الجزائر

“كتابي حريتي".. يطوي صفحاته بشراكات هنا ومصادرات هناك الصالون الدولي للكتاب بعيون العارضين



“كتابي حريتي
طويت مساء السبت، صفحة الطبعة ال17 من الصالون الدولي للكتاب، في جو من التجمهر فاق كل توقع، وبنسبة زيارة عالية قال بعض الملاحظين أنها مؤشر نجاح التظاهرة ونشاطاتها المختلفة، غير أن الناشرين المشاركين توزعوا بين مؤيد لهذا الحكم ومعارض.
أفصح محمد إبراهيم ممثل دار “الإسراء للنشر والتوزيع” الأردنية، أن المعرض سجل بعض النقاط السلبية تمنى من القائمين عليه تداركها مستقبلا حتى لا يفقد مكانته، خاصة وأنه يصنف الثاني من نوعه بعد معرض القاهرة على المستوى العربي. وركز المتحدث على ضرورة توفير موقع إلكتروني يبين المرافق ومكان الأجنحة وأسماءها حتى يسهل المهمة على الزوار ويحد من استنزاف طاقتهم في البحث والتنقل من رواق لآخر.
ومن جهة أخرى، استحسن محمد إبراهيم، التنظيم العام ووجد أن نسبة الإقبال في الأيام الأولى لم تكن بالحجم المتوقع إلى غاية آخر يومين، حيث شهد المعرض إقبالا منقطع النظير.
“أيها العرب احذروا واستيقظوا” ممنوع من العرض
قال ممثل الدار أن “الإسراء للنشر والتوزيع” قد مسها إجراء الإلغاء حيث منعت من عرض كتاب سياسي يحمل عنوان “أيها العرب احذروا واستيقظوا”، فيما أبرزت رفوفها خلال أيام الصالون العديد من العناوين لأهم الكتاب مثل الأعمال الكاملة لأحمد مطر، موسوعة اللغة الإنجليزية مرفوقة بنسخة إلكترونية، كتب لخبير الأعشاب حسن خليفة، بروتوكولات حكماء صهيون، إضافة إلى قصص الأطفال، كما أكد إبراهيم أن المشاركة في المعرض فرصة للتعاون العربي في مجال النشر وقال: “عقدنا تعاونا بشراء مؤلفات وإعادة طباعتها في الجزائر والعكس بالنسبة للأردن، حيث سيتم التعامل مع كل من “دار الحضارة، دار الضياء، ومكتبة القدس”.. وعلى عكس ممثل دار الإسراء، أبدى أيمن فتحي، مسؤول جناح “الهيأة المصرية العامة للكتاب” ارتياحا تجاه التنظيم الذي عرفه المعرض بمختلف رواقاته وأجنحته خاصة وأن التظاهرة تعرف تطورا إيجابيا من سنة إلى أخرى، وقال: “مقارنة مع دول أخرى يعد معرض الجزائر الثاني بعد معرض القاهرة من حيث الحجم وإقبال الجمهور”.
أما قاسم بركات، مدير دار الفارابي اللبنانية، فأكد أن المعرض كان جيدا “عرف إقبالا كثيفا وتنظيما ممتازا، وعبر عديد الطبعات التي حظرناها قبلا لمسنا تطورا مستمرا عاما بعد عام، هذه الطبعة هي الأحسن على الاطلاق فقبلا كنا نسهر الليالي لإحضار الكتب من المستودعات، وحاليا نجد كتبنا في أجنحتنا، بالنسبة للمعاملات الجمركية والإدارية، تعرف العديد من التسهيلات والتسريع وهو تطور إيجابي بالنسبة لنا كعارضين”.
وأكد صاحب دار الفارابي التي لا تهتم من خلال تنقلاتها ببيع الكتاب بقدر عرض العناوين والتعريف بها عربيا، أن مشاريع الشراكة مع المؤلفين ودور النشر قد عرفت أوجها خلال السنة الجارية مع مؤسسات على غرار سيديا والوكالة الوطنية للنشر والإشهار، وتالة.. إلى جانب التعاقد على ترجمة المؤلف الجديد لياسمينة خضرا وحبيبة العلوي.. وقال بركات: “لا يمكننا الغياب عن الصالون لمجرد أننا لم نبع أو نحقق ربحا تجاريا بل نحرص على حضوره لأنه يشكل جزء من استراتيجيتنا للاستمرار والتواصل مع قرائنا ومؤلفينا وطلابنا.. بصفتنا ممثلي رابطة الناشرين العرب الثقافية”.
