بسم الله الرحمن الرحيم
يقُولُ العَلاَّمَة الأندَلُسِي التِلمْسَانِي قُطبُ الأقطَاب الوَلِي العَارِفِ بالله أبو مدين الغوث رضي الله عنه.
أُحِبُ لِقَاءَ الأحْبَابِ في كُلِ سَاعَةٍ
لأنَ لِقاءَ الأحْبَابِ فِيهِ المَنَافِعُ
أيَا قُرَة العينِ تَا اللهِ إنَنِي عَلَى
عَهْدِكُمْ بَاقِي وفِي الوَصْلِ طَامِعُ
لَقَدْ نَبَتَتْ فِي القَلْبِ مِنكُم مَحَبَةٌ
كَمَا نَبَتَتْ فِي الرَاحَتَينِ الأصَابِعُ
حَرَامٌ عَلَى قَلبِي مَحَبَة غّيْرِكُمُ
كَمَا حُرِمَتْ علَى مُوسَى المَرَاضِعُ
سيدي صاحب الفخامة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة،
سيدي الرئيس أحمد بن بلة ،
معالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة،
أصحاب المعالي الوزراء،
أصحاب السعادة السفراء،
أصحاب السيادة رؤساء الوفود،
السيدات و السادة ضيوف الجزائر وتلمسان تاج الثقافة الإسلامية،
الحضور الكريم،
السلام عليكم و رحمة الله
بِدايةً أرحِبُ أعْبَقَ وأزْكَي وأرَّقَ تِرْحَاب بِضُيوفِ الجزائر الأكَارِم، أَهْلنَا الذِينَ شَرَفُونَا بِحُضُورهم وتلبيتِهم الدعوة ومُشاركَتِنَا نَشْوَةَ اِحْتِفَائِنَا واحتِفَالِنَا بِتَتْوِيجِ تِلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2011، وأُسدِي للجميع خَالصَ الشكرِ والامتنان، فَهُو تَقدِير مِنهم لمكَانَةِ الجزائر دَولةً وشعبًا ولهذهِ المدينة العَرِيقَة الجَمِيلَة التي كَانَت ورَجَعَت تُنِيرُ بإشْعَاعِهَا الثَقَافي عَلَى المنْطقَة والعَالَم، مِثلَمَا سَبقتْهَا لذلك الجزائر العاصمة حِين كانت عاصمةً للثقافة العربية سنة 2007 تُشِعُ بألوَانهَا الزَاهيَة في فَضَاءَات الثَقَافة الرَحبَة ولَمْ يَخْمَدْ لَهيبُهَا مُذْ ذَاكْ فَاحتَضَنَت المهرجان الثقافي الإفريقي الثَاني سنة 2009 ، لتَزدَادَ مَكَاسبُ الجزائر الثَقافية بمَا تَحَقَقَ ويَتَحَقَقُ اليَومَ في تلمسَان من إنْجَازَاتٍ ضَخْمَة وَمَا شُيدَ ويُشَيَدُ عَلَى أَرْضهَا من صُروحٍ ثقَافِيةٍ وحَضَارِيَةٍ وَمَا رُمِمَ وَيُرَمَمُ فِيهَا مِن مَعَالِمَ ومَواقِعَ تَاريخِية تَبقَى شَاهِدَة عَلَى شُمُوخِ الإنْسَان الجَزَائِرِي بالأمْسِ وَاليَوم وغَدًا، نَعَم فَالأرقَامُ لِوَحْدِهَا تَروِي كَيفَ رَفَعَتْ عَاصِمَة الثَقَافَةِ الإسْلاَمِية التَحَدِي فَاسْتَجَابَ القَدَر.
نَعَم الأرقَام تَقُولُ أنَ تِلمسان إِزْدَانَتْ بِعَشْرِ فَضَاءَاتٍ ثَقَافِيةٍ جَدِيدَة، وأنَهَا ابْتَهَجَتْ بِبَرنَامَجِ تَرمِيمِ 99 مَوقعًا ومَعلَمًا أثَرِيًا، وأنَهَا شَهِدَتْ وتَشْهَدُ نَشْرَ وإصْدَارَ 365 عُنوانَ كِتَاب، و48 فِيلمًا وَثَائِقِيًا حول تلمسان، و19 مسرحية، وأكثرَ مِن أثنَي عَشَرَ مُلتقًا دوليًا، وحَوَالِي 200 جَولةٍ فَنِية تَجُوبُ تلمسان وكل الولايات المُحِيطَةِ بِها، وَغَير ذلك كَثِير.
