ألحقت الهزيمة التي مني بها "الخضر" في أول لقاء لهم أمام المنتخب البلجيكي بنتيجة هدفين لهدف وحيد لحساب الجولة الأولى من المجموعة الثامنة برسم منافسات كأس العالم، شرخا كبيرا في بيت "محاربي الصحراء"، بين اللاعبين والمدرب حاليلوزيتش وبين هذا الأخير وروراوة الذي فضّل أسلوب "الحرب الباردة" درءا للمشاكل التي قد تعصف بالمنتخب الوطني في سيناريو شبيه لما حدث سنة 1986 خلال مونديال المكسيك.وشرع الكل في البحث عن الإجابة حول سؤال "من يتحمل مسؤولية هزيمة الجزائر أمام الشياطين الحمر؟"، بعد تبادل اللاعبين والمدرب مسؤولية الخسارة، في محاولة بائسة من كل طرف في تحميل الآخر مسؤولية الفشل الذي لحق ب«الخضر" رغم أن النصيب الأكبر من الفشل يتحمله الناخب الوطني بسبب الخطة التكتيكية الفاشلة التي تميل لجانب اللعب الدفاعي وتحمل عبء المباراة، والتي اعتمد عليها بغية التقليل من الأضرار التي قد تحدث أمام المنتخب البلجيكي مثلما شرحه حاليلوزيتش للاعبيه أول أمس خلال لقاء الكاميرون وكرواتيا في محاولة منه لتبرير لجوئه إلى هذا الأسلوب من اللعب الذي إن واصل عليه سوف لن يخدم "الخضر" في مواجهاتهم القادمة ضد كوريا الجنوبية وروسيا التي كشفتا عن سرعة لعبها وفنيات كبيرة من لاعبيها.رغم أن المنتخب الوطني الحالي لا يعاني من مشاكل مالية أو مشكلة تحديد القائمة الاسمية للاعبين المشاركين في المونديال مثلما عايشه جيل 86، إلا أن ما يحدث داخل عرين "الخضر" في هذه المرحلة الحساسة بالذات يستدعي المعالجة بسرعة من طرف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، قبل فوات الآوان والبكاء على الأطلال، خصوصا بعد العراك الذي كان بين اللاعب بلكالام والمكلف بالعتاد بسبب الطرد الذي وصل اللاعب السابق لشبيبة القبائل من شركة الألبسة "بيما"، وتمرد اللاعبين غلام وتايدر وعدم تناولهما وجبة العشاء بعد تأثرهما للهزيمة، وتصريحاتهما العلنية بأن المدرب هو المسؤول الأول على هزيمتهم، بالإضافة إلى هذا عدم تقبل كلا من سوداني وسليماني مسألة تغييرهما ورغبتهما في خوض اللقاء كاملا، كلها أمور قد تفجر بيت "الخضر" في أي لحظة بين المشرف الأول على العارضة الفنية ولاعبيه، وهو ما ينبغي على الرجل الأول في "الفاف" معالجته، وعدم ترك "محاربي الصحراء" ضحية للصراعات الداخلية فيما بينهم."الخضر" مُطالبون بتسديد الدين للشعب الجزائريوضع الكوتش حاليلوزيتش ولاعبوه أنفسهم في مأزق حينما انهزموا أمام أشبال ويلموتس خلال اللقاء الافتتاحي من المجموعة الثامنة، وهو ما يجعلهم مُطالبين بالفوز خلال المبارتين المقبلتين إن أرادوا التأهل إلى الدور الثاني من المنافسة، خصوصا أن الرجل الأول ل«الفاف" كان قد حدّد هدف "الخضر" خلال هذا المونديال تجاوز الدور الأول، وهو نفس مطالب الجماهير الجزائرية التي ترفض أن يخذلها هذا المنتخب الشاب الذي وفرت له كافة الإمكانات المادية والبشرية من أجل مقارعة المنتخبات الكبيرة خلال منافسة كأس العالم.ويُعد مطلب الجمهور الجزائري حقا مشروعا، طالما أن المنتخب الوطني كان قد أقنع كثيرا خلال اللقاءين الوديين بطريقة لعبه، وتمسكه في زمام الأمور وهو ما جعل الجزائريين يحلمون بمنتخب مونديالي بإمكانه تجاوز الدور الأول بدون أي مشاكل، ولكن طريقة لعب الغير مقنعة أمام بلجيكا جعلته يفقد أمل المرور إلى الدور الثاني.ويبقى على حاليلوزيتش ولاعبيه تفادي الإقصاء المبكر من هذه المنافسة وتفادي سيناريو "كان جنوب إفريقيا 2012" حينما دخلوا المنافسة في ثوب حائزين على الكأس، إلا أنه كانت الخيبة أكبر بعد الإقصاء في الدور الأول، ولهذا ما على الفريق الوطني سوى تسديد دينه للشعب الجزائري الذي وقف إلى جانبهم في السراء والضراء، ومطلبه واحد وأوحد ولا غير ذلك وهو تمثيل الجزائر أحسن تمثيل في المحفل العالمي في فرصة قد لا نعيد معايشتها بعد أربع سنوات، وربما بعد 24 سنة أخرى، وما على رفقاء بوڤرة إلا بذل مجهوداتهم من أجل الظفر بورقة التأهل، والبداية ستكون غدا مع كوريا الجنوبية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/06/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد خ
المصدر : www.elbilad.net