لم تكن السيدة كريمة أعراب تتصور أن يكون الخطأ الطبي الذي ذهبت ضحيته بمثابة الضربة القاضية التي لم تفقدها فقط عينها اليمنى، بل لتحول حياتها الاجتماعية إلى جحيم حقيقي: ''أنا واحدة من بين المرضى الذين فقدوا بصرهم بسبب حقنة الدواء AVASTIN التي عولجت بها، لقد بدأت رحلة معاناتي سنة 2007 عندما فقدت بصري على مستوى العين اليمنى، وهو ما ساهم في توتر علاقتي بزوجي وبروز مشاكل أسرية انتهت بالطلاق، لقد عانيت الويل لمواجهة مصيري المحتوم ولم أكن قادرة على مواجهة المجهول، فأنا لا أعمل، وقد اضطرتني الظروف للعودة إلى بيت أبي حتى لا أبقى في الشارع، ومنذ أشهر توفي أبي وأنا اليوم أعيش على منحة تقاعده التي لا تتجاوز 1800 دج شهريا''·
وقد تحركت هذه السيدة مثل باقي ضحايا الأخطاء الطبية البالغ عددهم 30 شخصا آخرين بقسم العيون، لمتابعة الطبيبة التي عالجتها، غير أن جهودها باءت بالفشل بعد أن بقيت قضيتها تراوح مكانها: ''إنني اليوم أعاني في صمت مثل بقية الضحايا، وما أريده هو أن أستفيد من التعويضات، لأن ما حدث لي لم يؤد فقط إلى فقدان البصر، بل أن المشاكل التي ترتبت عن ذلك جعلتني اليوم غير قادرة على مواجهة مصيري الصحي والاجتماعي''·
وفي سياق حديثها، أشارت السيدة أعراب إلى الكيفية التي عالجت بها العدالة قضيتها رفقة بقية الضحايا عندما قررت منحها 60 مليون سنتيم كتعويض، وهو المبلغ الذي اعتبرته نوعا من الهروب إلى الأمام وعدم انصافها: ''تصور أن العدالة منحتني 60 مليون سنتيم، مقابل الخطأ الطبي الذي تسبب فيه الأطباء، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهل من المعقول أن أُكافأ بهذه الطريقة بعد أن خسرت زوجي···''· وانطلاقا من وضعها المأساوي الذي تعيشه اليوم، لم تفقد السيدة كريمة الأمل في أن تنصفها العدالة يوما وتسترجع حقوقها المهضومة وأن يتم معاقبة كل من تسبّب في فقدانها البصر وهو أغلى شيء عند الإنسان·
شهادة إبن ضحية: أمي تعاني في صمت
تعذّر حضور إحدى ضحايا مصلحة طب العيون وناب عنها ابنها الذي حاول أن يرسم لنا صورة عن الحياة المأساوية التي تعيشها أمه التي ذهبت ضحية خطأ طبي بعد أن تم حقنها بحقنة من دواء AVASTIN
''لقد كانت أمي تعاني من نقص في البصر، غير أنها غير متعودة على تناول الدواء، ومنذ أن عولجت بالحقنة فقدت البصر على مستوى عينها، بل وأكثر من ذلك، فهي تعاني من عدة أمراض مثل الضغط، أوجاع الرأس ونحن اليوم نشتري لها الدواء وهي طريحة الفراش ولا تملك تأمين الضمان الاجتماعي''·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر نيوز
المصدر : www.djazairnews.info