ومَا كَانَ لِكُلِ هَذِهِ المشاريع والانجازات التَاريخية لتَكُونَ لَولاَ حِكْمَةِ وَرَشَادِ وَسَدَادِ رَأيِ بَانِي نَهْضَةَ الجَزَائرِ الحَدِيثَة فَخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الذي نَذَرَ نَفْسَهُ لِبنَاءِ جَزائِرَ أَصِيلَة ومُتَشَبِثَةَ بِجُذُورها ومُتفَتِحَة علَى العالم، جزائر أمَازِيغِيَة الأَصْل عَربية اللِسَان ومُسلِمَة الرُوح ومُتقَبِلَة للآخَر، جَزائر عَصْرِية حَدِيثة، مُتَصَالِحَة مَعَ ذَاتِهَا وَمَعَ الآخَر، فَخُورَة بِتنَوُعِها الثقافي الثَرِي، جَزائر مَفْتُوَحَةٌ سَمَائُها على حُرية التَعبِيرِ والإبداع، جزائر تُحَقِقُ الأمنَ والأمَان والتَقدُم والرُقَي لِشْعبِها وتُسْهِم في تَحقيقِ السَلاَم والاستقرار من حَولهِا.
إنَ اهتِمَامَ فَخامَتِكُم الخَاص والمُتَمَيِز والأهمِية التي أعطَيْتُمُوها لقطاعِ الثقافة بِتَسْخِيرِكُم للشُروط والظُروفِ المَادية والبَشَرِية الهَامَة وخَاصة بِتَوفِيرِكم للمُنَاخ السياسي اللاَزمِ لضمانِ حُرية الإبداع والتعبير التِي تُعتَبر أكسجين المبدعين، تَنِمُ عَن رُؤْيَةِ الحَكِيمِ وحِنكَةِ السِيَاسِي وعَبْقَرِيَةِ المُثَقَفِ الذِي يَسْتَشْرِفُ الآفَاق لِيَرسُمَ لوَطَنِهِ المُستقبَلَ الآمِن ويُبَشِرَ شَعبَهُ بِالغَدِ الأفضَل.
فَبِاسمِ الثقافة التِي انْتَعَشْت وَارْتَقَتْ وَعَاشَتْ أَحْلَى أيَامِ كِبرِيَائِهَا وَعِزَتِهَا فِي عَهدِكُم، وَبِاسمِ أَهلِهَا الذِينَ أَعَدْتُمْ الكَرَامَةَ والاعْتِبَارَ والتَقْدِيرَ لَـهُم فَعَادَت إلَيهِم رُوحُ الإبدَاعِ مَن جَدِيد، فَكَانَت مَلحَمَة العَطَاءِ، نَتَشَرفُ بِأن نَرفَعَ إلى مَقَامِ فَخَامَتِكُم سَيدي الرئيس خَالصَ الامتنَانَ والشُكر المُعَطَرِ بَصَادِقِ العِرفَان.
سَيدي الرئيس، إن تِلمسان اليوم وهِيَ عاصمة للثقافة الإسلامية تَبْتَهِجُ بِاحتِضَانِها لفخامتكم قَائِدًا رمزًا أعْطَى لِلعِلمِ والثَقَافَة وأهْلِهِمَا المَكَانَةَ التِي هُم أهِلٌ لهَا، مِثْلَمَا احتَضَنت مِن قَبلِكُم قَائِدًا رمزًا آخَرَ المَلِك إغموراسن الذِي قَدَمَ للعِلمِ والعُلمَاء والأدباء والمثقفين المَكَانَة التِي رَفَعُوا بِها شَأنَ دَولَتِهِم فَاخْتَرَقُوا الأفَاقَ وحَقَقَوا التَأَلُقَ وَالسُمُو.
إنَهُ التاريخُ يُعيدُ نَفسَهُ لِيَرسُمَ الشُمُوخَ مِن جَديد ولِيُؤكِدَ أنَ الأمَمَ التِي تُحَقِق القُوة وتَصْنَعُ الخُلُودَ تَضَعُ العِلمَ والثَقَافَة أُسُسًا للبِنَاء وَرَكَائِزَ للسُمُوِ الدَائِمِ. فَشُكرًا لَكُم مَرةً أخرَى فَخَامَة الرئيس، وَإنَنَا إذْ نُعَاهِدُكُم فِي المُضِيِ قُدَمًا عَلَى خُطَاكمُ النَيِرَة فَإنَنَا نَتَضَرعُ إلَى اللهِ العَلِيِ الكَريم أن يَحفَظَكُم لِبلاَدِكُم وَشَعبِكُم وللأُمَةِ الإسلامية جَمْعَاء قَائِدًا رَمزًا وَمُوَجِهًا ونَاشِرًا لِلخَير.
والسلام عليكم و رحمة الله
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/09/2013
مضاف من طرف : tlemcen2011