الجزائر

كذبة صنصال وممنوعات القراءة



 اقتحم اسم الجزائر الدخول الأدبي 2011 بثلاث ''نكت''. الأولى صنعها الأديب الجزائري المقيم في فرنسا منذ أن تقاعد من وزارة الصناعة، بوعلام صنصال، الذي وقع كتابا جديدا ''شارع داروين''، والذي ''أبهر'' ضيوف حصة تلفزيونية فرنسية، عندما قال إنه، وعمره الآن 71 سنة، اكتشف أن أباه ليس أباه، وأن جدته كانت تسير ماخورا في مسقط رأسه ثنية الحد في الأربعينيات من القرن الماضي يتسع لـ3000 آلاف مقيمة. وهو يعرف أن تلك المدينة في ذلك الوقت يستحيل أن يصل تعداد مجموع سكانها وربما مع حيواناتهم الأليفة ذلك العدد. المهم أن صنصال أعجب الفرنسيين، الذين يعيشون هذه الأيام على وقع حكايات المواخير وفضائح مرشحيهم للإقامة في قصر الإليزي. إنه خياره الأدبي. ولا أحد يمكنه أن يلومه.
واقتحم اسم الجزائر الساحة الأدبية العالمية هذا الموسم، أيضا، بكتاب آخر مؤلفه تخصص في ''التحامل'' على الجيش الوطني الشعبي. جون باتيست ريفوار، أخرج رواية جديدة، يقول إنه استقاها من عسكريين جزائريين لاجئين في أوروبا حول اغتيال رهبان تيبحيرين. هذه الرواية لا يمكن أن تكون بريئة في هذا الظرف بالذات. والأكيد أن هذا الكتاب سيحقق مبيعات مهمة ويثير جدلا كبيرا كالعادة. وسيتكرر ترديد اسم الجزائر مرادفا للذبح في هذا الدخول الأدبي الجديد في فرنسا، الذي اعتبره الناس أفقر دخول أدبي في العشرية الأخيرة، لأنه تضمن 654 كتاب جديد فقط.
أما نحن فنستهل الدخول الأدبي الجديد بـ''سوق عالمي للكتاب''، تشارك فيه 600 دار نشر عالمية، أغلبيتها تعرض كتبا تتناول الدين وما جاوره، لأنها تحقق أكبر المبيعات. ولا أحد يعرف عدد الكتب الجزائرية الجديدة التي أنتجها الكتاب، المفكرون، الأدباء، الباحثون الجامعيون وحتى الرسامون الجزائريون. وإلى حد اليوم لم تلتهب ساحة النقاش عندنا على وقع ''أفكار'' طرحها كتاب. فرغم أهمية ما قاله عبد الرحمن حاج ناصر في كتابه، لم يتزاحم النقاد ولا التلفزة التي ''يبكي عليها'' ناصر مهل، لمناقشة المحافظ السابق للبنك المركزي الجزائري.
وأكثـر من ذلك أعلن رشيد حاج ناصر، مدير الكتاب والقراءة بوزارة الثقافة، أن أكثـر من 400 كتاب أجنبي، قررت لجنة قراءة تابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ''منعها'' من العرض في سوق الكتاب ''سيلا .''2011 هذا المدير قدم عددا تقريبيا، كما يفعل أمثاله من المسؤولين السامين الذين لا يعرفون معنى الدقة. وعرف الجزائريون من خلال ما قاله هذا المسؤول الذي من المفروض أنه يشتغل في ''تغذية فكر الجزائريين والجزائريات''، أنه في سنة 2011 عندما سقطت كل موانع وحواجز القراءة والمعرفة، يقرر ''قراء'' تابعون لوزارة غلام الله ما يصلح أن يقرأوه. وهو يعلم أحسن من غيره أن الجزائريين أصلا لا يقرأون، ليس كلهم بطبيعة الحال. وهو ما يعيه أيضا بوعلام صنصال، الذي ''كذب'' على الفرنسيين عندما قال لهم إن كتبه ممنوعة من العرض في الجزائر، لأنه يعرف جيدا، وهو الذي كان مسؤولا كبيرا في الدولة، أن لا أحد في أجهزتها ''يغذي فكره''. ولهذا السبب وغيره يقتحم اسم الجزائر كل النقاشات دون إرادتها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)