يرى السيد جمال حطاعلي، عامل في المكتبة العمومية ‘العالم الثالث'، بساحة الأمير عبد القادر في العاصمة، بأن تحبيب قراءة الكتب للأطفال مسؤولية الوالدين أولا، والمؤسسات التربوية في الطور الابتدائي ثانيا، غير أن ما نلاحظه هو تهميش هذه الأدوار، لاسيما عندما يتعلق الأمر بكتب التاريخ».كما حمّل المتحدث جزءا من المسؤولية، لدور النشر التي لا تعطي أهمية كبيرة لكتب الأطفال ذات البعد التاريخي، وتكتفي بعرض النسخ الكلاسيكية على شكل مجلدات بأسلوب محكم وأكاديمي دقيق يصعب على الصغير مطالعته.تجوالنا عبر بعض مكتبات العاصمة، أكد لنا ما حدثنا عنه السيد حطاعلي، فكان الجناح المخصص لهذه الكتب يفتقر للتعددية، حيث انتشرت بعض المجلات الصغيرة التي لا يتعدى عدد صفحاتها 30 ورقة، في شكل أعداد خصص كل واحد منه لشخصية معينة، مثل مفدي زكريا، أحمد باي، الأمير عبد القادر، الشيخ بوعمامة، العقيد عميروش، حسيبة بن بوعلي.. وغيرهم من الوجوه الثورية التي سجلت أسماءها في التاريخ بحروف ذهبية. من جهة أخرى، كانت أسماء المعارك وبعض المحطات التاريخية هي التي تصنع عناوين بعض الكتب، مثل مؤتمر الصومام، مجازر 8 ماي 1945، اتفاقيات إيفيان ومعركة الجرف ..وعن مدى إقبال الأطفال على هذه الكتب، يقول الشاب ‘‘خ.ح‘‘ أن الروايات المسلية والخيالية تثير اهتمام الطفل أكثر من الكتب العلمية أو التاريخية، إلى درجة أن بعض الأولياء تناسوها‘‘.وفي الوقت الذي فرضت موجة المعلوماتية نفسها، أصبح من الصعب تزويد الطفل بمكتبة خاصة به والتأكد من أنه سيطالعها، لاسيما كتب التاريخ التي لا يعرف الطفل الصغير قيمتها إلا حين تلقن له فائدتها.كانت محطتنا الثانية؛ مكتبة عمومية في شارع عميروش، حيث أكد لنا صاحبها أن الطفل في يومنا هذا يفتقد إلى شيئين هامين هما؛ متعة القراءة والفضول، وهما سمتان أساسيتان يكتسبان من طرف الأولياء منذ السنوات الأولى من العمر، ويضيف: «لكتب التاريخ أهمية أكبر في تزويد الطفل بالمعلومات الضرورية حول وطنه، لتكسبه الروح الوطنية وتجعله يقدر التضحيات التي قام بها أجداده».وأشار المتحدث إلى أن الشريحة التي تقبل على رفوف كتب التاريخ لا تزال تقتصر على المثقفين والطلاب الجامعين بالخصوص، في المقابل، نسبة قليلة من الأطفال يطلبون كتب التاريخ، لتقتصر على الأعياد الوطنية من خلال البحوث التي يطلب الأساتذة منهم إعدادها في هذه المناسبات.ومن خلال جولتنا في مكتبة عميروش، تبين لنا أنها تتوفر على بعض كتب التاريخ «المبتكرة» بأسلوب بسيط ومثير لاهتمام الطفل، بعضها على شكل قصص صغيرة حول الشهداء أو أهم المحطات التاريخية، يتكون بعضها من 33 جزءا، في حين خصصت بعض دور النشر أسلوبا جديدا لتحبيب الطفل في قراءة تاريخه، على شكل شريط مرسوم بعنوان ‘تاريخ الجزائر'.من جهة أخرى، أوضح صاحب المكتبة أن مادة التاريخ التي تدرس في المدارس الابتدائية والمتوسطة، وكذا خلال الطور الثانوي، قد يجد الأساتذة بعض الصعوبات في تلقينها للتلميذ، خصوصا إذا لم يكن لهذا الأخير خلفية حولها، لأنها كتب تحوي زخما من التواريخ والأحداث الدقيقة التي يجد الفرد البالغ أحيانا صعوبة في فهمها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الهدى بوطيبة
المصدر : www.el-massa.com