الجزائر

كسولة هشام لاعب شباب بن داود سابقا: "محيط كرة القدم لا يرحم وأمارسها مضطرا لأعيل والدتي"



تعد لعبة كرة القدم من أكثر الرياضات شعبية وأكثرها متابعة في العالم وذلك لتميّزها بطابع تنافسي يملؤه شغف الجماهير بالملاعب، كما أن لاعبيها يلعبون من أجل المتعة والتنافسية، ويدافعون عن شعار ناديهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهذا هو الشيء الطبيعي الذي نعرفه عندما يتكلّمون عن لعبة كرة القدم التي كانت في القِدم تُعرف بلعبة الفقراء لأنها لا تحتاج إلى الأموال لممارستها أو مشاهدتها، بحيث نجدها تعتمد على موهبة ومهارة اللاعب وعلى التعاون الجماعي، أي شخص يملك الموهبة باستطاعته أن يمارس هذه اللعبة الممتعة وأكبر دليل على أن نجوم عالم المستديرة عالميا خرجوا من أحياء شعبية وكانوا يعيشون الفقر المدقع على غرار أسطورة الأرجنتين "مارادونا" و"بيليه "رونالدو وغيرهم الذين أخرجتهم الكرة من نفق مظلم إلى الأضواء الكاشفة، لكن للأسف هذا الأمر يبقى حصريا على الدول المتقدمة وليس بالبطولة الجزائرية التي لا زال يحكمها رؤساء فرق يفقهون في كل شيء سوى كرة القدم التي يعتبرونها وسيلة لكسب المال السريع، دون الاكتراث لظروف اللاعبين الذين يعتبرون كرة القدم لأكل الخبز وإعالة عائلاتهم، لينصدموا بالواقع المرّ الذي يحتّم عليهم اللعب ويجبرهم على الفوز دون أن يتقاضى مستحقاته، هذا هو المأزق الذي أصبح يهدد مسيرة اللاعبين ويدفعهم إلى التوقّف.هو المشكل الذي يعاني منه ابن الحمري "كسولة هشام" الذي تجرّع المرّ من رؤساء الفرق الذي لعب لصالح نواديهم ووجد نفسه يلعب دون مقابل وعند مطالبته بمستحقاته، لا يجد آذانا صاغية تقف معه، لأنه فقير وهمه الوحيد ممارسة هوايته المفضّلة وكسب قوت عائلته في نفس الوقت.
هذا وأكثر سيتم التطرّق له بالتفضيل من خلال هذا الحوار الذي نزل ابن الحمري ضيفا على يومية "الوطني" وكشف بعض الخبايا التي حصلت له في مسيرته.
كسولة هشام
"مشاكل المدرب أثّرت على استقراري مع النادي"
فتح لاعب بن داود سابقا "كسولة هشام" قلبه ليومية "الوطني"، أمس، كشف بأن عدم استقراره مع الأندية التي لعب فيها راجع لمشاكل المدربين التي أثّرت على استقراره مع النادي وهذا الأمر تكرّر مع عدة فرق لعب فيها ولم يكن تلقائيا وإنما مستهدف قائلا: "تجرّعت أول خيبة أمل عند انضمامي لفريق الأكابر مع فريق عين الترك تحت إشراف المدرب الكبير قصباوي مراد الذي وضع ثقته فيّ ومنحني إشارة للعب وتمكّنت من فرض نفسي لأثبت له أحقيتي باللعب في المنصب الذي لعبت فيه، كما أعتبره هو التقني الذي اكتشفني، لكن هذا الحلم لم يدم طويلا بعد سنة من انسحاب قصباوي من العارضة الفنية، كل شيء تغيّر وأصبحت أعيش التهميش ولم أجد أحد يقف معي، هو الأمر الذي دفعني إلى الرحيل وتغيير الأجواء، لكن نفس الأمر حصل معي في فريق نجوم الحمري، لما انتقلت للعب في صفوف النادي رفقة التقني فراجي الذي منحني هو الآخر ثقته وأصبحت أشارك بصفة منتظمة مع الأكابر، لكن بعد المشاكل الذي حصلت بينه وبين الرئيس قرر الرحيل هو الآخر، هذه المرّة قرّرت البقاء مع نادي نجوم الحمري، لكن للأسف نفس المشكل تكرّر معي لما تعاقد الفريق مع مدرب آخر، فرض منطقه وغيّر التشكيلة وأصبحت لا أدخل ضمن اهتماماته وهنا قاعدة تحكم كرة القدم بأن كل مدرب وله طريقته الخاصة ومنهجيته في اللعب ولاعبين يولي لهم أهمية كما يهمّش آخرين يذهبون ضحية خياراته الفنية.
