الجزائر

كل شيء يهون في سبيل الوطن



كل شيء يهون في سبيل الوطن

كل شيء يهون في سبيل الوطن
بقلم:  عبد القادر حمداوي
برهنت المرأة الجزائرية بطاقتها وشجاعتها وقدرتها في جميع الأحوال. ولا ننسى دورها اتجاه الثورة التحريرية بطهارتها وأخلاقها وبأفعالها في توسيع محيط مشاركتها في معركة التحرير.
استطاعت المرأة الجزائرية أن تحقق انتصارات كثيرة وبطولات رائعة سجلها التاريخ. قامت المرأة الجزائرية بأعمال وبطولات لا يزال إلى يومنا هذا لم تسجل تلك الشهادات ولجمع الوثائق التي تتعلق بمشاركة المرأة الجزائرية في ثورة التحرير عبر نطاق واسع وخاصة في الجبال والقرى والارياف والمدن حيث يتجلى هذا الدور الكبير ببيان ووضوح يبرز مواقف بطولية للمجاهدات.
لا يزال الصمت والنسيان يخيمان على ادوارهن وماضيهن. لقد ارهبت العدو بمواقفها العالية وجعلته يقف أمامها تافها حائرا وكان العدو يقوم بعملية تمشيطية لقرية جبلية في 20 مارس 1960 لم يجد فيها الا شيوخ والنساء والأطفال.
كان شابا يافعا وجده راعي الغنم اخرج النساء والشيوخ والأطفال وكانت الحيوانات داخل الاسطبل ولما فرغ العدو من عقاب الضرب والزجر والشتم. راح الضابط يصرخ ويهدد ويحذر ولن من تسول له نفسه دفاعا أو حتى تحركا أطلق الكلاب وامرها أن تنهش الأطفال واروي هذا الحدث لكل صدق للتاريخ
نصب المجاهدين كمينا في الطريق المؤدي إلى بلدية مناصر لقافلة عساكر الفرنسيين (بواد العربي) اقترب العدو للمكان وكل المجاهدين ينتظرون اللحظة وعند وصول القافلة ارتفع صوت الرصاص مجلجلا في وسط السكون المطلق 《الله أكبر》 رشاقة 24 تصفر بصوت حاد والقنابل اليدوية تلقى على سيارات العدو وتركتها حارقة تلتهبها النار. وكان من بين جنود العدو رائدا اخذوه إلى مستشفى شرشال وكان يصرخ ويقول اقتلوهم كلهم وخاصة سكان القرى والارياف لقد ارتفع النداء الخالد في الأرض يشق الصمت والعدو ويصب غضبه على السكان وكان الطفل العربي مشوش بلغ 16 عشر سنة لاحظوه بأنه كان يحمل بعض اللوازم للمجاهدين وعند وصوله الدار أمام امه. أطلق أحد الخونة عليه الرصاص فارداه قتيلا أمام أمه فرش دمه حجرها وبعد هذه العملية علت في السماء زغردة طويلة حادة قوية مليئة السكون المخيم على القرية. ثم انطلقت زغاريد أخرى من النساء تجلجل المكان في هذا الجو السريع الذي كان فيه الشاب المسكين الذي عانى من سكرات الموت.
بقيت أمه الشجاعة والبطولة تردد أمام العدو المجد والخلود للشهداء إنك يا ولدي ستموت شهيدا مثل اخويك (2) الذين استشهدوا في سبيل الدين والوطن.
وعند انصراف العدو وفي ذلك المساء حضر جيش التحرير الوطني إلى تلك القرية الحزينة وذهب المجاهدون إلى عائلة الشهيد وقدموا لها عبارات التعازي. وسألت الدموع على خديها بغزارة ولكن في صمت وهدوء وخشوع. ان ابنائي الثلاثة لم يموتوا بل هم أحياء انهم استشهدوا في سبيل الجزائر لتحيي حرة كريمة.
انهم أمثال بين عشرات الأبطال الذين سقطوا في سبيل الحرية.
لا يسعنا الا ان نقف اجلالا لنحي هؤلاء الشهداء الأبرار فالمحافظة على تاريخ ثورتنا التي تشكل العامل الأساسي في بناء الوطن لصيانة اصالته وابعاده من كل التأثيرات الأجنبية واللوبيات. ولا زلنا نتذكر الحياة الهادئة المستمرة في هذه القرى الجميلة الممتعة والمتماسكة بالأسر المتعاونة لم يكن للمجاهد آنذاك بيت خاص يأوي اليه بعد ان فارق اهله ينضم إلى معركة الكفاح المسلح ولكنه وجد في كل ربوع وطنه بيتا واهلا مثل اهله وراحته. أن المرأة التي كافحت وجاهدت في المدن والقرى.
والتحقت بالجبل لخوض ساحات الوغى ماتت شهيدة في سبيل الوطن جاءت الثورة المباركة فأحدثت تغيرات كبيرا في العقول وفي الأفكار. 
ثورة حاسمة عارمة وشاملة فالثورة انتصرت فالمعهد يعرف بلده ووطنه ويعرف أماكن التي يجعل فيه كمائن أو معركة وهو يعتقد اعتقادا جازما بأن الله معه سينصره وهو يخوض المعركة بشعور وبمعنوية عالية. 
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار 





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)