كرّر أخطاءه في أفغانستان والعراق باستهداف المدنيين الناتو ينهي مهمته في ليبيا بارتكاب أول عملية اغتيال لرئيس دولة

   ينتظر أن ينهي اليوم الاثنين، رسميا، حلف شمال الأطلسي مهمته العسكرية في ليبيا، التي بدأها يوم 19 مارس الماضي بقصف من طائرات فرنسية. في وقت تعالت الأصوات التي تتهم حلف الناتو بالانحراف عن مهمته، بعد إشرافه على عملية اغتيال العقيد القذافي. استند حلف الناتوفي تدخله العسكري في ليبيا، قانونيا، إلى تفويض مجلس الأمن الصادر عن هيئة الأمم المتحدة بتاريخ 17 مارس ,2011 كجزء من رد الفعل الدولي على ما اصطلح عليه ثورة 17 فبراير. ويقضي القرار بفرض عدة عقوبات على حكومة القذافي الليبية، تتضمن حظر الطيران فوق ليبيا وتنظيم هجمات مُسلحة ضد قوات القذافي الجوية، لمنعها من التحليق في الأجواء الليبية وإعاقة حركتها. وأنهى مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، التفويض الذي يصرح بعمليات للحلف فوق ليبيا، اعتبارا من 31 أكتوبر الجاري، فقد صوّت مجلس الأمن الدولي على مسودة قرار روسي يقضي بإنهاء التفويض الممنوح لحلف شمال الأطلسي ''الناتو'' في ليبيا. أما ميدانيا، فقد حصلت خروقات كثيرة من قبل حلف الناتو، انتهت باغتيال العقيد معمر القذافي يوم 20 أكتوبر الماضي، على يد معارضيه، بعدما استهدف موكبه وأصابه بجروح خطيرة. وقد نبه إلى ذلك بشكل جلي السفير الفرنسي الأسبق، كريستيان غريف، في تصريح لإذاعة ''فرانس أنتير''، عندما قال إنه ''لأول مرة يقوم حلف الناتوفي تاريخه باغتيال رئيس دولة''.  ولم ينتظر الرئيس الكوبي المعتزل، فيدال كاسترو، كل هذه المدة، فقد كتب مقالا معلقا على حرب الناتوفي ليبيا، جاء فيه قوله ''قبل ما يزيد عن ثمانية أشهر بقليل، في الحادي والعشرين من فيفري من العام الجاري، أكدت عن قناعة كاملة أن: ''احتلال ليبيا هو مشروع حلف الناتو''.  وفي ليبيا أيضا، كرّر حلف الناتو أخطاءه التي ارتكبها في أفغانستان والعراق، من خلال استهداف المدنيين في أحياء سكنية بعيدة حتى عن المواقع العسكرية. وقد كانت ''الخبر'' من بين وسائل الإعلام العالمية الحاضرة بليبيا في عز حملات قصف حلف الناتو، وأمكننا، في هذا السياق، الوقوف على ''أهداف مدنية'' تم إصابتها بصواريخ ذكية، كما هو الشأن مع عائلة الغراري بحي عرادة الشعبي.  وحتى وسائل الإعلام الغربية التي تنتمي لدول قادت الحرب على ليبيا، انتقدت انحراف حلف الناتو عن مهمته، فقد كتبت صحيفة ''الأندبندنت'' البريطانية قائلة ''استعمال القوة الجوية كشرطي استعماري في المنطقة له تاريخ طويل ودموي، وقد أثبت فشله في العديد من الحالات على المدى الطويل، فطيار الناتو الذي قام بقصف عين زاره جنوب طرابلس لم يكن يعلم، بالتأكيد، بأن هذا الهجوم يأتي بعد 100 عام بالضبط تقريبًا من إلقاء طائرة ايطالية لقنبلتين صغيرتين على نفس الهدف عام .''1911  وأضافت الصحيفة قائلة ''حلف ناتو عندما بدأ القصف، كان الهدف منه هو منع دبابات القذافي من التقدم على الطريق من أجدابيا إلى بنغازي معقل الثوار، وكانت الضربات فعالة، لكن الهدف تغير بسرعة ليصبح حربا مفتوحة النهاية للإطاحة بالقذافي، قدم الناتو خلالها الدعم الجوي لميليشيا الثوار''.  أما بالأرقام، فقد استمرت عملية ''الحامي الموحد''، التي نفذها حلف شمال الأطلسي سبعة أشهر بمشاركة 18 بلداً، وقامت خلالها طائرات الحلف بأكثر من 26 ألف طلعة جوية. كما قامت بوارج الحلف بمراقبة أكثر من 3100 سفينة. وتم تدمير نحو ستة آلاف هدف أو إصابتها بخسائر كبيرة، منها 1600 مركز عسكري، و1300 مخزن ذخيرة، ومئات من الآليات والرادارات وقاذفات الصواريخ.