الجزائر

كلمات بذيئة وشجارات وهجرة جماعية لمسجد الزاوية



وإن كانت معاناة السكان معها طويلة لقدمها واهترائها أين أصبحت تهدد حياتهم فالمعاناة لم تتوقف هنا بل امتدت مؤخرا إلى تحول وسط الحي إلى سوق شعبية يباع فيها كل شيء وتسمع فيها كل الكلمات التي هتكت جدار الحشمة بين أفراد الأسرة، ليفضل رواد مسجد الزاوية هجرته بعدما أضحى الخشوع وسط الصراخ والكلمات النابية مستحيلا. إلى وقت قريب كان حي السويقة يشهد توافد باعة الألبسة الذين يعرضون الملابس، الخضر والفواكه وحتى الخبز للباعة، ولطالما حدثت عمليات كر وفر بينهم وبين رجال الشرطة كما حدثت مناوشات مع أصحاب المحلات الذين اعتبروا وجود باعة الأرصفة ظلما لهم لأنهم يدفعون كراء المحل، الضرائب ويخضعون لعمليات الرقابة عكس الباعة الذين يعرضون سلعهم على قارعة الطريق فيأخذون الربح الصافي. لكن مؤخرا اختلط الحابل بالنابل ليسيطر باعة الأرصفة على حي السويقة الشعبي من الرابعة صباحا إلى غاية آخر ساعات الليل، فيصعب تحرك الأفراد فما بالك بالمركبات. ولقد اشتكى السكان مما يحدث بحيهم، حيث هتكت “الحشمة” بين أفراد العائلة بسبب الكلمات الفاحشة التي يطلقها الباعة، أما الراحة والهدوء للمرضى فلم تعد ممكنة وسط صراخ الإشهار الذي يطلقونه للتعريف بجودة البضاعة وسعرها المذهل. وأكثر من هذا معظم أصحاب المحلات أغلقوا محلاتهم والتجأوا للشارع لعرض بضاعتهم والدخول في مجال المنافسة بعدما سد باعة الأرصفة مداخل المحلات وكذا العمارات مما خلق جوا من الشجارات اليومية والتي يستخدم فيها كلمات لا أخلاقية أثرت على خشوع المصلين الذين قرروا الهجر إلى مسجد أكثر هدوءا. سكان حي السويقة الشعبي اشتكوا حرمانهم من التجمع العائلي لأن ما يسمعونه فرض عليهم عدم الاجتماع لتفادي ما قد يهتك جدار الحرمة بينهم ليطلبوا تدخلا يعيد صفة الشعبية الغالية على الحي والتي كانت تعني الاحترام والحرمة وأهم شيء الهدوء ولو كان نسبيا خاصة وأنهم يعانون من السكن بمساكن مهترئة وجدران رقيقة تنقل الأصوات التي حاولوا تفاديها بغلق النوافذ لكن ذلك لم يفلح.حياة بودينار


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)