للتذكير أجرت دار الفارابي مسابقة على مستوى الصالون لاختيار أفضل “قارئ متنوع”، توج في ختامها قارئ ضرير تم اختياره عبر المكتبة الوطنية، يهتم بقراءات متعددة ومتنوعة كما أنه يتقن أربع لغات أجنبية، أقيم له حفل خاص على مستوى جناح دار تالة. وذكر ممثل الدار التي شاركت خلال الطبعة ال17 بعناوين مختلفة تعد السلسلة الفلسفية التي شارك فيها مفكرون من مختلف الدول العربية ومن بينهم جزائريون أبرزها، أنها ستكون حاضرة العام المقبل رفقة عشرين عملا لكتاب جزائريين. ومن جانبه استغرب مصطفى سالم، مدير التسويق بدار العين المصرية للنشر، منع “تطريز بن لادن” من دخول الصالون رغم أنه ديوان شعري لا علاقة له بالسياسة وقد تم اقصاؤه لمجرد حمل عنوانه لاسم “بن لادن”، وأكد احترامه للسياسة العامة التي يسير عليها المنظمون. ووصف سالم مشاركة دار “العين” الثانية خلال التظاهرة بالتجربة الناجحة، حيث تتمتع بإقبال جماهيري كبير حتى ساعاتها الأخيرة كما تتميز بإقبال الكتاب والمؤلفين والمثقفين بشكل لافت.
وقال المتحدث أن “معرض الجزائر يعتبر من بين أقوى المعارض العربية، يتميز بقوة شرائية عالية، كما أن الزائر يتصف بتنوع ميولاته وطلباته من أدبية سياسية تعليمية وكتب التنمية البشرية”...
شاركت دار العين في المعرض ب60 عنوانا جديدا إلى جانب عناوين أخرى، دخلت كلها الصالون تتطرق إلى مواضيع مختلفة كالسياسية والفكرية والأدبية، أهمها “عناق عند جسر بروكلين” لشكري فيشر الذي يأتي ضمن قائمة الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”، “الناصرية” و”ثورة مصر” لسمير أمين، “ثورات العرب” لعلي مطرود..
نصيب الأطفال لا يستهان به في الصالون
أفاد ياسين بن عوصار، ممثل مؤسسة أولادنا للنشر والتوزيع، أن المؤسسة من أشد المهتمين بأدب الطفل وتحاول في كل إصدار إيجاد أسلوب يلفت القارئ الصغير ويشده للمطالعة، ويتم ذلك من خلال تصميم كتب تحتوي على الصور، الألعاب والتلوين حتى لا يشعر الطفل بالملل، وقال أن آخر إصدارات الدار عرف رواجا معتبرا، حيث لاقى استحسان الأطفال وذويهم لاشتماله على المتعة الترفيه والمطالعة. وأضاف بن عوصار أن “مؤسسة أولادنا للنشر والتوزيع” تهدف إلى تثقيف الطفل وإلمامه بشتى المجالات عبر الرسوم المتحركة.
وعن المشاركة ضمن الصالون الدولي للكتاب قال المتحدث أن التجربة ليست بالجديدة على المؤسسة حيث شاركت في طبعات كثيرة سابقة، وقد أتاحت المشاركة لهذه السنة فرصة إبرام مشاريع توأمة مع عدة دور عربية سورية وأردنية، إضافة إلى عروض من تونس. وفيما يخص مستوى التنظيم قال أن المعرض يشهد تحسنا ملحوظا كل سنة، حيث عرف الصالون خلال هذه الطبعة توفير بعض التسهيلات لصالح دور النشر، مشيرا إلى أن هناك بعض العارضين لم يرقهم مستوى التنظيم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)