كسبوا احترام و عرفان نجوم عالميين بمن فيهم الألمان

يعتبر ، من دون أدنى شك ، تألق المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم التي أقيمت بالبرازيل في الصائفة الماضية من أبرز الأحداث الرياضية التي ميزت السنة على المستوى الوطني و حتى على المستوى الدولي بحيث اعتبرت العديد من المواقع الإعلامية العالمية مشوار "الخضر" في المونديال الأخير من أهم مميزات السنة ، آخرها موقع "ياهو سبور" الذي رشح صورة بوقرة بالعلم الجزائري لنيل لقب صورة السنة .و لن ينسى الجزائريون المشوار البطولي الذي قدمه براهيمي و رفاقه في مونديال "السامبا" أين حقق المنتخب الوطني حلم العبور إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية ، كما حطم "الخضر" رقمين قياسيين عندما سجلوا أربعة أهداف في مباراة واحدة من المونديال لأول مرة في تاريخ الكرة الأفريقية و العربية ، كما أصبحوا أول منتخب عربي يصل إلى الأشواط الإضافية في الدور ثمن النهائي.المنتخب الوطني خطف الأضواء كذلك من خلال طريقة لعبه ذات الطابع الأوربي و إحراجه لبطل العالم المستقبلي منتخب ألمانيا و وقوفه الند للند أمامه ، ما جعل "الخضر" يكسبون احتراما و اعترافا دوليين من عمالقة الكرة العالمية على غرار رونالدو البرازيلي و الصحف الألمانية و لاعبي المنتخب الألماني أنفسهم الذين اعترفوا بقوة الجزائر ، بالإضافة إلى المنتخب الأرجنتيني منشط النهائي و الذي درس الطريقة التي انتهجها المنتخب الوطني لصد هجمات الألمان و نقل الخطر إلى منطقة مولر ، ليخرج المنتخب الوطني من هذا المونديال في ثوب بطل قومي كان بإمكانه الذهاب أبعد من ذلك لو كانت له القليل من التجربة في مثل هذه المنافسات و على مستوى تصنيف "الفيفا" فقد بلغت الجزائر أحسن مركز لها في التاريخ خلال سنة 2014 و هو المركز ال13 عالميا و كان ذلك شهر جويلية الفارط متقدمة على منتخبات عريقة ، ليضاف ذلك إلى الأرقام القياسية التي حطمها محاربو الصحراء خلال السنة.*مبولحي ضمن أفضل حراس المونديالو لفت حارس المنتخب الوطني رايس وهاب مبولحي الأنظار بفضل ما قدمه في مونديال البرازيل ليدخل قائمة المترشحين للقب أحسن حارس مرمى في نهائيات كأس العالم 2014 ، حيث قدم مبولحي سنة 2014 أحسن مستوياته في مشواره الكروي إلى حد الآن و كان رجل مقابلة الجزائر و ألمانيا في مباراة ثمن النهائي. و واصل مبولحي في المستوى نفسه خلال تصفيات كأس أمم أفريقيا 2015 عندما ساهم كثيرا في التأهل الباهر الذي حققه رفقاء فيغولي ، ليكون بذلك مبولحي قد ردّ على المشككين في قدراته و المطالبين بإبعاده بعد أدائه السيء في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013 .*براهيمي أحسن لاعب جزائري و أفريقي بدون منازعتألق "الخضر" في المونديال فتح المجال لبعض اللاعبين للإمضاء لصالح أندية أوربية عريقة على غرار نادي بورتو البرتغالي الذي ضم إلى صفوفه نجم وسط الميدان الجزائري ياسين براهيمي و الذي سرعان ما تحول إلى نجم بدون منازع لنادي بورتو ، كما تحصل نفس اللاعب على جائزة "البي بيس ي" لأفضل لاعب أفريقي للسنة و تحصل أيضا على الكرة الذهبية التي تمنحها جريدتي "الهداف" و "لوبيتور" سنويا لأفضل لاعب جزائري ، فيما تعرض براهيمي لظلم حقيقي من قبل الكنفدرالية الأفريقية التي حرمته من لقب أفضل لاعب افريقي للسنة بالرغم من مشواره الرائع سواء مع المنتخب الوطني أو حتى مع نادي بورتو في البطولة البرتغالية و رابطة أبطال أوربا.