كسولة هشام
"المعريفة أصبحت مطلوبة أكثر من الموهبة في الميدان"
بعد احتكاكي بالمحيط الكروي، أيقنت أن سياسة المعريفة وابن فلان وفلان هي من تحكم عالم كرة القدم، وليس كما يعتقد أن من يعرف يلعب ولديه موهبة سيكون له مكان في أي فريق يتمنى اللعب فيه، ويحصل هذا في التجارب التي قمت بها عدة مرات في مختلف النوادي يعجبون بالطريقة التي ألعب بها والمهارات التي أتقنها و يخيّل لي أنني سأكون ضمن المدعوين ليتم التعاقد معي، لكن هذا الأمر لن يحصل، لأنه تدخل فيه بعض الدخلاء على كرة القدم ومن لديهم جاه ومال يختارون أبناءهم دون ممارسة أية تجارب، في الحقيقة أتأسف على هذا الأمر لكنه بات واقعا نعيشه.
"رؤساء الفرق يأكلون مستحقات اللاعبين بدم بارد"
واصل محدثنا حديثه بحرقة عن بعض رؤساء النوادي الذي يأكلون مستحقات اللاعبين بدم بارد، هو الأمر الذي حصل له مع فريق شباب الدرب الموسم الفارط، عندما كان قائدا للكتيبة، بحيث لعب عدة مباريات من دون أن يتقاضى مستحقاته قائلا: "لعبت لنادي شباب الدرب لموسمين وكانت علاقة طيبة تربطني بالرئيس وقام بالاجتماع بشخصي وطلب مني أن أتكلم مع اللاعبين ليصبروا عليه من أجل أخذ مستحقاته وقدّم لي وعودا بأنه سيتم تسليم مبلغ المالي بعد الفوز في آخر مباراة أمام عين الترك، قبلت العرض وتفاهمت مع زملائي وكان كذلك، وجاء يوم المباراة لعبناها وفي الشوط الأول كنا متفوّقين على الخصم بهدف مقابل صفر.
فرحنا بالأمر، ظننا أن الرئيس سيوفي بوعده ويسدد مستحقاتنا، لكنه هرب ما بين الشوطين وترك عند محاسب العام مبلغ "2000 دج" وكأنه ضحك علينا، هو الأمر الذي لم يهضمه اللاعبون وأرادوا ترك المباراة والمغادرة وعند مهاتفتي له قال لي بالحرف الواحد "أنتم شكون وماركم تسالوني والو" هذه الطريقة جعلتنا نتفاجأ من ردة فعله، لكننا لن نسامحه في مستحقاتنا ليومنا هذا.
كسولة هشام
"أمارس كرة القدم من أجل أكل الخبز وليست هواية"
في الأخير، قال كسولة بأنه ليس كبعض اللاعبين لديهم ميول للعب كرة القدم أو لترفيه وإنما ظروفه العائلية تحتّم عليه ممارستها ليعيل والدته وإخوته الصغار باعتباره ليس لديه مسكن خاص وإنما يقيم بمسكن خالته التي تركته يعيش مع جدته رحمها الله، ومن هذا المنبر يدعو بعض الفاعلين في كرة القدم من أجل انتشاله من الغبن الذي يعيش فيه هو وعائلته.
للتذكير يعتبر المدعو "رونالدينو" ابن حي الحمري سابقا ذو 24 سنة سبق له وأن لعب في عدة نوادي على غرار النادي الرياضي الهاوي كنستال، أصاغر بن داود سيدي البشير، عين الترك، نجوم الحمري، شباب الدرب وغيرها من النوادي التي تتلمذ على يد خيرة المدربين أمثال قصباوي مراد وشيخ عزوز وميسوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)