تلك السورة أن المشركين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصف لهم ربه فنزلت هذه السورة ويؤيد ذلك ما ذكره الطبري في تفسيره من قول المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم أنسب لنا ربك فأنزل الله: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ويعلق الطبري: لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله جلّ ثناؤه لا يموت ولا يورث (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) ولم يكن لَه شبيه ولا عِدل وليس كمثله شيء .
ويوضح البكري أن الله الصمد تعني أنه هو السيد الذي تصمد إليه الخلائق بحاجاتها وتصمد أي تقصد فالعرب في الجاهلية كانوا يسمون السيد الشريف بالصمد ويسمون بيته بالبيت المصمد ولذلك في معلقة طرفة بن العبد يقول:
وإن يلتقِ الحيُّ الجميعُ تلاقني إلى ذروةِ البيتِ الرفيعِ المُصَمَّد
والمصمد هو المقصود أي يأتيه كل الناس لأن الله سبحانه وتعالى يقصده الخلائق كلهم بالدعاء والسؤال سمى نفسه بالصمد يستطرد البكري في شرحه لمعنى الصمد قائلًا ان بعض المفسرين يقولون أن الصمد هو الذي لا جوف له وفي بعض الأقوال الذي لا يطعم الطعام والله قد وصف نفسه أنه يطعم ولا يُطعم وحين تحدث عن سيدنا عيسى قال: مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ويقول البكري أن هذا معنى آخر للصمد وهو المقصود الذي يقصده الناس بحاجاته ولا يحتاجهم هو في شيء أما المعنى الرئيسي لهذه الآية أن الله هو السيد العظيم الذي تقصده الخلائق لحاجاتهم.
*الصمد في بعض كتب التفسير
ينقل ابن كثير في تفسيره ما قاله ابن عباس في تفسير الصمد بأنه: هو السيد الذي قد كمل في سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحليم الذي قد كمل في حلمه والعليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد وهو الله سبحانه هذه صفته لا تنبغي إلا له ليس له كفء وليس كمثله شيء سبحان الله الواحد القهار .
ويضيف القرطبي في تفسيره عدة معان أخرى للصمد إلى جانب أنه من يصمد إليه في الحاجات فيقول أن تفسيره ما بعده لم يلد ولم يولد استنادًا لقول أبي بن كعب: الصمد : الذي لا يلد ولا يولد لأنه ليس شيء إلا سيموت وليس شيء يموت إلا يورث ونقل القرطبي كذلك تأويل أبو هريرة أن الصمد: المستغني عن كل أحد والمحتاج إليه كل أحد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)