*حاليلوزيتش يعيد المنتخب إلى السكة و غوركوف يواصل المهمةغادر وحيد حاليلوزيتش العارضة الفنية للمنتخب الوطني لكرة القدم بعد قرابة 4 سنوات من العمل كللت بتأهل تاريخي إلى ثمن نهائي كأس العالم ليكسب التقني البوسني قلوب الجزائريين بعدما حطم الرقم القياسي لسابقيه و لعل أبرزهم رابح سعدان الذي اكتفى بالمشاركة في الدور الأول فقط. و في الوقت الذي تخوف فيه الكثير من مغبة التغيير على رأس العارضة الفنية ، واصل الناخب الجديد كريستيان غوركوف في النسق نفسه حيث قاد المنتخب الوطني إلى تأهل باهر و مريح إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2015 ، ليطمئن بذلك الجماهير الجزائرية و يزيل التخوف الذي ساد و يجنب بذلك المنتخب الوطني من سيناريو 2010 عندما فشل خليفة سعدان آنذاك بن شيخة فشلا ذريعا.*وفاق سطيف يؤكد العودة القوية للكرة الجزائريةيعتبر نيل وفاق سطيف لكأس رابطة أبطال أفريقيا لكرة القدم 2014 امتدادا لتألق "الخضر" في المونديال ، حيث جاء ليؤكد مرة أخرى على عودة الكرة الجزائرية إلى الساحة الدولية و بقوة في انتظار نهائيات كأس امم افريقيا 2015 المقررة شهر جانفي القادم بغينيا الإستوائية."وفاق الجزائر" وصل في هدوء إلى نهائي رابطة الأبطال و صنع المفاجأة بتتويجه بالكأس لأول مرة في تاريخ الأندية الجزائرية في الصيغة الجديدة لهذه المنافسة ، في وقت لم يكن الوفاق مرشحا للتتويج بها بسبب المشاكل الداخلية التي كان يعانيها و عدم توفره على أسماء لامعة ما عدا العائد إلى الفريق زياية ، كل هذه المعطيات لم يعرها أبناء عاصمة الهضاب أي اهتمام إذ شقوا طريقهم نحو اللقب و منحوا الكرة الجزائرية أول كأس قارية بعد سنوات عجاف ، ليضمنوا بعد ذلك تأهل تاريخي إلى منافسة كأس العالم للأندية التي أقيمت بالمغرب شهر ديسمبر الجاري و أنهاها الوفاق السطايفي في المركز الخامس بعد هزيمة أمام أوكلاند النيو زيلندي و فوز على سيدني الأسترالي .*جمعية وهران ضمن حظيرة الكبار بعد قرابة 10 سنوات من الغيابعلى الصعيد المحلي ، تميزت سنة 2014 بعودة مدرسة كرة القدم جمعية وهران إلى حظيرة الكبار بعد قرابة 10 سنوات من الغياب و التخبط في القسم الثاني ، إذ ضمنت الجمعية الوهرانية ، رفقة اتحاد بلعباس و نصر حسين داي ، الصعود بعد موسم بطولي تحت قيادة المدرب كمال مواسة و مساعده الحاج مرين ، لتستعيد المدرسة مكانتها الحقيقية و تضع حدا للإخفاقات المتتالية في كل الموسم و لتتصالح مع أنصارها الذين هجروا المدرجات . جمعية وهران التي عادت إلى القسم الأول لم تعتمد كثيرا على الخبرة و الأسماء الكبيرة بل استعانت أيضا ببضاعتها الشخصية في صورة ثابتي و بن قابلية و بودومي و باركة و بالغ و بن تيبة لتؤكد مرة أخرى الجمعية على تقاليدها في التوفيق ما بين التكوين و لعب الأدوار الأولى .صعود الجمعية الوهرانية و تألقها في قسم النخبة جعل لاعبيها الشباب محل اهتمام أطقم المنتخبات الوطنية بداية بالمنتخب الوطني الأولمبي الذي يستعد لخوض تصفيات الألعاب الأولمبية لريو دي جانيرو 2016 بخسمة لاعبين من الجمعية و هم بن قابلية و باركة و بلعلام و ثابتي و فتحي الطاهر ، و وصولا إلى المنتخب الوطني المحلي تحت قيادة غوركوف و الذي أعجب بمدافع الجمعية بن عيادة ليستدعيه إلى التربص الأخير الذي أجراه "الخضر" بمركز سيدي موسى ، ما يعني أن الجمعية تضم في صفوفها 6 لاعبين دوليين هذا الموسم . و امتلأ ملعب الحبيب بوعقل خلال الموسم الفارط تقريبا عن آخره في مباراة الجمعية و نصر حسين داي و هي أول مرة يمتلأ فيها الملعب المذكور منذ سنوات طويلة .