كل الاحتمالات واردة

الكل يترقب الضربات العسكرية الغربية ضد سوريا بذريعة استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، قبل أن تكشف لجنة التحقيق الأممية عن نتائجها وتحدد من استخدم هذا السلاح النظام أم المعارضة المسلحة.الغرب لا يريد الانتظار حتى لا يفوت فرصة العدوان على سوريا، المهم أن تتم الضربة ويدمر جزء كبير من القدرات العسكرية والاقتصادية لسوريا، ثم لا يهم بعد ذلك إذا كانت النتائج عكسية بشأن تأكيد استخدام النظام السوري السلاح الكيمياوي، كما سبق وأن وقع مع العراق.
لكن الأكيد أن حل الأزمة في سوريا لن يكون بمثل هذه الضربات الجوية المتوقعة في أية لحظة، بل بالحوار بين جميع الأطراف وبمنأي عن تدخل الأطراف الأجنبية التي حولت سوريا إلى حقل تجارب لشتى أشكال المؤامرات ضد الشعب السوري الشقيق.
فالغرب ما كان ليتحرك بهذه السرعة لو لم تكن له مصلحة في ما يجري في الوطن العربي عموما وسوريا خصوصا، بل إن مصلحته تكمن في بقاء الفوضى في هذه البلدان وتقسيمها وتدمير قدراتها الاقتصادية والعسكرية حتى لا تشكل خطرا ولا تعارض مستقبلا أية مخططات في المنطقة تخدم مصالح الغرب وإسرائيل.
والشيء الذي يؤسف له أنه لم يبق للعرب موقف غير الموقف المؤيد والمساند لضرب سوريا وغيرها من البلدان العربية انطلاقا من أنه من يؤيد اليوم سيأتي عليه الدور غدا وهكذا دواليك...
إن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية من أجل تركيعها حتى لا تبقى دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، ولو كانت أزمتها داخلية حقا للجأت جميع الأطراف إلى الحوار لحل مشاكلها وخلافاتها سلميا.
ومهما يكن فإن أي عدوان عسكري أجنبي على سوريا ستكون له عواقب وخيمة بالنظر إلى موقع سوريا الجيواستراتيجي في المنطقة وحساسية الأوضاع التي قد تنفجر بتفكيك سوريا ويصعب التحكم فيها فيما بعد لتعدد الجبهات والأطراف المتورطة في الأحداث، أو لأخطاء في الحسابات قد تجعل الضربات العسكرية تخطئ أهدافها وتفتح جبهات جديدة قد تلهب مناطق أخرى مجاورة لسوريا. وبعبارة أخرى فإن كل الاحتمالات تبقى واردة.