الجزائر - Divers sujets sur la littérature


لا يمر يوم إلا وسمعنا بالسلوكيات الجديدة التي أصبح ينتهجها أصحاب السياسة عندنا، وماهي سوى التهديد بكشف المستور المتلعق بالفساد والشكارة، فبعد أبو جرة الذي يناور أعداء حزبه بملفات ثقيلة حتى يحمي ما تبقى من السمعة الملوثة، وكذا بلخادم الذي أجهز على أعضاء اللجنة المركزية ووصفهم بالمزورين وغيرها من المصطلحات المتعلقة باللصوصية، هاهو خصمه سي عفيف يهدد أيضا ويعد بكشف ملفات فساد ضد أبناء بعض القياديين الأفلايين حتى ينظف الحزب من رجسهم العظيم·
نهق حماري نهيقا مستفزا وقال بصوت مبحوح: يبدو أن الجزائر تنام على بركان من الفساد وما يظهر يوميا للعلن ليس سوى قطرة من بحر·
قلت ساخرا: هذه سلوكيات المفسدين والكل يمسك عن الكل ملفات ودلائل وغيرها من الأشياء التي يمكنها أن تكون فضائح لا تفصل فيها سوى العدالة، لكن يبقون ملفاتهم سرة حتى تصبح سيفا على رقبة الآخر ويستعملها متى شاء ومثلما شاء·
قال: والعدالة لا تسأل؟
قلت: الحق العام يا حماري منهوب ولا أحد من المسؤولين لديه الوقت حتى يراعي مصالح الشعب وماله، لذلك تجد أمثال أبو جرة وبلخادم وسي عفيف وغيرهم يتقيئون ما في صدورهم على صفحات الجرائد حتى تكون وسيلة للتخويف لا أكثـر·
قال ناهقا: وليس هناك احتراما للرأي العام؟
قلت مستهزئا: الرأي العام هو أكبر أكذوبة في تاريخ العالم وهم يدركون ذلك، لذلك تجدهم يتقاذفون السباب والشتائم دون مراعاة لشعور أحد·
قال متأسفا: لست أدري كيف تخرج هذه العفونة السياسية من حين لآخر ولكن يبدو أن محركها الأساسي هي المصالح الشخصية لا أكثـر·
قلت ضاحكا: هل كنت تتصور أن يتطاول سي عفيف على بلخادم يوما وهو الذي كان يضعه في رأس قوائم الحزب ؟
قال حماري وهو يضرب بذيله يمينا و يسارا: بلخادم كان يربي في حزبه ''أقوياء'' لوقت الحاجة ولكن يبدو أنهم حينما استقووا بدءوا به·
قلت: الفساد هو من يحرك الجميع وكلهم ينامون على براكين من نار، ليتها تنفجر يوما حتى نرى العجب·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)