لم تبتعد الأفلام القصيرة في مهرجان وهران للفيلم العربي في دورته التاسعة التي أسدل ستارها، الأربعاء، عن مواضيع الحراك العربي و"داعش" وطرحت قضايا إنسانية راهنة وحقيقة تعيش شبحها المجتمعات العربية، مع جرعة قليلة من الخيال العلمي الذي تتفوق فيه السينما العالمية "الأمريكية والأوربية والهندية".من سلطنة عمان، السعودية، إلى لبنان وسوريا والعراق وفلسطين بالشام، مرورا بتونس والجزائر ووصولا إلى المغرب، احتضنت "سينماتيك" وهران على مدار يومين كاملين الواقع الاجتماعي العربي، ولامست الخيال في بعض الأفلام، كما حضرت النقاشات من طر ف المختصين حول صناعة الفيلم القصير العربي، ومدى تناوله للمجتمعات بعاداتها بتناقضاتها، بصورها المختلفة، ببطالة شبابها وأحلامهم وهواجسهم، وسط الرمزية والإيحاءات المستعملة، كما في فيلم "غصرة" للتونسي، الذي قدم كليشيهات ساخرة عن الانتخابات والسياسة في تونس، والجماهير الرياضية التي تفتقر لأخلاق الرياضة، وتجعل من العنف والمخدرات عنوانا ولغة لها، فضلا عن سخرية "غصرة" من التنظيم الإرهابي داعش، عن طريق الاستهزاء بأفعاله التي لا صلة لها بالدين الإسلامي الحنيف، إلى جانب استعماله لمفرادت الشارع، وتصوير كيفية تعامل المواطن البسيط مع الشرطة التي تمثل السلطة.بينما في "رزنامة" السوري لندين تحسين بك، فطغت صورة الموت والدمار، وكيف كان شريكا للمواطن السوري من خلال تصوير مشاهد الفرح عبر الطفل السوري الذي يحلم أن يلعب كما باقي أطفال العالم، لكن للقنابل رأي آخر، وخلقت واقعا يتمثل فقط في الأرقام.وفي "حار وجاف صيفا" لشريف البنداري من مصر، تتشكل صورة اليأس في أشخاص كثر بمصر، لكن قد تخلق الصدفة والحب معا حالة من الأمل، وهذا ما لم يحققه المال أو السلطة وحتّى العدالة، أمّا "نهار العيد" المغربي فأراد عبره رشيد الوالي إيصال صرخة الآباء المحرومين من الأولاد رغم أنّهم في الحياة، وهي ظاهرة اجتماعية حساسة تتعلق خاصة بوضع الأبناء للوالدين في دور العجزة. وجسد ذلك في قالب سينمائي يجمع بين الواقع المر والإحساس بضرورة العناية الاجتماعية والصحية والنفسية بالآباء."داعش" التي ظهرت في "غصرة " التونسي، صورها "جوان" العراقي عن طريق مخرجه علي الجابري، حينما روى انتهاكات داعش الإجرامية لحقوق وحياة الأبرياء، خاصة النساء، الملخصة في معاناة الطفلة "جوان".بالمقابل احتل التطرف والجريمة مكانهما في السينما القصيرة بمهرجان وهران، من خلال فيلم "ومع روحك" اللبناني لميشال بجاني، الذي قدم مثالا صريحا عن الراهب والقديس المتطرف، القاتل واونريه داميان في "قنديل البحر" مصورا جريمة التحرش بالفتيات في الجزائر، والعنف الممارس عليهن، بالمقابل تشابهت المواضيع في "تاجر الزمن" العماني، و"ذكرياتنا" لفريد نوي ووليد بن يحيى من الجزائر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/07/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسان مرابط مهتم بالشؤون الثقافية والفنية
المصدر : www.horizons-dz.com