“كل تحركات المخابرات الأمريكية هدفها واحد .. خدمة مصالح إسرائيل" اللواء كمال عامر مدير المخابرات العسكرية المصرية الأسبق ل"الفجر":

على عكس العديد من الخبراء والمراقبين، استبعد اللواء كمال عامر، مدير المخابرات العسكرية المصرية الأسبق، أن يكون هناك علاقة استراتيجية بين وفاة ومقتل وإقالة العديد من قيادات المخابرات في منطقة الشرق الأوسط من الدول التي ترتبط سياستها الخارجية بملف الأزمة السورية، كما قال اللواء كمال في حوار مع “الفجر” أجرينها معه عبر الهاتف.
وفاة عمر سليمان وقيادات استخباراتية كبيرة في الشرق الأوسط تغتال وأخرى يتم إقالتها في وقت واحد، هل هذا طبيعي؟
لا أعتقد أن هناك علاقة إستراتيجية تربط وفاة عمر سليمان بما يمكن وصفه بالموجة التي ضربت أجهزة استخبارات منطقة الشرق الأوسط من الأردن وحتى سوريا وتركيا وإسرائيل. من وجهة نظري أن عمر سليمان مات بشكل طبيعي وليس هناك أي شبهة جنائية في وفاته، على عكس رئيس الاستخبارات السوري ووفاة رئيس وحدة الاغتيالات في جهاز الموساد وأيضا ما تردد عن وفاة رئيس الاستخبارات التركي كلها دلالات قد توحي بأن هناك سيناريو ما لكن بالنسبة لعمر سليمان الأمر مختلف تماما فالرجل كان مريضا وهناك أدلة طبية تؤكد على ذلك.
مدير مكتب عمر سليمان يشكك في وفاة عمر سليمان، ما تعليقك ؟
المشاهير والشخصيات ذات الوزن الكبير والتي ارتبطت بملفات تاريخية بلا شك ستحوم حول وفاتها الشكوك وأعتقد هذا ما كان يقصده اللواء حسين، مدير مكتب الراحل عمر سليمان ، ولكن لا أعتقد أن المؤسسات الاستشفائية الأمريكية متورطة، ببساطة لأن سياسة ومهنية المستشفيات الأمريكية تختلف مع سياسة الولايات المتحدة.
بشكل عام سواء مات عمر سليمان أو تمت تصفيته، من المستفيد من رحيل عمر سليمان؟
دعنا نتفق أولا أن عمر سليمان غادر منصب رئيس المخابرات المصرية منذ فترة وشغل بعدها منصب نائب الرئيس وعندما مات كان متقاعدا ولا يقوم بأي مهام، أما بخصوص الملفات التاريخية التي يعرف عنها الرجل الكثير ربما قد تتأثر التحقيقات بعد وفاته ولكن لا يمكن تحديد مدى استفادة دول معينة من رحيل عمر سليمان، فالرجال بقدر ما يعرف الكثير عن الغرب وإسرائيل فهو يعرف الكثير أيضا عن العالم العربي ومصر.
كيف تفسر النشاط الكثيف لأجهزة المخابرات الأمريكية في سوريا؟
القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لديها استراتجية واضحة تجاه الشرق الأوسط تقوم أساسا على تحقيق مصالحها الاقتصادية وحماية أمن إسرائيل ولا يمكن أن نعتقد أي عمل يدعم الديمقراطية أو غيرها في الشرق الأوسط لا يخدم مصلحة إسرائيل، كما أن المخابرات الأمريكية لديها دور آخر هو حماية الأنظمة الموالية لسياسة الولايات المتحدة التي تضمن لها الحماية مقابل الولاء المطلق، وهذا على حساب المصالح الإقتصادية وتأمين الممرات والمعابر البحرية كقناة السويس وغيرها، وهذا الأمر ينطبق أيضا على المخابرات الروسية التي تنشد أيضا وبقوة في منطقة الشرق الأوسط.
تحدثت بعض التقارير عن اختراق الإخوان لبيت الأبيض، هل الإخوان لديهم القدرة على اختراق الولايات المتحدة إلى هذا الحد؟
النقاش المحتدم داخل البيت الأبيض حول قيام الإخوان بالجوسسة على الولايات المتحدة من داخل البيت الأبيض أمر مبالغ فيه، وهو جزء من سياسة الولايات المتحدة للإبقاء على “فزاعة الإخوان” لاستغلالها وقت الضرورة بالطريقة التي تجدها مناسبة. وعموما لا يمكن التقليل من قدرة الإخوان على تجاوز الخطوط الحمراء في السياسة الأمريكية وأيضا المخابرات الأمريكية التي تخصص لها خزينة الولايات المتحدة ميزانية تفوق ميزانية الدول العربية.