كل شيء يفعلونه هناك

عدد لا محدود من المسؤولين لدينا كل شيء يفعلونه في الخارج من ولادة نسائهم إلى علاج بعض كلابهم، وربما الأمر مفهوم أن يعالج بعضهم من أمراض مستعصية وخطيرة، ولكن أن يتم العلاج في باريس وسويسرا وغيرها من عواصم الجن والشياطين بعيدا عن ملائكة هذه البلاد من الم الضرس والدوخة وارتفاع طفيف في السكر، فالأمر يحتاج إلى إعادة النظر وفي تصريحات مسؤولينا الذين يتحدثون عن تحسن مستوى أداء المستشفيات وعن تطور المنظومة الصحية عندنا، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقط، بل أن الكثير من أولاد فلان وعلان لا تحلو لهم الدراسة تحت مطر هذه البلاد ولا حتى تحت قرص شمسها الدافئة ولكنهم يفضلون الدراسة في بلاد الضباب كما ضببوا مستقبل البلاد تماما، وسودوا سعد الكثير من شرائح الشعب، وحتى تسوقهم يتم من هناك من بلاد العام سام ولخالة باريس، حتى أنه يحكى أن "نائبات" هذا الزمان الذي قيل أن الشعب انتخبهن لتمثيله، لم يعد يعجبهن تسريحات صالون الحلاقة في "بر الأمان" فصرن يبحثن عن تصفيف شعرهن هناك في بلاد الواقواق، ويتحدثن عن تطوير الصناعة المحلية وينتقدن الحكومة في البرلمان ويطالبنها بتطوير الصناعة المحلية، ولكنهن لا يلبسن أبدا ألبسة من نتاج صناعة محلية بل مستوردة من هناك، الواقع أني حين فكرت ما الذي يفعله بعض مسؤولينا هنا اكتشفت شيء مذهل وهو أنه الشيء الوحيد الذي يفعلونه هنا ولا يفعلونه هناك وراء البحر هو قبض أجورهم هنا ليصرفونها هناك .